الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:05 ص

كيف نعالج الذكريات المؤلمة بعد الصدمة الأولى؟

 الذكريات المؤلمة تفقدنا الشعور بالحاضر

الذكريات المؤلمة تفقدنا الشعور بالحاضر

خاطر عبادة

A A

الألم النفسي هو أمر طبيعي مثل الإصابات الجسدية، ودليل على صحتنا النفسية، لكنه يفقدنا الشعور بلذة الحاضر، وقد لا يكون لنا يد في مسائل القدر والصدمات، أما الإشكالية فتكمن في معالجة آثار الصدمة الأولى، سواء عند وقوع مصائب أو ظلم أو التعرض لحوادث اعتداء جسدية أو جنسية أوتذكرها بشكل مزمن بعد مرور فترة من الوقت.

الزمن قد يمحو آثار الصدمات 

 

الاتصال بالحاضر

 

وقدم علماء أعصاب أمريكيون من كلية الطب نيويورك، دراسة حديثة، أجريت على 28 شخصًا، من خلال وضعهم على أجهزة الرنين المغناطيس وسرد تجاربهم الحزينة.

 وأشارت الدراسية الأمريكية إلى وجود مسارات دماغية متشابهة لأولئك الذين مروا بذكريات سيئة، بينما نشطت الدوائر العصبية بشكل مختلف من شخص إلى آخر لهؤلاء الذين مروا بتجارب مؤلمة.

ووجدت الدراسة أن هناك منطقة مسؤولة عن الذاكرة في الدماغ تُسمى "الحُصين" هي التي تأثرت وظائفها بالتجارب المؤلمة. ويعمل الحُصين كمحرر فيديو لمشاهد حياتنا، حيث يقوم بتقطيع وتركيب تجاربنا وخبراتنا المتواصلة وتخزينها داخل الذاكرة.

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يمرون بتجارب مؤلمة يفقدون الاتصال بالواقع ولذة الاستمتاع بالحاضر، حيث يجدون صعوبة في التخلص من تجربة قاسية، ويحولون تلك الذكرى المؤلمة إلى حاضر أبدي.

العقل يواجه الألم النفسي 

 

مواجهة الذكريات الحزينة

 

قد يعتقد البعض أن الألم النفسي قد يأخذ وقتًا طويلًا، ولكن العقل يقاوم الألم العاطفي بشكل لا إرادي مثلما يعمل الجسم على مقاومة الإصابات الجسدية.

وفقًا لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، فقد حدد العلماء 3 أمور فيما يتعلق بطريقة التعامل النفسي مع الألم العاطفي المرتبط بالحزن، أولها أن العقل يفرز استجابة لمعالجة الجراح النفسية بشكل لا إرادي وبنفس الطريقة التي يتعامل بها الجسم عند الإصابات الجسدية.

وعلى سبيل المثال، عندما تجرح يدك، يعمل جسمك على إغلاق الجرح، وإذا أدى جسم غريب أو إصابة متكررة إلى إثارة وتهيج الجرح، فإنه يتفاقم ويسبب الألم، وبمجرد إزالة الكتلة يستأنف الشفاء.

وبالمثل، يحدث نفس التسلسل للألم النفسي داخل العقل، حيث يتحرك نظام معالجة المعلومات في الدماغ بشكل طبيعي لوقاية الصحة العقلية، وفي حالة حدوث أمر مزعج، فإن الجرح العاطفي يتفاقم وبمجرد معالجة الموقف يستأنف الشفاء.

العمل

لا يمكن لأحد معالجة الصدمة، مثل الحرب والاعتداء، بل آثار الصدمة في العقل والجسد والروح، وإعادة تعويد الشخص على الشعور بالسيطرة على نفسه وجسده وعقله.

ويساعد العلاج بالعمل والحركة على إعادة تنظيم حياتنا والعيش في الواقع من خلال تجارب مستمرة والانفصال عن الماضي بدلًا من التقوقع حول الذات ومحاولة تجديد الجراح.

التسامح يجعلنا نقبل الحياة ونتعايش

 

التسامح 

 

توسيع نافذة التسامح يسمح لنا بالتأقلم وتحمل المشاعر والأحاسيس والذكريات والأفكار المتعلقة بالصدمة بشكل أفضل وتقبل الحياة كما هي والتركيز على الأمور الإيجابية في حياتنا هو أفضل علاج.

الجهاز العصبي اللا إرادي 

 

فسر عالم الفسيولوجيا العصبية الأمريكي، ستيفن بورجيس، عمل الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتم تنشيطه في حالة التهديدات والتحديات والصدمات. 

وقال إن جهازنا العصبي يشتمل على نظامين متضادين “النظام الودي، الذي ينشط الكائن الحي، والنظام السمبتاوي الذي يهدئه"، لكن الذكريات المؤلمة قد تحدث خللًا في تنظيم عمل الجهازين، أما بقاؤنا فهو يعتمد على تنشيط الجهاز الودي.

تعريف الذكريات المؤلمة

يتم تخزين الذكريات العادية بطريقة منطقية ومتماسكة ذات بداية ونهاية، أما الذكريات المؤلمة فتتم أرشفتها في شكل أجزاء حسية وعاطفية "صور، روائح، ذكريات الماضي، أحاسيس جسدية"، وقد يتم إعادة تنشيطها بواسطة موقف محفز أو حدث حتى لو لم يكن لا علاقة له بالصدمة، لكنه يذكرنا بالصدمة بشكل تلقائي ودون وعي.

search