الثلاثاء، 01 أبريل 2025

07:58 م

الموقف المتفق عليه.. ما مفهوم حل الدولتين؟

رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين

رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين

لطالما كان الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية محورياً في السياسة الإقليمية والدولية، حيث تتمسك الدول العربية بمبدأ حل الدولتين باعتباره الحل العادل والشامل لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. 

يستند هذا الموقف إلى قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002، التي دعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

مفهوم حل الدولتين

يُشير مصطلح "حل الدولتين" إلى مسعى إنهاء النزاع عبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وبرز هذا الطرح كخيار دولي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

حرب 1967 وبداية المطالبة بالحل

في حرب الأيام الستة عام 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب أراضٍ عربية أخرى مثل مرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء. 

وفي أعقاب الحرب، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 242، الذي نص على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل تحقيق السلام، ما أسس لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تصاعد الحاجة إلى حل الدولتين

وشهدت السنوات التالية مزيدًا من التأكيد على أهمية حل الدولتين، خاصة مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، حيث أصبح واضحًا أن استمرار النزاع دون حل سياسي يفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.

يقوم حل الدولتين على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل تطبيع العلاقات مع الدول العربية وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. 

ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة عام 2005 ضمن “خطة فك الارتباط أحادية الجانب”، قبل أن تعود مرة أخرى لتدميرها بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.

اتفاقيات أوسلو ودورها في حل الدولتين

وتُعد اتفاقيات أوسلو لعام 1993، الموقعة بين رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، خطوة محورية نحو حل الدولتين. 

تضمنت الاتفاقيات الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وإنشاء سلطة فلسطينية انتقالية تبدأ في غزة وأريحا، على أن تمتد لاحقًا إلى مناطق أخرى من الضفة الغربية.

كما نصت أوسلو على تأجيل المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، مثل القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والترتيبات الأمنية، على أن تُحسم خلال خمس سنوات، أي بحلول عام 1999. 

غير أن تعثر هذه المفاوضات واستمرار التوترات السياسية والعسكرية أعاق تحقيق الهدف النهائي من الاتفاقيات.

استمرار التحديات أمام حل الدولتين

على الرغم من الإجماع الدولي على ضرورة تطبيق حل الدولتين، لا تزال هناك عقبات كبرى، أبرزها استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، والانقسامات الداخلية الفلسطينية، والتوترات الإقليمية، ما يجعل تحقيق السلام العادل والمستدام أمرًا بالغ التعقيد. 

ومع ذلك، لا يزال حل الدولتين الخيار الأكثر تداولًا على الصعيدين العربي والدولي كمسار لإنهاء الصراع.

search