أليس منكم رجل رشيد؟!
في الوقت الذي طالب فيه الرئيس شخصياً بالتدقيق في اختيار المحتوى الدرامي بما يتناسب مع الذوق والآداب العامة، ولا يخدش حياء الأسرة المصرية، صدمنا بمشهد لاعب كرة طائرة بنادي الزمالك يرتكب فعلاً مشيناً صادماً للجماهير وأمام الكاميرات!
والصدمة الكبرى أنه بدلاً من تقويمه، ومعاقبته من قبل ناديه واتحاد اللعبة، استخدم النادي صورته للترويج للمباراة التالية أمام الأهلي، والكارثة أنه كرر نفس الفعل!!
هل من رشيد في مجلس إدارة نادي الزمالك، أو حتى أعضائه يرفض هذا السلوك، وما العقل في تشجيع لاعب منفلت سلوكياً بهذه الصورة، ما هي القيمة التي يريد كبار الزمالك زرعها في الناشئين؟
هل يفترض أن يتدخل الرئيس في الرياضة أيضاً حتى ينصلح حالها؟!
هل يفترض أن يقوم بدور وزير الرياضة، أو ينوب عن المسؤولين في القطاع الذي تشوبه تجاوزات يندى لها الجبين، ويسير دون ضابط أو رابط، رغم تحكمه في مزاج غالبية أفراد هذا الشعب!
من الرائع، أن يكون الرئيس قريباً دائماً من شعبه، ويتحدث بما يدور بينهم، ويعبر عن همومهم، وقيمهم وأفكارهم، لكنه مهموم دون شك بقضايا أكبر وأهم، كما أن هناك أشخاصاً مكلفين بأداء هذه المهام، فإذا لم يكونوا أهلاً لها، فلتصحبهم السلامة!
لقد تبارى كثيرون في انتقاد الأعمال الدرامية الرمضانية وجلد أصحابها بالسياط، بعد أن أعرب الرئيس عن تحفظه على محتواها، وعدم تعبيرها عن الشعب المصري، خصوصاً في ظل زيادة جرعة البلطجة والانفلات الأخلاقي بكثير من هذه المسلسلات، لكن أين كان هؤلاء قبل أن يتحدث الرئيس؟!
لقد اجتمع الخصوم على المخرج محمد سامي، الذي أعلن اعتزاله واعتزامه السفر إلى الخارج ليدرس شيئاً لم يفصح عنه، وأتمنى أن يكون لديه نية لدراسة الإخراج، لأنني أعتقد أن ما يقدمه بعيداً إلى حد ما عن هذه المهنة!
ومع ذلك لن أحمل سكيناً مثل غيري، فالمخرج الشاب حقق نجاحاً على المستوى الشعبي بأعمال درامية التف حولها الملايين، في ظل طابعها الاستهلاكي ووصفتها التي لا يمكن أن تخيب بما تتضمنه من عنف، وغدر وخيانة وإثارة!
ومن ثم وبغض النظر عن جودة هذه الأعمال، فإنه حقق شيئاً ما، لذا لا يجب أن نهيل التراب عليه، هو أو غيره، بمجرد أن تتاح لنا الفرصة لذلك!
أعرف أننا نتحكم فيما نشاهده بريموت كنترول نمسكه بأيدينا، ولا يجبرنا أحد على مشاهدة مسلسلات محمد سامي أو غيرها، لكن من الضروري عدم الإفراط في إنتاج مثل هذه الأعمال، وألا تساهم الدولة بشكل أو بآخر في ذلك، فهذا أخف الضررين!
يجب أن يجلس على مقعد الرقيب، شخص لديه ذائقة فنية جيدة، وقدرة على الفرز بين المقبول وغير اللائق، حتى نحافظ على قوة مصر الناعمة، دون تشويهها بأعمال بالغة السخافة والرداءة، رغم إصرار أصحابها على أنها الأكثر مشاهدة!!
وأكرر، على المسؤولين عن قطاع الرياضة التدخل سريعاً لوقف التجاوزات المخجلة التي تشهدها هذه المنظومة، فهناك فرق كبير بين خدش الحياء بالتمثيل، وخدشه في الواقع أمام أعينكم جميعاً.. استقيموا بالله عليكم، فلا رأينا منكم نجاحاً يذر الرماد في عيوننا حتى لا نرى فشلكم وانحيازكم وصمتكم المخجل!!

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة
لام شمسية.. كيف نحمي أطفالنا من هذا الخطر!
29 مارس 2025 10:34 ص
وفاة الحويني.. وسلوك مشين من ابن "الداعية" وابنة "المثقف"
18 مارس 2025 03:44 م
مهزلة الزمالك والأهلي .. مؤامرة مكتملة الأركان
14 مارس 2025 04:23 م
سوريا تعاني.. حفظ الله مصر وجيشها
09 مارس 2025 03:23 م
أكثر الكلمات انتشاراً