الإثنين، 14 أبريل 2025

01:14 ص

الحرب لم تعد تجارية فقط.. ترامب يتحول إلى مادة للسخرية في الصين

السخرية من ترامب

السخرية من ترامب

ما بين صورة قبعة وذكاء اصطناعي وأغانٍ رقمية وميمات طريفة، يبدو أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، دخلت فصلًا جديدًا يتجاوز المعارك الاقتصادية إلى حرب ناعمة تُدار بالرموز الساخرة والمحتوى الرقمي. 

ففي خضم معركة تجارية متجددة بين الولايات المتحدة والصين، لم تقتصر الحرب هذه المرة على الأرقام والنسب المئوية، بل امتدت إلى ميدان السخرية الرقمية والميمات الساخرة، حيث وجدت بكين طريقة غير تقليدية للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%.

قبعة “صُنعت في الصين”

انطلقت شرارة الجدل، بعد أن نشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، صورة على حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تُظهر قبعة حمراء شهيرة تحمل شعار حملة ترامب "MAGA – لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، وكُتب عليها بوضوح "صُنعت في الصين"، مشيرة إلى أن سعرها ارتفع بأكثر من 50% بفعل الرسوم الجمركية.

ورغم ما أكدته مجلة فوربس، بأن النسخ الرسمية من قبعات “MAGA” تُصنع في الولايات المتحدة، أوضحت أن النسخ المقلدة والرائجة تُنتج في الصين، ما فتح الباب أمام مزيد من التهكم من الطرف الصيني.

دعم السفارة الصينية

لم يمر المنشور مرور الكرام، إذ دعمه المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، بصورة أخرى تُظهر قفزة في الأسعار تتجاوز 100% لنفس القبعة، مدعيًا أن مصدر الصورة الأصلي هو مستخدم على تطبيق Rednote الصيني.

وفي موجة سخرية ساخرة، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، بصور ومقاطع مصممة بالذكاء الاصطناعي تُظهر بطاريق ترتدي قبعات ترامب، وتحتج على فرض رسوم جمركية على جزر غير مأهولة مثل "هيرد وماكدونالد"، وهي جزر نائية أدرجتها واشنطن ضمن قائمة السلع الخاضعة لرسوم بنسبة 10%.

ترامب يبرر

من جانبه، برر ترامب قراره التصعيدي بمنشور على منصته "تروث سوشيال"، اتهم فيه بكين بـ"استغلال" الأسواق العالمية و"عدم الاحترام" للتجارة العادلة، معلنًا فرض رسوم جمركية تصل إلى 125% على الواردات الصينية.

وفي المقابل، أعلنت وزارة التجارة الصينية على لسان المتحدث هي يونج تشيان، أن "باب الحوار لا يزال مفتوحًا"، مشددة على ضرورة أن يكون الحوار “على قدم المساواة وباحترام متبادل”، كما أصدرت بكين تحذيرًا رسميًا من السفر إلى الولايات المتحدة، في إشارة إلى تصاعد التوتر.

ولم تكتف الصين بالتصريحات، بل ردت بزيادة الرسوم الانتقامية على الواردات الأمريكية من 85% إلى 125%، لتستعر الحرب التجارية مجددًا، وسط قلق متصاعد في الأسواق العالمية.

سخرية بالذكاء الاصطناعي

لم تترك بكين الساحة لواشنطن على صعيد المعارك الكلامية فقط، بل أطلقت حملة هجومية ساخرة استُخدم فيها الذكاء الاصطناعي بشكل واسع، حيث نشرت حسابات على منصات مثل “Weibo” و"WeChat" فيديوهات مُركبة تُظهر ترامب ونائبه جي دي فانس والملياردير إيلون ماسك وهم يعملون في مصانع أحذية بدائية.

كما ظهرت مقاطع لعمال أمريكيين يكدون في خطوط إنتاج بدائية لتعويض النقص في السلع، في محاكاة ساخرة لوعود ترامب بإعادة التصنيع إلى الأراضي الأمريكية، كما أُنتجت أغنية “AI” بعنوان "انظر ماذا فرضت علينا من ضرائب"، حملت نقدًا لاذعًا للسياسات الأمريكية.

ميمات ومشاهد ساخرة

تصدرت الميمات والمقاطع الساخرة، المشهد على مواقع التواصل، أبرزها صورة لبطريق يرتدي قبعة MAGA مع شعار مُعدل: "اجعل أمريكا تختفي"، في تهكم مباشر على شعار ترامب. 

فيما أظهرت مقاطع أخرى، عمالًا أمريكيين في مصانع خياطة يعملون بآلات مهترئة، في مشهد ساخر يعكس نظرة صينية لواقع التصنيع الأمريكي في ظل ارتفاع الرسوم.

وكتب أحد المستخدمين تعليقًا لاذعًا: "الصناعات منخفضة المهارة لن تعود، أما المتقدمة فليست لدينا القوى العاملة لتشغيلها"، بينما قال آخر: "أمريكا ستصبح أفقر دولة في العالم تحت حكم ترامب".

رقابة رقمية.. وانتشار واسع

ورغم السخرية الواسعة، فرضت السلطات الصينية، رقابة مشددة على بعض المصطلحات المرتبطة بالحرب التجارية، حيث حُجبت عمليات البحث عن "الرسوم الجمركية" أو "104" على منصة “Weibo”، وظهرت رسائل خطأ عند محاولة الدخول إلى هذه الوسوم. 

كما حذفت منصة “WeChat”، عددًا من منشورات الشركات التي تطرقت إلى تأثير الرسوم الجديدة على الاقتصاد المحلي.

search