الإثنين، 25 نوفمبر 2024

04:21 ص

بكى ونفى واعترفوا.. قصة 7 مصريين "اغتصبوا" طفلة إيطالية

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

أحمد سعد قاسم

A A

في اليوم الأخير من يناير 2024، استيقظت إيطاليا على حادث اغتصاب بشع، كانت ضحيته طفلة في الثالثة عشر من عمرها، أما المتهمون، فكانوا 7 مصريين، تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عاما.

الصحف الإيطالية تناولت الحادث بالتفصيل، وتطوراته يوما بعد يوم. وذكرت - نقلا عن تحقيقات الشرطة والنيابة العامة - أن الفتاة كانت برفقة صديقها في حديقة فيلا بيليني، إحدى أقدم حديقتين في مدينة صقلية، حين أحاط بهما السبعة، وهددوهما بالسكاكين، ثم أجبروهما على التوجه إلى مرحاض عام بداخل الحديقة التي كانت مهجورة تقريبا في تلك الساعة.

السبعة المتهمون الآن قيد التحقيق، منهم ثلاثة قاصرون. وذكرت التحقيقات أنهم أوسعوا الصبي الذي كان مع الفتاة ضربا وركلا، وطعنوه  بالسكاكين، بينما قام اثنان منهم باغتصاب الطفلة، أما الخمسة الآخرون فكانوا يشاهدون ويصورون الجريمة بهواتفهم المحمولة. وفق صحيفة ilgiornale الإيطالية.

صحيفة  la gazzetta dello sport الإيطالية ترصد تفاصيل الحادث


تروي الصحيفة أن الصبيان تركوا الفتاة، لتندفع باتجاه صديقها، الذي كان ملقى على الأرض مغمى عليه. وبحسب ما ذكرته صحيفة repubblica الإيطالية، وظلا يصرخان طلبًا للمساعدة، لكن لم يسمعهما أحد. حتى زحفا خارجين من الحديقة، ثم التقيا ببعض المارة في شارع “فيا إتنيا” القريب، ومع هلعهم من المشهد، أبلغ المارة الشرطة والإسعاف.

وبفضل شهادات الضحيتين وتحليل الأدلة الجنائية وصور كاميرات المراقبة، تم التعرف على هويات الجناة، وجميعهم من أصل مصري. وصدرت أوامر اعتقال ضدهم، وبعد القبض عليهم، تم نقل ثلاثة منهم إلى سجن كاتانيا بياتسا لانزا، ووضع واحد قيد الإقامة الجبرية، والثلاثة الآخرون إلى مركز الاستقبال الأولي في كاتانيا.

اعترف الجميع بمشاركتهم في الجريمة، باستثناء واحد، تم القبض عليه بصعوبة، حيث حاول الهروب، حتى تم تعقبه واعتقاله. بحسب صحيفة "إل جيورنالي" الإيطالية.

وقال موقع notizie.tiscali أنه وأثناء الاستجواب، انفجر أحد المتهمين الأربعة في البكاء. ونفى آخر تورطه في الوقعة، وقال إنه "كان في الموقع، لكنه لم يشارك في الاعتداء ويدرك خطورة الوقائع".

ووفق الموقع ذاته، تعرفت الضحية، يوم الثلاثاء الماضي، على ثلاثة من "العصابة".

وأكد الموقع أن المتهمين السبعة متهمون بارتكاب أعمال العنف، وجميعهم مصريون وصلوا إلى صقلية قبل سنوات بشكل غير شرعيّ، ما بين 2021 و2023، عبر قارب في البحر المتوسط، ولأنهم لم يتمكنوا من العمل بسبب صغر سنهم، فقد انتهى بهم الأمر في مراكز للقاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم. يعرّفهم مشغلو المرافق بأنهم أطفال “عاديون” على تواصل مع ذويهم في مصر.

صحيفة corriere della sera ترصد تطورات الحادث


وذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أيضًا أن الأولاد المتهمين اندمجوا بشكل جيد في المجتمع: “كان اثنان منهم يعملان في البناء. كان أحدهم يقوم بالتدريب. وتعاون اثنان من المشتبه بهم السبعة مع المحققين”. وذكرت الصحيفة أن المتعاونين الإثنين لم يغتصبوا الضحية، لكنهم بالتأكيد شهدوا الاغتصاب.

وأثارت القضية ردود فعل قوية من السياسيين والمجتمع المدني، الذين طالبوا بمعاقبة الجناة بأقصى حد، وبتعزيز الأمن في المدن.

وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، تضامنها مع الضحية وعائلتها، وقالت: “إنه أمر مروع أن نرى ضحية أخرى صغيرة جدًا للعنف الجنسي. أريد أن أقول لها ولعائلتها إن الدولة ستكون بجانبهم وستحقق العدالة”.

وطالب نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، بتطبيق الإخصاء الكيميائي على المغتصبين والمتحرشين بالأطفال.

وفي تعليقه على تحركات حزبه لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، تابع قائلاً: "في مواجهة مثل هذه الفظائع، لا يمكن أن يكون هناك أي عفو، بل علاج واحد فقط: الإخصاء الكيميائي. أنا أعول على الاقتراح الذي قدمته الرابطة ليتم التصويت عليه في أقرب وقت ممكن.


وقالت زميلته في حزب الرابطة الإيطالي، أناليزا تاردينو في البرلمان الأوروبي: "نحن لا نزال ثابتين على فكرة أن الإخصاء الكيميائي ضروري للمغتصبين والمتحرشين بالأطفال، والسجن مدى الحياة لأحداث مماثلة، فضلاً عن قدر أكبر من الأمن في مدننا". حسب صحيفة gript الإيطالية.

وتظهر الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية في عام 2019 أن 42% من حالات الاغتصاب في البلاد ارتكبها مهاجرون.

وانتقد سالفيني، الذي اشتهر بقمع الهجرة غير الشرعية أثناء عمله كوزير للداخلية، علنًا الهجرة غير المقيدة إلى إيطاليا، وأعلن في سبتمبر 2023 أن وصول 6000 مهاجر إلى جزيرة لامبيدوزا الصغيرة في يوم واحد يهدد "بانهيار  المجتمع الإيطالي ككل".

search