الثلاثاء، 29 أبريل 2025

12:57 ص

لمدة 72 ساعة.. بوتين يعلن وقفًا أحاديًا لإطلاق النار في أوكرانيا

الرئيس الرلاوسي فلاديمير بويتن، وعلى يمينه نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي

الرئيس الرلاوسي فلاديمير بويتن، وعلى يمينه نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي

دنيا مهران

A .A

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، وقفًا أحادي الجانب لإطلاق النار في أوكرانيا لمدة 72 ساعة، تزامنًا مع احتفالات روسيا بيوم النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، والذي يصادف التاسع من مايو من كل عام، ويعد من أبرز المناسبات الوطنية في البلاد.

وأفاد بيان صادر عن الكرملين أن الهدنة تأتي "لأسباب إنسانية" وستبدأ من مساء يوم 7 مايو وتستمر حتى مساء 10 مايو، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو "إتاحة الفرصة للتهدئة ومنح المدنيين بعض الراحة وسط النزاع المستمر".

تحذيرات روسية من خروقات أوكرانية

أكد البيان الروسي أن موسكو ستلتزم بوقف إطلاق النار خلال الفترة المعلنة، لكنها حذّرت من أنها سترد "بشكل مناسب وفعّال" في حال حدوث أي خروقات من قبل القوات الأوكرانية. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين روس قولهم إن هذه المبادرة تأتي في إطار سعي موسكو لإبراز نواياها "السلمية" أمام المجتمع الدولي.

كييف ترفض الخطوة وتصفها بـ"الاستعراض السياسي"

في المقابل، قوبلت المبادرة الروسية برفض مباشر من أوكرانيا، حيث وصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إعلان الهدنة بأنه "استعراض سياسي لا أكثر"، مضيفًا أن روسيا تستخدم المناسبات القومية لتجميل صورتها دوليًا دون نية حقيقية في وقف الحرب.

وقال سيبيها في تصريحات صحفية: "إذا كانت روسيا تريد السلام فعلاً، فعليها إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وليس هدنة رمزية ترتبط بالأعياد"، مشددًا على أن كييف مستعدة لقبول هدنة حقيقية لا تقل عن 30 يومًا إذا رافقها انسحاب تدريجي للقوات الروسية من المناطق المحتلة.

تراكم شواهد على انعدام الثقة بين الطرفين

تأتي هذه الهدنة في ظل حالة من انعدام الثقة المتبادلة بين موسكو وكييف، حيث سبق أن أعلنت روسيا وقف إطلاق نار أحادي الجانب خلال عيد الفصح الماضي، لكن أوكرانيا اتهمت موسكو حينها بمواصلة القصف رغم الإعلان الرسمي، فيما ردت روسيا باتهام مماثل للقوات الأوكرانية.

كما أن مبادرة سابقة تم التوصل إليها بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، تقضي بوقف استهداف منشآت الطاقة لمدة شهر، لم تنجح في تحقيق تهدئة فعلية، وشهدت خروقات متبادلة على طول خط التماس، الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر، مما يعكس التحديات الكبيرة في مراقبة الالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار.

دعوة جديدة من الكرملين للتفاوض

وفي ظل استمرار القتال على عدة جبهات، أعاد الكرملين التأكيد على استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات "دون شروط مسبقة"، معلنًا استعداده للتعاون مع الشركاء الدوليين لإيجاد حل شامل للأزمة. 

لكنه في الوقت ذاته ربط هذه الخطوة بوقف تسليح أوكرانيا من قبل الدول الغربية ووقف الجهود الأوكرانية للتعبئة العسكرية.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "الحل السلمي يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، بما في ذلك التخلي عن السياسات العدائية ضد روسيا"، على حد تعبيره.

الشارع الأوكراني يشكك في مصداقية الهدنة

في الشارع الأوكراني، لم تلقَ الهدنة الروسية ترحيبًا، بل قوبلت بشكوك وسخرية. وقال المحامي نزار لوتسينكو من العاصمة كييف إن "لا أحد هنا يثق في مقترحات بوتين. لقد جربنا هدنه من قبل، وانتهت بانفجارات".

وأضاف لوتسينكو: "نحن لا نبحث عن هدنة قصيرة، بل عن نهاية حقيقية للحرب، بشروط عادلة تضمن استعادة الأراضي والسيادة"، مؤكدًا أن الشعب الأوكراني لم يعد يصدق أية مبادرة لا تفضي إلى نتائج ملموسة على الأرض.

search