بعد أكثر من عقدين.. إسرائيل تعيد إنشاء "الشريط الأمني" في لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي إنشاء خمسة مواقع عسكرية متقدمة داخل الأراضي اللبنانية، تمتد على عمق يتراوح بين 5 إلى 8 كيلومترات. 

كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائلية تحت عنوان إسرائيل تعيد إنشاء "الشريط الأمني" داخل لبنان بعد أكثر من عقدين، بأن الجيش الإسرائيلي ينشئ خمسة مواقع عسكرية في عمق الأراضي اللبنانية، حيث تهدف إلى فرض سيطرة عسكرية على المساحة الممتدة من الساحل حتى المرتفعات، بدعوى توفير الحماية للبلدات الإسرائيلية الشمالية.

تعزيز التواجد العسكري الإسرائيلي على الحدود

أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش قام بزيادة عدد قواته على الحدود مع لبنان بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب الأخيرة. 

كما تم تعزيز الأنظمة الدفاعية من خلال نشر رادارات وأجهزة مراقبة متطورة في المناطق الحدودية، ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فقد نفذت القوات عمليات تمشيط شاملة، مشيرة إلى أن "المنطقة الممتدة حتى عمق ثمانية كيلومترات داخل لبنان خضعت لعمليات تفتيش دقيقة وتم العثور على معدات عسكرية خلال الأيام الأخيرة".

وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن المواقع الخمسة ستشكل "شريطًا أمنيًا متقدّمًا" يهدف إلى منع أي تواجد مسلح لحزب الله بالقرب من الحدود، إلى حين ضمان سيطرة كاملة للجيش اللبناني على هذه المناطق. وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في هذه النقاط إلى أن يتم التأكد من انسحاب حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة بشكل كامل.. والخمسة مواقع تأت يكالتالي: 

جبل بلاط 

يقع على بعد 90 كيلومترًا جنوب بيروت، ويبلغ ارتفاعه 753 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يمتد بعرض 5.6 كيلومترات عند قاعدته، وسط منطقة جبلية تتضمن أعلى نقطة في المنطقة، التي تبلغ 1189 مترًا وتقع جنوب شرقه.

 يعد الجبل كثيف السكان، بمعدل 139 نسمة لكل كيلومتر مربع، وأقرب مدينة رئيسية له هي صور، على بعد 19.8 كيلومترًا شمال غربه، وتنتشر في محيطه الكهوف والتكوينات الصخرية، فيما يغطي الحقول معظم أراضيه.

 يتميز بمناخ معتدل، حيث يبلغ متوسط الحرارة 19 درجة مئوية، مع صيف حار يصل إلى 28 درجة وشتاء بارد عند 8 درجات. 

ووصفت “معاريف” أهمية الجبل الذي يعد  اسمه الأكثر شيوعًا، عمود الزعفراب، بأنه يتمركز لحماية مستوطنتي زرعيت وشتولا، وهو موقع معروف من أيام "الشريط الأمني" السابق.

تلة العويضة 

يقع بين بلدتي الطيبة والعديسة في القطاع الشرقي، تحتل موقعًا استراتيجيًا هامًا، إذ تشرف على أودية مثل السلوقي والحجير، وتطل على قرى شمال الليطاني مثل يحمر وزوطر وقاقعية الجسر.

 منذ عام 1975، كانت التلة موقعًا رئيسيًا لمرابض مدفعية الجيش اللبناني، كما استخدمها الاحتلال الإسرائيلي قبل التحرير عام 2000 كموقع لنقل الجنود والإمدادات جوًا.

في حرب تموز 2006، حاول الاحتلال استعادة التلة لموقعها الاستراتيجي، إلا أن المقاومة صدّت محاولاته وكبّدته خسائر فادحة. 

رغم الانسحاب الإسرائيلي، إلا أن الاحتلال لا يزال يتحصن في بعض المواقع جنوب لبنان، مع تكثيف تحصيناته في تلة الحمامص، التي تتمتع بأهمية استراتيجية مماثلة، حيث تشرف على مستوطنات إسرائيلية مثل المطلة وكريات شمونة.

وتذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه يتمركز فوق مرجعيون ويكنى بـ“التلال الملونة”، ويوفر حماية لمستوطنة كريات شمونة، لوجودة على سلسلة جبال مرتفعة فوق المستوطنة

تلة الحمامص

 شهدت معارك ضارية، لا سيما في حرب تموز 2006 ومعركة الخيام 2024، حيث حاول الاحتلال السيطرة عليها لكنها بقيت محور اشتباكات مستمرة. تقع التلة في منطقة الخيام، وترتفع 900 متر فوق سطح البحر، ما يمنحها إشرافًا استراتيجيًا على القرى اللبنانية والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة، كما تضم مرافق مهمة، مثل مركز للجيش اللبناني وكسارة صناعية توقفت عن العمل بسبب الحرب.

تستمر إسرائيل في تعزيز وجودها في بعض المواقع جنوب لبنان، رغم الاتفاقات الدولية، ما يشير إلى نواياها بعدم الانسحاب الكامل.

وتوضح وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن التل يطل على وادي عيون وقريب من بلدة المطلة، ما يتيح سيطرة على المناطق الممتدة حتى نهر الليطاني.

العزية

تقع العزية، المعروفة أيضًا باسم عزية قانا أو عزية معركة، في قضاء صور بمحافظة الجنوب اللبنانية، وهي تابعة عقاريًا لبلدة الحنية.

تشرف القرية على بلدة مارغاليوت الحدودية الإسرائيلية، وتكتسب أهمية عسكرية كبيرة في نظر الجيش الإسرائيلي.

تكمن أهمتها في أنها تطل  على بلدات مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، وتسيطر على المنطقة المركزية من الحدود.

قرية اللبونة

تقع قرية اللبونة، المعروفة أيضًا بـ"اللبوني"، على تلة استراتيجية في قضاء صور، جنوب لبنان، بالقرب من الحدود مع إسرائيل وبلدة البرج الشمالي. وتشكّل تلة اللبونة نقطة عسكرية حاكمة تتيح مراقبة واسعة للمنطقة المحيطة، وقد شهدت تحولات عدة، حيث كانت موقعًا للجيش اللبناني قبل أن تتولى المقاومة الإسلامية (حزب الله) السيطرة عليها.

في 11 أكتوبر 2024، أصدرت غرفة عمليات حزب الله بيانًا كشفت فيه تفاصيل المواجهات العنيفة التي اندلعت في منطقة اللبونة، بعد محاولات الجيش الإسرائيلي فتح محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي، انطلاقًا من موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة.

فجر الثلاثاء 8 أكتوبر، حاولت قوة إسرائيلية التقدّم من رأس الناقورة باتجاه اللبونة بهدف السيطرة على مركز قوات "اليونيفل" في المنطقة، لكن المقاومة تصدت لها وأجبرتها على التراجع.

تشكل اللبونة نقطة مراقبة متقدمة تمنح القوات التي تسيطر عليها رؤية واضحة للمناطق اللبنانية المحاذية، كما تعتبر محورية في الدفاع عن مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وفقًا للتقديرات العسكرية الإسرائيلية. كذلك، ترتبط التلة استراتيجياً بـ"سلسلة السلم"، التي تطل على شلومي، هانيتا، ووادي قديا، وتكشف مناطق واسعة تشمل وادي النبط والمدن الساحلية صور وصيدا.