الأحد، 09 مارس 2025

11:32 م

"دك الكمين يا سمير".. بطولة عمر القاضي تتصدر الاحتفال بيوم الشهيد

الشهيد عمر القاضى

الشهيد عمر القاضى

أنور فاروق

A .A

على مدار 6 سنوات، ظل اسم الشهيد عمر القاضي محفورًا في ذاكرة المصريين كأحد أبرز الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والقيادة، ومواجهة الجماعات الإرهابية.

وسطر القاضي اسمه بحروف من ذهب في كتاب التاريخ المفتوح لأبطال مصر، الذين يجودون بحياتهم من أجل حماية وطنهم.

حياة عمر القاضي

وُلد الشهيد عمر القاضي في قرية ساقية المنقدي، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتحق بكلية الشرطة عام 2013، حيث تخرج منها عام 2017 برتبة ملازم.

بعد تخرجه، انضم القاضي إلى قطاع الأمن المركزي، ثم نُقل إلى الخدمة في شمال سيناء، حيث شارك في مكافحة الإرهاب وتأمين المواقع الحيوية ضد الهجمات الإرهابية.

استشهاد عمر القاضي

في فجر يوم 5 يونيو 2019، الموافق أول أيام عيد الفطر المبارك، شنت مجموعات إرهابية هجومًا واسعًا على كمين "البطل 14" بمدينة العريش، تزامنًا مع تكبيرات صلاة العيد.

كان القاضي وزملاؤه من قوات الشرطة في موقع الهجوم، حيث خاضوا معركة شرسة ضد الإرهابيين، وواجهوا الهجوم بكل بسالة حتى بدأت الذخيرة بالنفاد. 

الشهيد عمر القاضى 

وفي موقف بطولي، وجّه القاضي نداءه إلى قوات الدعم، طالبًا منهم دك الكمين بالكامل، لضمان القضاء على جميع العناصر الإرهابية المتواجدة حوله.

بعد معركة استمرت لساعات، هدأ صوت النيران وانسحب الإرهابيون، لكن القاضي وزملاءه قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ليُسطروا واحدة من أعظم البطولات في مواجهة الإرهاب.

"دك الكمين يا سمير"

بعد استشهاده، انتشر تسجيل صوتي شهير للقاضي خلال المعركة، وهو يوجه رسالة لقوات الدعم، قائلًا: "دك الكمين يا سمير"، في إشارة إلى ضرورة إطلاق النار المكثف على الموقع للقضاء على الإرهابيين.

الشهيد عمر القاضى 

تحولت هذه الكلمات إلى رمز للصمود والتضحية، حيث جسدت شجاعة الشهيد حتى آخر لحظة في حياته.

ترقية عمر القاضي

تكريمًا لبطولته، قررت وزارة الداخلية ترقية الشهيد عمر القاضي إلى رتبة نقيب بعد استشهاده في عيد الفطر 2019.

وبعد مرور 15 يومًا على استشهاده، وافق اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية آنذاك، على إطلاق اسمه على دفعة خريجي كلية الشرطة لعام 2019، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

الشهيد عمر القاضى 

تمنّي الشهادة

كان الشهيد عمر القاضي دائم الحديث عن الشهادة والموت، وعبّر عن ذلك في منشورات مؤثرة على حسابه الشخصي على "فيسبوك"، حيث كتب في إحدى تدويناته: "لكل أجل كتاب، عيدوا أنتم وأنا هستناكم هنا، ربما الموت يقترب مني وأنا لا أشعر به، لطفك يا الله في سكرة موتي أن تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة".

وفي منشور آخر، كتب: "أنا لا أتمنى من هذه الدنيا غير أن ألقى الله شهيدًا".

تحققت أمنيته، وخلّده التاريخ كأحد أعظم أبطال مصر الذين ضحّوا بأرواحهم لحماية الوطن.

search