الانتخابات الألمانية 2025.. هل يترك شولتز منصب "المستشار"؟

أولاف شولتز- أرشيفية
سيد محمد
أكدت نتائج الانتخابات الألمانية التحولات السياسية العميقة التي كانت متوقعة مسبقًا، حيث حقق المحافظون بقيادة فريدريش ميرتس فوزًا كبيرًا، بينما سجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة أولاف شولتز أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه.
كما ضاعف حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف عدد مقاعده في البرلمان، مما يعزز صعود اليمين المتطرف في المشهد السياسي الألماني، وفقًا لما نشرته صحيفة "ألبوبليكو" الإسبانية.
تحولات المشهد السياسي في ألمانيا
أظهرت النتائج الأولية أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU/CSU) حصل على 29% من الأصوات، متصدرًا الانتخابات بفارق واضح عن بقية الأحزاب.
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) بقيادة أليس فايدل، فقد حقق 20% من الأصوات، ما يعكس صعودًا قويًا لليمين المتطرف في ألمانيا.
في المقابل، سجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) 16% فقط من الأصوات، ما يمثل أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه، إذ فقد 10 نقاط مقارنة بالانتخابات السابقة.
وقد اعترف المستشار الألماني أولاف شولتز بالهزيمة قائلاً: "إنه يوم مرير لنا... إنها خسارة واضحة."
من جهته، حافظ حزب الخضر على نسبة 14% من الأصوات، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في أي تحالف حكومي جديد.
أما الأحزاب الصغيرة، فقد حصل الحزب الديمقراطي الحر (FDP) وحزب اليسار الشعبوي بزعامة زارا فاجينكنشت (BSW) على 5% من الأصوات، وهو الحد الأدنى لدخول البرلمان.
كما سجل حزب "دي لينكه" اليساري 9% من الأصوات، مما يعزز عودته القوية إلى البرلمان.
مفاوضات صعبة لتشكيل الحكومة
مع إعلان النتائج، تتجه الأنظار الآن إلى مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية التي من المتوقع أن يقودها ميرتس، زعيم المحافظين.
ورغم إمكانية تشكيل ائتلاف موسع بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين، فإن ضعف نتائج الاشتراكيين سيجعلهم بحاجة إلى حليف ثالث لتعزيز استقرار الحكومة.
لكن التحديات الاقتصادية قد تعقّد المفاوضات، إذ يفضل المحافظون خفض الضرائب، بينما يدعو الاشتراكيون الديمقراطيون إلى فرض ضرائب أعلى على الأثرياء.
ورغم استعداد حزب البديل من أجل ألمانيا للمشاركة في الحكومة، فإنه من غير المرجح أن يرفع المحافظون الحظر السياسي عن التعاون مع اليمين المتطرف.
انعكاسات أوروبية وعالمية
تأتي هذه التغييرات السياسية في ألمانيا في لحظة حساسة تشهد اضطرابات دولية، أبرزها عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، دعا ميرتس إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الدولية، فيما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، عن قمة استثنائية في 6 مارس لمناقشة الوضع في أوكرانيا والترتيبات الأمنية في أوروبا بعد قرارات ترامب الأخيرة.
على الصعيد الأوروبي، تركت هزيمة شولتز المستشار الإسباني بيدرو سانشيز في عزلة داخل أوروبا، حيث باتت الحكومات الاشتراكية مقتصرة على إسبانيا، مالطا، الدنمارك، وليتوانيا.
وبعودة الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى السلطة، يستعيد حزب الشعب الأوروبي (PPE) أحد أهم معاقله السياسية في أوروبا، مما يعزز نفوذه داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
صعود اليمين المتطرف وتأثيراته الخارجية
في ظل هذا التحول السياسي، يحتفل اليمين المتطرف بنجاحه الكبير في الانتخابات الألمانية.
وقد لعب إيلون ماسك ونائب الرئيس الأمريكي جيمس ديفيد فانس دورًا في دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، رغم أن هذا الدعم كان رمزيًا أكثر منه مؤثرًا في سير الانتخابات.
من جهته، يسعى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى التقرب من حزب البديل من أجل ألمانيا، بعد أن كان قد استبعده سابقًا من مجموعة "الوطنيين" داخل البرلمان الأوروبي.
ومع حصول حزب البديل على 15 مقعدًا في البرلمان الأوروبي، تزداد التكهنات بشأن اندماجه في تحالفات سياسية أكبر داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي تعليق على هذه التطورات، قال هيرمان تيرستش، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب فوكس الإسباني:"ميرتس لن يستطيع تنفيذ سياساته الاقتصادية وأجندته الأمنية دون دعم اليمين المتطرف."
واعتبر أن نجاح حزب البديل في مضاعفة مقاعده قد يمهد لمكاسب أكبر في الانتخابات القادمة.

أخبار ذات صلة
"الحوثيون" يستهدفون مقاتلة ومسيرة أمريكية في البحر الأحمر
24 فبراير 2025 05:13 ص
ترامب يشيد بفوز المعارضة في ألمانيا ويصفه بـ"اليوم العظيم"
24 فبراير 2025 03:03 ص
انطلق من القاهرة.. رحلة مدفع رمضان في الدول العربية
23 فبراير 2025 11:31 م
بعد 22 شهرًا.. مدينة الأبيض تتحرر من حصار الدعم السريع بالسودان
23 فبراير 2025 11:26 م
أكثر الكلمات انتشاراً