محمد صبري.. عصبيّ موهوب أفسده حب الزمالك

شارك نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، محمد صبري، في فترة مهمة بتاريخ الزمالك خلال تسعينيات القرن الماضي، مع نجوم الفريق وقتئذ، إذ ساهم في تتويج النادي بالبطولات المحلية والأفريقية.    

ويحتفل نجم الزمالك السابق، محمد صبري، اليوم الإثنين 7 أبريل، بعيد ميلاده الـ51.

وتألق صبري في صفوف الزمالك لمدة 13 عاما، واشتهر بقدمه الصاروخية، ولا ينسى جمهور الأبيض، هدفيه في مرمى أحمد شوبير وعصام الحضري، وأيضا عصبيته وعدم التزامه، اللذين أثّرا على مسيرته داخل القلعة البيضاء.

ويستعرض "تليجراف مصر"، قصة نجم الزمالك محمد صبري المولود في 7 أبريل عام 1974 بمدينة الشرقية كالتالي:

تأثير الجوهري

تألق محمد صبري في قطاع ناشئين الزمالك، وظهر بشكل رائع في إحدى المباريات ليشاهده محمود الجوهري، مدرب الفريق وقتها، ليختار 4 لاعبين من بينهم محمد صلاح.

وقرر الجوهري، إشراك صبري، بديلا في مباراة الأهلي والزمالك بموسم 1993- 1994، ليسجل هدفا رائعا في مرمى أحمد شوبير.

وكرر صبري، الأمر في موسم 1998-1999، بهدف رائع في شباك الحضري، حارس الأهلي، حتى لقب بـ"المدفعجي". هذه المباراة غيرّت حياته للأبد، وبات لاعبا أساسيا في نادي الزمالك، وكانت بداية قصة حب حقيقية بين اللاعب والجماهير.

ويقول صبري في تصريحات سابقة: "النادي هو الذي قدّم لي كل شيء، سواء من ناحية المال أو الشهرة، وأشعر أنني مدين له بكل ما حققته في حياتي".

وأضاف أنه لم يحصل على التأهيل النفسي اللازم أثناء مسيرته في الفريق، وهو ما أثر على استمراره في الملاعب.

وأتم: "لو كان هناك من يهتم بتطويري نفسيًا، لكان من الممكن أن أظل في الملاعب لمدة أطول بكثير".

"مش أنا ده فاروق جعفر"

تعرّض محمد صبري، لاعب نادي الزمالك السابق، للإيقاف من اتحاد الكرة في موسم 1999، بسبب اتهامه بتحريض لاعبي الزمالك على الانسحاب من مباراة ضد الأهلي اعتراضًا على التحكيم.

ورغم أن اللاعبين استكملوا المباراة في النهاية، فإن صبري أصر على عدم العودة إلى الملعب، مما أدى إلى إيقافه لفترة طويلة.

وقال صبري في تصريحات تلفزيونية: "لم أقم بتحريض اللاعبين على الانسحاب، بل كان فاروق جعفر هو من طلب الانسحاب بعد طرد أيمن عبدالعزيز في أول أربع دقائق من المباراة".

وأكد أن طرد أيمن عبدالعزيز كان قرارًا صحيحًا وفقًا للقانون، ولكنه أشار إلى أن هناك ما يسمى بـ"روح القانون"، خاصة وأن الحادث وقع في وسط الملعب وفي أول دقائق المباراة.

وفيما يتعلق بالتحقيق في الاتحاد المصري لكرة القدم، كشف صبري أن مسؤولي النادي أبلغوه قبل المباراة بوجود حملة من اتحاد الكرة ضده برئاسة سمير زاهر.

وأتم: "جلست في التحقيقات لمدة خمس ساعات متتالية، وبعد أن شعرت بالإرهاق قلت لهم إذا كنتم ترغبون في إيقافي افعلوا ذلك".

وتعرض صبري للإيقاف لمدة عام كامل، بينما تم إيقاف المدرب فاروق جعفر لمدة عامين، وتم توقيع عقوبات على بعض اللاعبين مثل خالد الغندور الذي تم إيقافه لمدة ثلاثة أشهر.

وأشار صبري إلى أن تلك الفترة كانت صعبة عليه كرياضي، حيث شعر أن حلمه في الاستمرار في كرة القدم قد انتهى.

بعد الإيقاف، انتقل صبري إلى اللعب في الدوري الكويتي مع فريق القادسية، حيث طلب منه رئيس النادي، كمال درويش، العودة للمشاركة في مباراة العودة أمام النجم الساحلي في بطولة دوري أبطال العرب.

وسجل صبري هدفًا وصنع آخر في تلك المباراة التي انتهت بفوز الزمالك 3-1، مما ساعد الفريق على تعويض خسارته في مباراة الذهاب.

رفض الأهلي

وقال صبري في وقت سابق: "وصلني عرض في عام 1996 للانتقال إلى الأهلي وقت التفاوض على تجديد عقدي مع الزمالك والموضوع تم إغلاقه في وقتها".

وأضاف: "لم يكن هناك مجال لمناقشة العرض؛ لأنه من الصعب اللعب خارج الزمالك، لأن الزمالك بالنسبة أعظم نادي في الكون".

واستطرد: “حازم إمام أفضل لاعب في جيلي وكان لديه أفضل من ذلك، وما جعله لا يقدم كل ما لديه هي البيئة التي نشأ فيها حازم إمام، لأن حياته لم تكن صعبة مثل باقي اللاعبين، الذين عانوا من وضع مادي صعب في بداية حياتهم”، لافتا إلى أنه كان يتمنى تواجد وليد صلاح الدين من نجوم الأهلي للعب معه في الزمالك.

كما أشاد بجمهور الزمالك الذي يعتبره أفضل من جمهور الأهلي، قائلا: "جمهور الأهلي دائمًا ما يفرح عندما يحقق فريقه الفوز، ولكنهم لم يختبروا بعد كيف سيكون رد فعلهم إذا خسر فريقهم لمدة 3 أو 4 سنوات متتالية دون تحقيق أي بطولات".

وأتم: "جمهور الزمالك هو الأكثر إخلاصًا في مصر، وشهدنا ذلك مرارًا وتكرارًا في أصعب الأوقات".

وتلقى صبري عرضا آخر من القادسية الكويتي، إذ كان يتلقى 65 ألف جنيه كراتب شهري في الزمالك، ليعرض عليه النادي الكويتي 150 ألف دولار، لكنه رفض من أجل حبه للزمالك.

الحلم ينتهي 

بعد 13 عامًا قضّاها داخل جدران نادي الزمالك، قرر محمد صبري، الرحيل عن صفوف الفريق لينتقل إلى صفوف نادي كاظمة الكويتي على سبيل الإعارة، قبل أن ينضم إلى نادي الاتحاد السكندري، إذ اختتم مسيرته في ملاعب كرة القدم.

خلال مسيرته مع الزمالك، حقق صبري، العديد من النجاحات وحصد 15 بطولة مع الفريق الأبيض، حيث توج ببطولة الدوري المصري مرتين، وكأس مصر مرتين، ودوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات، كما فاز بكأس السوبر المصري ثلاث مرات، وكأس الكؤوس مرة واحدة، بالإضافة إلى التتويج بالسوبر الأفريقي ثلاث مرات وبطولة الأفرو-آسيوي مرة واحدة.

وبعد اتجاهه للتدريب، اعترف صبري، بأن شخصيته كانت تتسم بالاندفاع والعصبية في شبابه، مشيرا إلى أنه مع تقدم العمر أصبح أكثر هدوءا ووعيا بتصرفاته.

ومن أبرز إنجازاته بعد اعتزاله الساحرة المستديرة هو اكتشافه للمواهب، ويُعد مصطفى فتحي، لاعب بيراميدز الحالي والزمالك السابق، أحد أهم اللاعبين الذين صعدوا من خلال إشرافه وتوجيهه.