الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:17 ص

غزة وأخواتها.. مدن تركتها الحرب خاوية على عروشها

الحرب في غزة

الحرب في غزة

ميار مختار

A A

يقف الدمار شاهدًا بعد الحروب التي تهدأ نيرانها، على بشاعة وهول الأحداث في تلك المدن، التي طال منها "شبح" الحرب، وتروي التشوهات بمعالمها ما جرى في أرجائها، ولقد عانى العالم بأسره ولم يسلم، سواء كان في نطاقنا العربي أو خارج تلك الحدود.

ويرصد "تليجراف مصر" أبرز المدن التي طالتها الحروب ودمرت معالمها على النحو التالي:

الدمار في غزة

ما يزيد عن 69 ألف مبنى، بما يعادل 30% من مجموع المباني هناك، دُمرت كليًا أو جزئيًا خلال الحرب، وبحسب تقرير مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات"، فأن 22131 من مباني القطاع دُمرت كليًا، و14066 تعرضت لأضرار بالغة، و32950 لأضرار متوسطة.

وأشار التقرير إلى أن المركز استعان بصور الأقمار الصناعية مُلتقطة بين يومي 6 و7 يناير 2024، وقارنها بصور أخرى تعود إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023، حيث اندلعت شرارة الحرب حينها.

حلب وتدمر

"فينا الشرق الأوسط"، هكذا وصفوا مدينة حلب  السورية، قبل الدمار، وقبل أن تصبح سوريا بأكملها، ساحة حرب بالوكالة، وقبل أن تفتك بها الحروب، وتنشر بها القواعد العسكرية لأمريكا وحلفائها، تلك الأمور مجتمعة، خلقت أرضًا لا يخلو شبر واحد فيها من يد التخريب.

مظاهر التفجير والقصف، نالت من الأسواق والمستشفيات، حتى أن العديد من سكانها لا يزالون يعيشون بلا ماء أو كهرباء.

دومًا تشير أصابع الاتهام نحو تنظيم "داعش الإسلامي" والمُصنف عالميًا كمنظمة إرهابية، كونه الفاعل الأساسي في تدمير الدولة، فضلًا عن الاقتتالات الداخلية بين الحكومة وقتها وبين المعارضة، ما تسبب في تدمير تراث تلك المدن، وصعب استرجاعه.

الدمار في سوريا

لم تكن "حلب وتدمر" الوحيدتين، في موجة تدمير علنية بدأت داعش في هدم معبد “بل الأثري”، صاحب تاريخ عمره 2000 عام، وبلغ  عدد السياح الذين كانوا يرتادونه سنويًا في أوقات السلم إلى 150.000 سائح، بجانب تعرض عدة مدن سورية للدمار بسبب الصراع الذي امتد هناك، بالمثل أضحت دمشق بلد التاريخ والفن والثقافة، ما يؤكد القول إن سوريا أصبحت دولة مشوهة تراثيًا.

للعراق نصيب

في الاجتياح الأمريكي للعراق، سقطت بغداد في غضون ثوان معدودة، كما سقطت مدن أخرى غير العاصمة، في حملات تشويه متعمدة للتراث العراقي، حيث حضارة بلاد الرافدين، التي أخرجت للعالم نورًا وعلمًا، وموسعة من الكتب والثقافة، لم يكن مصيرها سوى الحرق والتمزيق والضياع.

بعد أن فتح العراق أبوابه مجبرًا لتطأ الأقدام الأمريكية والبريطانية على أرضه، لتسعى فيها الفساد، وتقتل فيها الأبرياء، وتدمر التاريخ، تحت ذرائع أمنية، ومزاعم واهية بانتشار واسع لأسلحة الدمار الشامل، وبما أن “المعنى دائمًا في بطن الشعر”، فالدمار الشامل كان على يد من جاؤوا بحجة منعه.

مدن مثل الرمادي، وحديثة، وهيت، والقائم، وكبيسة، في منطقة أعالي الفرات في العراق، كانت شاهدًا على مظاهر التخريب، حيث لا تزال تعاني تلك المدن من مشاكل رئيسية في إزالة الكميات الهائلة من الأنقاض، وسط افتقار إلى معدات الإزالة وميزانيات كافية، الأمر الذي يضيف قيودًا رئيسية تعوق عملية إعادة الأعمار.

مدينة تمبكتو بمالي

يمتد التخريب في بلاد ما وراء سوريا، كما حدث فعليًا في مدينة "تيمبكتو" في مالي عام 2012، نتيجة المعارك المحتدمة التي دارت بين مقاتلي أنصار الدين و القوات الحكومية وتعرضت العديد من الأضرحة الإسلامية هناك للتخريب الكلي، ليتم تشويه المدينة الأهم ضمن عواصم الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا، والمستضيفة للعديد من رواد السياحة الدينية، والمعروفة باسم "جوهرة الصحراء".

هيروشيما ونجازاكي

خارج حدود الأراضي العربية، فقدت المدينة اليابانية التي قصفتها أمريكا بقنبلة ذرية في 6 أغسطس 1945، أكثر من 60.000 بناية من مبانيها من أصل 90.000، وفي 9 أغسطس 1945، فقط  بعد ثلاثة أيام، ألقت قوات الحلفاء قنبلة ذرية أخرى من النوع الإنهياري الذي يستخدم مادة "البلوتونيوم" كوقود للقنبلة على مدينة "نجازاكي" مما أسفر عن مقتل 80 ألف شخص، وحتى مع تمكن اليابان من تحقيق طفرة اقتصادية وعمرانية، إلا أن هناك العديد من المباني والمناطق لا تزال تشهد على الجرائم غير الإنسانية في حق البشرية هناك.

لندن وهال

في الحرب العالمية الثانية، حتى الدول المنتصرة لم تخلو من نيل نصيبها من الدمار، بل أن العاصمة البريطانية، لندن، عُرفت على أنها المدينة الأكثر تدميرًا في الحرب، نتيجة للمداهمات والغارات الجوية التي كانت تنفذها الطائرات الألمانية، إلا أنها لم تكن الوحيدة في بريطانيا، فعلى مدار 8 شهور قصفت قوات الرايخ الألمانية، المملكة المتحدة، وتسببت في تدمير مليون منزل، بجانب غالبية الموانئ.

وعلى الرغم من الاستثمار البريطاني لإعادة إعمار تلك المدن بعد الحرب في 1945 ، وبينها مدينة هيل البريطانية، إلا أن بعضًا من الأثار المدمرة، لا تزال هناك، تقف شاهدة على الضرر الذي ألحقته الغارات الألمانية بأبنية المدينة وعمارتها.

search