الأحد، 09 مارس 2025

04:40 م

تطور مذهل.. ماذا حدث لثقب طبقة الأوزون؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A .A

صحيح أن التوقعات البيئية ليست وردية للغاية، ولكن يبدو أن هناك أزمة واحدة تمكننا من مواجهتها،حيث كشفت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تعافي ثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية، نتيجة لانخفاض مركبات الكلورو فلورو كربون.

ثقب طبقة الأوزون

كان هذا الموضوع أكثر شعبية من تغير المناخ منذ عقود من الزمن، ولكن فجأة بدا الأمر وكأننا لم نعد نتحدث عنه، السبب ليس أننا نسينا المشكلة، بل أنه يتم حلها.

ورغم أنه لا يزال هناك ثقب يمكن للإشعاع الشمسي المسرطن أن يتسرب من خلاله، إلا أنه يبدو أنه يتقلص.

ووفقا لتقرير صحيفة لا راثون الإسبانية، فإن هذا الخبر ليس جديدًا، ففي عام 2020 وصل ثقب الأوزون إلى أدنى مستوياته، وتم ملاحظة اتجاه نزولي، ولكن الآن، ومن خلال مقال علمي نُشر في مجلة Nature، يمكننا أن نقول بثقة إحصائية تصل إلى 95%، أن التعافي يعود إلى انخفاض استخدام الهباء الجوي المحتوي على مركبات الكلورو فلورو كربون، المعروفة باسم مركبات الكلورو فلورو كربون، والذي جعلنا ندرك أن هذه الغازات الموجودة في الهباء الجوي هي السبب الرئيسي في فتح طبقة الأوزون فوق رؤوسنا.

 وذكرت الصحيفة: "الدراسة الجديدة هي الأولى التي تثبت، بثقة إحصائية عالية، أن هذا التعافي يرجع بشكل أساسي إلى انخفاض المواد المستنفدة للأوزون، وليس إلى عوامل أخرى مثل التقلبات المناخية الطبيعية أو زيادة انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري في طبقة الستراتوسفير".

 وعلى حد تعبير سوزان سولومون، أحد مؤلفي الدراسة: " إن هذا أمر لا يصدق، وهذا يثبت أننا قادرون بالفعل على حل المشاكل البيئية".

الأوزون هو جزيء يتكون من ثلاث ذرات أكسجين، أي أكثر بذرة واحدة من جزيء الأكسجين الذي نتنفسه.

 إن هذا الاختلاف الطفيف في الظاهر يشكل مفتاحا لتفسير خصائصه، كما أن تركيزه في الغلاف الجوي يساعد في حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من الشمس.

والواقع أن الحياة موجودة على الأرض بفضل طبقة الأوزون، التي تحمينا من الطفرات التي قد يسببها هذا الإشعاع في الحمض النووي لدينا. 

ومن المؤكد أن عواقب إتلاف طبقة الأوزون أكبر بكثير، ولكن بمجرد تجنب ذلك يجب أن نكون راضين بالفعل كمجتمع.

ثقب الأوزون

وفي عام 1986، ساعد بحث سوزان سولومون في اكتشاف أن الثقب كان نتيجة لانبعاث الغازات المعروفة باسم مركبات الكلورو فلورو كربون، الموجودة في التبريد، وتكييف الهواء، والعزل، والهباء الجوي بشكل عام. 

وعندما تصعد هذه المواد إلى طبقة الستراتوسفير، فإنها قد تلتقي بجزيئات الأوزون وتتسبب في تدهورها، ما يؤدي إلى فقدان قدرتها على العمل كدرع ضد الأشعة فوق البنفسجية. 

والآن، أكدت أبحاثهم الأخيرة أن انكماش الثقب يعود أيضًا إلى التغيرات في انبعاثات مركبات الكلورو فلورو كربون، وللقيام بذلك، استخدموا طريقة تعرف باسم "البصمة"، والتي تجعل من الممكن تحديد مدى تأثير بعض العوامل المناخية بشكل فردي على الظروف الجوية.

ومن خلال إنشاء ثلاثة نماذج حاسوبية لتطور طبقة الأوزون (أحدها يأخذ في الاعتبار الزيادة في الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وآخر لانخفاض مركبات الكلورو فلورو كربون، وآخر لم يأخذ في الاعتبار أيًا من هذه العوامل)، تمكنوا من رؤية كيف تطور النموذج الذي أخذ في الاعتبار انخفاض مركبات الكلورو فلورو كربون بالتوازي مع القياسات، ما أدى إلى تقليص ثقبه في طبقة الأوزون بمعدل مماثل لما شهدناه.

وبهذا المعدل من المرجح أن يغلق الثقب تماما بحلول منتصف هذا القرن، ووفقا للدكتورة سولومون، فإنه بحلول عام 2035 سوف ينكمش كثيرا لدرجة أنه في بعض السنوات لن يفتح حتى، وسوف يظل مغلقا بشكل متزايد على مدار العام حتى نصل إلى تلك اللحظة المصيرية حوالي عام 2050.

search