يرفع شعار “أمريكا أولًا”.. ترامب يشعل العالم في 100 يوم

أول 100 يوم في حكم ترامب - صورة موّلدة بالذكاء الاصطناعي
“أمريكا أولًا”.. الشعار الذي نادى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته المثيرة إلى البيت الأبيض، لم يحتج سوى أيام قليلة ليؤكد سيره على هذا النهج، وأن ولايته الثانية لن تكون أقل إثارة للجدل من الأولى.
فخلال أول 100 يوم له في الحكم، أطلق ترامب مجموعة قرارات وسياسات أحدثت صدمة داخلية وخارجية، وأعادت تشكيل ملامح السياسة الأمريكية في ملفات الهجرة، والمساعدات الخارجية، والعلاقات الدولية، والتجارة، والتعليم.
الجيش يواجه المهاجرين
منذ لحظاته الأولى، أعاد ترامب إشعال ملف الهجرة، حيث أعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية، ونشر آلاف الجنود، وشن حملة أمنية غير مسبوقة وصفت بـ"الناجحة" من حيث خفض المعابر غير الشرعية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
لكنه لم يكتفِ بذلك، بل أصدر أوامر بوقف تام لطلبات اللجوء عبر الحدود المكسيكية، وأطلق عمليات ترحيل جماعية وصادمة، من بينها ترحيل مئات الفنزويليين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور.
في واحدة من أكثر الحالات إثارة، جرى ترحيل فنان ماكياج مثلي الجنس بسبب وشوم على جسده.

قمع المساعدات واستهداف الوكالات الأجنبية
لم تتوقف ملامح سياسة ترامب عند حدود البلاد، بل امتدت إلى تقليص نفوذ الولايات المتحدة في الخارج، من خلال حل شبه كامل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وبأوامر مباشرة من ترامب وفريقه بقيادة إيلون ماسك، تم إلغاء أكثر من 80% من البرامج، وأُبلغ معظم الموظفين بعدم العودة إلى العمل. هذا القرار أثار ارتباكًا في أوساط المنظمات الإغاثية حول العالم، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل الأمريكي.
واعتبر ترامب الوكالة "احتيالًا يساريًا"، مضيفًا أن "أمريكا لا ينبغي أن تمول دولًا تكرهها".

تحويل غزة إلى "ريفييرا"
في تحول مثير، أعلن ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة وصفها بـ"الطموحة"، تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى وجهة سياحية شبيهة بـ"الريفييرا" الفرنسية.
ودعا إلى طرد السكان الفلسطينيين وتحويل المنطقة إلى مشروع اقتصادي استثماري ضخم. الفكرة وُصفت بالاستعمارية وأثارت موجة تنديد دولية، ورفضتها كل من الأردن ومصر والأمم المتحدة.
كما اعتبرها الفلسطينيون محاولة لتصفية قضيتهم تحت غطاء اقتصادي.

أزمة دبلوماسية مع أوكرانيا وبوتين في الخلفية
في مشهد غير مألوف، هاجم ترامب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ"الديكتاتور"، ومدّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنًا.
ورغم بدء محادثات حول اتفاق معادن استراتيجية، تحولت زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض إلى أزمة دبلوماسية، عندما طُرد من اللقاء بعد توبيخه علنًا من ترامب ونائبه جي دي فانس.
هذا التصعيد أدى إلى تعليق المساعدات الأمريكية لأوكرانيا مؤقتًا، ما فتح الباب أمام مزيد من الضغط الروسي.

فضيحة الدردشة العسكرية و"التطهير الغريب"
في واقعة وُصفت بأنها أكبر فضيحة أمن قومي منذ سنوات، شارك وزير الدفاع بيت هيجسيث خططًا عسكرية عبر دردشة جماعية تضم صحفيًا من دون علمه. وأدى ذلك إلى استقالات في البنتاجون، واتهم ترامب منتقديه بشن "مطاردة ساحرات".
لاحقًا، تبيّن أن الخطط ذاتها سُربت مجددًا في دردشة أخرى تضم مقربين من هيجسيث، ما أثار تساؤلات حول كفاءة الإدارة في التعامل مع أسرار الدولة.

تعريفات جمركية وشراء جرينلاند
اقتصاديًا، أعاد ترامب تقديم نهجه الحمائي بإعلان تعريفات جمركية على 185 دولة، وصلت إلى 49% في بعض الحالات، و145% على الصين. وهذه الإجراءات تسببت في اضطرابات حادة في الأسواق.
وفي تطور آخر، أعاد الحديث عن شراء جرينلاند، عارضًا استثمارات بمليارات الدولارات، في خطوة اعتبرها كثيرون عبثية واستعمارية.

ترحيلات جماعية إلى سجن سلفادوري
في واحدة من أكثر قراراته صرامة، فعّل ترامب قانونًا نادرًا لترحيل مئات المهاجرين، خصوصًا الفنزويليين، إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور، متجاوزًا قرارات قضائية اتحادية.
ووفق منظمات حقوقية، استُخدمت أوشام وملابس كدليل على "الانتماء لعصابات"، ما أدى إلى ترحيل أشخاص أبرياء.
إحدى القضايا المثيرة كانت ترحيل كاهن محمي قضائيًا منذ 2019، ورفض الإدارة الأمريكية استعادته رغم قرار المحكمة العليا.

حرب على الجامعات والنخبة الأكاديمية
في الداخل، واجهت جامعة هارفارد هجومًا مباشرًا من ترامب الذي اتهمها بنشر "الكراهية والغباء"، وجمّد مليارات من تمويلها الفيدرالي.
فيما رفضت الجامعة الامتثال لشروط الإدارة، والتي تضمنت فرض رقابة صارمة على المحتوى التعليمي، ما دفع ترامب لتهديدها بسحب الإعفاء الضريبي ومنع استقبال طلاب دوليين.
ورفعت هارفارد دعوى قضائية، وتواجه مؤسسات أكاديمية أخرى مصيرًا مشابهًا وسط موجة "تدقيق حكومي".

التهديد بقنوات العالم: ابتزاز أم سياسة؟
في تصريح صادم، قال ترامب إن السفن الأمريكية يجب أن تمر مجانًا عبر قناتي السويس وبنما، باعتبار أن الولايات المتحدة هي من "أوجدتهما".
وصف المحللون هذا الخطاب بأنه "بلطجة دولية"، وأثار ردود فعل غاضبة داخل مصر وبنما.

ختام الـ100 يوم
مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين فقدوا وظائفهم، ومئات البرامج البحثية والطبية أُلغيت، والسفن الأمريكية طُلب منها العبور المجاني في قناة السويس وبنما، في تهديدات وُصفت بأنها "بلطجة اقتصادية".
بهذا الأسلوب التصادمي والحازم، أعاد ترامب توجيه دفة السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، مثيرًا الجدل في كل خطوة، ومعيدًا التأكيد على نهجه: أمريكا أولًا، وبأي ثمن.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
هجوم أوبسالا يُجدد أحزان السويد.. تفجيرات ستوكهولم الأبرز
29 أبريل 2025 11:20 م
صدمته دراجة نارية.. نتنياهو ينجو من حادث سير في القدس
29 أبريل 2025 08:25 م
اجتماع موسّع لاحتواء تبعات أحداث جرمانا في سوريا
29 أبريل 2025 08:42 م
سموتريتش: إسرائيل لن توقف الحرب قبل تقسيم سوريا وتهجير آلاف الغزاويين
29 أبريل 2025 08:17 م
رئيس لبنان: حصر السلاح في يد الدولة قرار لا رجعة فيه
29 أبريل 2025 06:58 م
بعد انقطاع الكهرباء.. كيف عاشت أوروبا "الليلة السوداء"؟
29 أبريل 2025 05:22 م
بقرار من نتنياهو.. رئيس الشاباك باق في منصبه حتى 15 يونيو
29 أبريل 2025 06:37 م
ثغرة قانونية لـ"الخلافة".. ترامب يخالف الدستور ويحلم بـ"ولاية ثالثة"
29 أبريل 2025 06:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً