الخميس، 20 فبراير 2025

09:05 م

جدل حرمانية الغناء يؤجج خلافًا بين محمود التهامي وعبد الله رشدي

محمود التهامي وعبد الله رشدي

محمود التهامي وعبد الله رشدي

منشور للشيخ عبد الله رشدي، حول حرمانية الأغاني المصحوبة بآلات العزف حتى وإن كان إنشادًا صوفيًا أم غناء عاطفيًا؛ كان كفيلًا لإشعال جدل كبير عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

المنشد محمود التهامي، دخل على خط الأزمة قبل دقائق قليلة عبر منشور كتبه على صفحته الشخصية على “فيسبوك”، ردًا على الشيخ عبدالله رشدي.

حرمانية الأغاني المصحوبة بالمعازف

رشدي قال في منشوره إن "الغناء المقترن بالمعازف حرام، سواء كان إنشادًا صوفيًا أم غناء عاطفيًا، وهذا الحكم باتفاق المذاهب الأربعة في المعتمد عندهم، كما هو مقرر في كتب الفقه المعروفة، واستدلت المذاهب الأربعة على ما ذهبوا إليه بقوله عليه الصلاة والسلام:" ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف".

منشور عبد الله رشدي

الموسيقى والغناء بين الحلال والحرام

وردًا على عبدالله رشدي كتب التهامي، في منشور طويل، عنونه بجملة: "الموسيقى والغناء بين الحلال والحرام"، ليعرف الغناء والموسيقى بأنهما أقدم وسائل البشر والمخلوقات للتعبير عن مكنونهم الداخلي من فرح وحزن وألم.

وتابع: "ولما جاء دين الحق، وكان من فطرة الإنسان ما تقدم، فإنه لم يصادمها، بل أكدها وأقرها، لذلك نراه يبيح للمسلمين أن يطربوا ويغنوا في مناسبات الأفراح، بل إنه يعتبر ذلك في العرس والعيد من المستحبات والقربات! وعندما نتحدث عن الغناء هنا، فنحن نقصد الغناء البعيد عن التغني بالفحشاء، والتحريض على الفجور والموبقات".

الموسيقى من أعراف المجتمع

واستكمل التهامي حديثه بقوله "إن الحلال لا يحتاج لدليل بالأصل، وما يحتاج إلى دليل هو التحريم والنهي، فيما أشار إلى أن دليل التحريم يكمن في كتاب الله حصرًا، أما النواهي فيستدل بها من السنة، بدعوى أن الحلال والحرام يقره الله تعالى فقط، بينما تكمن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر والنهي، ولكنه لا يحلل محرمًا ولا يحرم محللًا:" التحريم أمر شمولي وأبدي، ويحمل طابع الأزلية كونه صادرًا من رب العباد الأعلم بعباده الآن وبعد غد، أما النهي فهو أمر ظرفي لزمان ومكان معينين، فالغناء والموسيقى وهي موضوعنا من أعراف المجتمعات كأن يطرب شخص ما بالطبل والمزمار ويطرب آخر بالموسيقى الكلاسيكية".

واستشهد التهامي، ببعض علماء الدين أقروا بذات القضية كابن حزم وأبو الفضل المقدسي وبن قتيبة الدينوري، وأبو منصور البغدادي، وابن طاهر المقدسي، والإمام الغزالي، والأدفوي، وابن دقيق العيد والشيخ الشعراوي قائلًا: "كلهم من المبيحين الذين يروا بأن الرجوع إلى (الأصل) وهو (الإباحة) ما دام لم يصح فيها تحريم".

الاستشهاد بأحاديث نبوية تقر باستباحة المعازف

كما استهشد التهامي بأحاديث نبوية عدة رأى أنها أقرت ضمنيًا باستباحة الأغاني والمعازف، منها: "يقول ابن حزم الأندلسي في ذلك قولا هاما: "إنه لم يصح في باب تحريم الغناء حديث وكل ما فيه فموضوع"!! ثم يقول: “ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تردّدنا في الأخذ به”، ومن ثم يتدرج ابن حزم بعد الانتهاء من تتبع أحاديث التحريم إلى المرحلة الثانية التي يقوم عليها الرأي القائل بالإباحة وهي تقديم عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تفيد إباحة الرسول ـ قولًا، أو فعلًا، أو تقريرًا ـ للسماع.

وتابع: "عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسْجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه، وقال: "دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد"، وفي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت جارية من الأنصار في حجري، فزففتها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع غناءً فقال: “يا عائشة ألا تبعثين معها من يغني؛ فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء؟”.

واستطرد قائلًا: "وعن جابر رضى الله عنه "نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة، فأهدتها إلى قباء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهديت عروسك؟" قالت نعم: قال: "فأرسلت معها بغناء فإن الأنصار يحبونه"؟ قالت: لا، قال: "فأدركيها يا زينب ـ وهي امرأة كانت تغني بالمدينة"، فلو كان ضرب الدف معصية لأمر بالتكفير عن نذرها أو منعها من فعله".

وأضاف: "ويروى عن طريق أبي داود عن نافع مولى ابن عمر قال: سمع ابن عمر مزماراً فوضع إصبعيه في أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئاً؟ قلت: لا. فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وسمع مثل هذا، وصنع مثل هذا (ولو كان الغناء حرامًا لما اكتفى الرسول بوضع يديه على أذنيه تنزيهاً لنفسه؛ بل كان نصّ على التحريم)".

استدلات عشر عن استباحة المعازف

وذكر التهامي استدلالات عشرة حول إقراره باستباحة المعازف، على النحو التالي:

-الغناء المقترن بآلات الموسيقى كالدف والطبل سنة.

-احتراف الغناء الهادف الخالي من المنكرات ثبت جوازها بأدلة خاصة.

-باقي الآلات الموسيقية كالعود والناي وغيرها ثبت جوازها بأدلة خاصة، قياسًا على إباحة الدف.

-الغناء مباح للنساء والرجال على سواء.

-أدلة المحرمين للأغاني رفقة المعازف لا تنفع شيئًا فهي ضعيفة أو موضوعة.

-جواز الإنشاد من غير استعمال الآلات محل اتفاق الأئمة.

-الأئمة الأربعة بريئون من تحريم المعازف.

-الغناء كان محل قبول في الافراح قديمًا وقت الصحابة.

-جواز الغناء بالدف في الأفراح مذهب جماهير الفقهاء.

search