
عصام صاصا.. دعنى أدهس والدك!!
في تصريح مثير للاشمئزاز، قال نجم المهرجانات عصام صاصا: كانت وفاة الرجل الذي دهسته قدرا، وكنت في سبب لخير بعثه الله لهم وأنا راضيت بناته.
بالطبع، أقدار الله كلها خير، بالطبع نحن نؤمن بالقضاء والقدر وإنا جميعا لله وإنا إليه راجعون.. عصام صاصا دعني اسألك، ماذا لو دهست والدك بسيارتي الجديدة الرائعة باهظة الثمن وكنت فى وعي تام كما أكدت أنك كنت بوعيك التام.
بالطبع لوالدك كل المحبة والاحترام والتقدير وحاشانا أن نفعل ذلك وأنا بالأصل لا امتلك سيارة، كان لدي دراجة هوائية كثيرة الأعطال وتخلصت منها بعد وفاة عم "على العجلاتي".
ماذا لو فعلتها وذهبت في الأسبوع التالي لأغني أو ربما أخطط لإنتاج ألبوم كامل، ثم ألقيت في حجرك حفنة من الأموال، هل سيرتاح ضميري.. وأكن قد فعلت ما عليا.
هل تعرف ماذا فعلت لتخرج بتصريحات أقل ما توصف أنها تصريحات مقرفة، ليتك كنت صمت ولو قليلا حتى يهدأ الجرح الغائر في صدور الأطفال التي في عمر الزهور.
عصام صاصا هل نظرت في عيون صغير فقد والده وهو يلعب مع أقرانه في حارات مصر، هل تعرف كم كانت أحلام الطفل كبيرة مع والده
الطفل لا يعرف النقود لكنه يعرف والده يعرف أنه لن يتخلى عنه، يعرف أنه سيجلب له الفاكهة والحلوى في ليلة شتوية ثم يتدثرا سويا من برد شتاء ومطر في الخارج.
هل تعرف كيف ينبض قلب الطفل بعودة والده الذي عمل بالخارج 12 ساعة أو يزيد يتصبب عرقا بملابس عمل عاديه تساقطت عليها البويا
أو مثقوبة عدة ثقوب لو كان والده حدادا أو لحاما، هل تعرف ذلك الإحساس.
إحساس الطفل بوالدة أفضل من الدنيا وما فيها، انظر لأطفال يلهون في أعينهم فإذا رأيت أحدهم منكسرا لا يجرؤ على النظر في عينيك، عليك أن تفهم أنه يتيم الأب تحديدا.
عصام صاصا.. تلك هي أشياء لا تشترى، هل نظرت في عيني طفلة يتيمة كم كانت تحلم أن يحضر والدها عرسها ويسلمها إلى ذلك الفارس الذي حلمت به أو حلمت معه، هل تعرف تلك الأسرار الصغيرة بين طفلة لم تبلغ العاشرة أو تخطتها بينها وبين والدها، هل تعرف ذلك فربما كان والدها وعدها بإحضار طائرة ورقيه ليطير قلب الطفلة محلقا مع طائرتها أعلى سطح البناية.
هل تشعر بذلك يا عصام، ربما وعد الرجل زوجته أنه سيصطحبها إلى ممشى أهل مصر أو حديقة الأورمان، لكنه أجل ذلك للشهر المقبل حين يحصل على نقود جمعية هزيلة بمبلغ زهيد فقد كان اخر قسط لمروحة السقف التي اشتراها هذا الشهر.
هل تعرف شيئا عن أحلام الأطفال، ربما ابنته الصغرى عاتبته كثيرا لأنه نسى إحضار تلك الساعة البلاستيكية رخيصة الثمن التي لا تعمل أصلا بل يرتديها الصغار، وذاك السوار المعدني الذي لا يتعدى بضعة جنيهات.
هل تعرف كيف كانت سعادة الأب حين حققت ابنته الوسطى نتيجة جيدة في اختبار مادة الرياضيات، هل تعلم شيئا عن سعادة زوجة المتوفى حين أخبرها آخر مرة أنه يحبها ويريد أن يجلب لها الدنيا بمتاعها لكن " الايد قصيره والعين بصيرة".
هل تعلم أن نقودك التي دفعتها من العمل بالمهرجان والحانات شيء تافه زهيد وحقير أيضا مقابل لحظة صدق وحب ودفئ في اسره متواضعة الحال، هل تظن يا عصام أن النقود وحدها تجلب السعادة.
هل بعد تصريحك هذا أدركت الخطأ وأدركت أن الصمت كان أفضل.. كيف أتت لك الجرأة حتى تقول أنا رضيت عائلة المتوفي وربنا جعلني سبب لرزقهم، الأرزاق بالله وليست بك يا عصام، والله مهما فعلت لن ترضيهم يا عصام، أنت فقط دفعت لتنجوا، وهم مرغمين قبلوا لينجوا من فقر فقدان عائلهم الوحيد، الفرق الوحيد بينكما، هم أخذوا وراحوا ينتحبون دموعا ودما بعيدا عن أعين المارة، وأنت دفعت وذهبت لتغنى، والله تلك هي معادلة خاطئة، ليتك اخترت الصمت يا عصام.

الأكثر قراءة
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


مقالات ذات صلة
الاتجاه الشرقي والسلام الذي نريده!
17 أبريل 2025 01:54 م
زيارة الرئيس ماكرون.. رسائل كثيرة!
07 أبريل 2025 10:55 ص
شومان.. شكرا نتنياهو!!
05 أبريل 2025 08:52 ص
"قطر جيت" ومهنية قناة الجزيرة!
03 أبريل 2025 08:05 م
أكثر الكلمات انتشاراً