الأربعاء، 26 مارس 2025

01:53 ص

خبير مياه يكشف أزمات تواجهها إثيوبيا في تشغيل سد النهضة رغم اكتماله

سد النهضة

سد النهضة

محمد سامي الكميلي

A .A

قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إنه تم وضع حجر الأساس لسد النهضة في أبريل 2011، وكان من المقرر اكتماله في سبتمبر 2017، إلا أن المشروع واجه العديد من العقبات التي أدت إلى عرقلة عمله بنسبة مكتملة.

وتابع شراقي عبر حسابه على “فيسبوك”، اليوم الثلاثاء، بأن من تلك المشكلات أزمات اقتصادية في تأمين التمويل اللازم، وصعوبات جيولوجية وهندسية في تركيب التوربينات، إضافة إلى عدم جاهزية شبكة نقل الكهرباء. كما لعبت الأوضاع السياسية، مثل الحرب الأهلية مع جبهة تيجراي والاضطرابات الداخلية، دورًا في عرقلة إنجازه.

وأضاف: “رغم أن الأعمال الإنشائية والخرسانية للسد اكتملت بنسبة تقترب من 100%، حيث وصل ارتفاعه إلى 645 مترًا فوق سطح البحر، فإن تشغيله الكهربائي لا يزال غير مكتمل، فقد تم تركيب توربينين في فبراير وأغسطس 2022، وتوربينين آخرين في أغسطس 2024".

وزاد شراقي: "كما تم اختبار توربينين إضافيين في 17 فبراير الماضي، وهو ما أكدته صور الأقمار الصناعية التي أظهرت تصريف المياه من التوربينات، بذلك يكون إجمالي التوربينات المركبة 6 توربينات من أصل 13، أي بنسبة تقل عن 50%”.

أما بالنسبة للتشغيل الفعلي، أشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إلى أنه لا تزال التوربينات تعمل بشكل متقطع، حيث يتم تشغيلها لأيام ثم تتوقف لأشهر، ويُرجَّح أن 7 توربينات أخرى لم تصل بعد إلى موقع السد، ما قد يؤخر اكتمال التشغيل لأكثر من عام إضافي، 

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن مخزون بحيرة السد لم ينقص حتى الآن، ما يدل على أن تشغيل التوربينات يعتمد فقط على تدفقات المياه اليومية القادمة من بحيرة تانا، والتي تُقدَّر بحوالي 15 مليون متر مكعب يوميًا، وهي كمية لا تكفي لتشغيل توربين واحد بكامل طاقته.

التخزين الخامس والأخير وتأثيراته

انتهى التخزين الخامس لسد النهضة في سبتمبر الماضي، عند منسوب 638 مترًا، أي أقل بمترين فقط من منسوب المفيض الأوسط البالغ 640 مترًا، بإجمالي تخزين 60 مليار متر مكعب، وهي السعة القصوى الفعلية للسد، وبذلك، لن يكون هناك ملء جديد، بل عمليات تفريغ وإعادة ملء.

وفي ظل عدم تشغيل التوربينات بكفاءة، من المتوقع أن تضطر إثيوبيا إلى تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب على الأقل قبل موسم الأمطار القادم في يوليو، عبر فتح بوابات المفيض العلوية بين أبريل ومايو، ثم إعادة تخزين المياه مجددًا خلال موسم الأمطار.

التداعيات على دول المصب

واختتم الدكتور عباس شراقي، بأن الإجراءات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا في إدارة سد النهضة، مثل عمليات التخزين السابقة وفتح وإغلاق بوابات التصريف دون تنسيق مع مصر والسودان، بجانب تشغيل التوربينات بشكل غير منتظم، تسببت في اضطراب إدارة الموارد المائية والسدود في دولتي المصب، ما يفرض تحديات كبيرة على استقرار إمدادات المياه.

search