منفذ طعن حيفا.. هجوم يبُطل ادعاءات نتنياهو حول الدروز؟

جاءت عملية طعن حيفا، التي نفذها بترو شاهين، الدرزي العربي، بعد أيام قليلة من تصريحات رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والذي تحدث فيها عن حماية الدروز وصداقتهم لـ"إسرائيل".

منفذ الطعن درزي من شفا عمرو

أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، بأن منفذ عملية الطعن، التي وقعت صباح اليوم الإثنين، في مدينة حيفا المحتلة، هو شاب من الطائفة الدرزية، يُدعى يثرو شاهين، وينحدر من مدينة شفا عمرو.

ووفقًا لوسائل الإعلام العبرية، أسفرت العملية عن مقتل مستوطن وإصابة ستة آخرين على الأقل، إثر حادث طعن وإطلاق نار وقع في محطة الحافلات المركزية بحيفا.

وبحسب المعلومات الأولية، وصل منفذ العملية إلى الموقع، عبر حافلة انطلقت من شفا عمرو، حيث ترجل منها عند المحطة المركزية، ثم دخل إلى مركز تجاري قريب، وأشهر سكينه مرددًا هتافات "الله أكبر" قبل أن ينفذ الهجوم، ما أدى إلى إصابة عدد من المستوطنين، وسرعان ما تدخلت قوات الاحتلال إلى مكان الحادث.

ونشرت قوات الشرطة طائرة مروحية في محاولة لتعقب المشتبه بهم، وأوضحت أن شاهين وصل بالحافلة ونزل منها، وأثناء نزوله طعن أحد الركاب الذي نزل معه في المحطة، ثم ركض نحو الركاب الآخرين وطعنهم أيضًا، وأطلق حراس الأمن في المحطة النار عليه.

تصريحات نتنياهو عن الدروز

وتأتي العملية ومنفذها، بعد أيام قليلة من تصريحات نتنياهو عن الدروز، والتي قال فيها "لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، في إشارة إلى التطورات في السويداء واحتمالية تدخل أطراف معادية لإسرائيل في المنطقة.

ويُستخدم مصطلح "تحالف الدم"، للإشارة إلى العلاقة الخاصة التي تربط إسرائيل ببعض الطوائف الدرزية، وخاصة داخل أراضيها.

ومنذ ظهور دولة الاحتلال عام 1948، تم دمج الدروز الإسرائيليين في المجتمع الإسرائيلي بشكل مختلف عن بقية العرب داخل الدولة، حيث تم فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الشباب الدروز، وتم إشراكهم في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية.

وكانت قد سبق تصريحات نتنياهو، تصريحات أخرى لوزير دفاع الاحتلال السابق، يوآف جالانت، والذي قال "نراقب التطورات في السويداء عن كثب، ولن نقف مكتوفي الأيدي، إذا تعرض الدروز هناك للخطر".

كما سبقتها تصريحات وزير الدفاع الأسبق، أفيجدور ليبرمان، والتي قال فيها إن "إسرائيل لها التزام أخلاقي تجاه الدروز، سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وأنها لن تسمح بأي عمليات تطهير عرقي ضدهم في سوريا".

أبرز ملامح العلاقة بين إسرائيل والدروز

يخدم الدروز في إسرائيل في الجيش منذ عام 1956، حيث تم الاتفاق بين زعماء الطائفة الدرزية وحكومة الاحتلال على إدماجهم في الجيش، وهو ما لم يُفرض على بقية الفلسطينيين في الداخل.

ويشغل العديد من الضباط الدروز مناصب عليا في الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما أن هناك تمثيلًا سياسيًا محدودًا للطائفة في الكنيست الإسرائيلي.

كما تدعي إسرائيل أنها تهتم بمصالح الدروز في سوريا ولبنان، خاصة في جبل الدروز بجنوب سوريا، وقد تدخلت مرات عدة بذريعة حماية الطائفة، ما أثار جدلًا حول مدى صدق تلك الادعاءات أو كونها مجرد وسيلة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.

رغم مشاركتهم في الجيش، يعاني الدروز داخل الكيان المحتل من التمييز في الحقوق المدنية والأراضي، حيث يشعر كثير منهم بأن ولاءهم لدولة الاحتلال لم يُترجم إلى مساواة حقيقية في الحقوق.