الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:57 م

الأمل في الذئاب الخارقة.. علاج السرطان من رحم كارثة تشرنوبل

ذئاب تعوي بمنطقة تشيرنوبل

ذئاب تعوي بمنطقة تشيرنوبل

خاطر عبادة

A A

اكتشف العلماء أن الذئاب المتحولة التي تعرضت لمستويات عالية من الإشعاع في منطقة تشرنوبل التي شهدت كارثة نووية، قد تطورت لديها جينات قوية منحتها قوى خارقة؛ وأظهرت قدرتها على مقاومة السرطان.


 
ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، وجد فريق من الباحثين أن جميع الحيوانات في منطقة الإخلاء القاحلة في تشيرنوبيل لديها أجهزة مناعية معدلة وراثيا لديها مرونة في مواجهة السرطان، حيث يأملون أن تؤدي دراسة الذئاب المتحولة إلى اكتشاف علاج للسرطان.
 

مجموعة من الذئاب بمنطقة تشيرنوبل

 

الحياة البرية في تشرنوبل

 

وأعادت الحيوانات استعمار تلك المنطقة التي هجرها البشر على مدى الـ50 عاما الماضية، حيث تتجول الدببة الرمادية والذئاب بين الأشجار، كما يتسلل الثعلب عبر العشب الطويل، وترمح الخيول والغزلان والخنازير والكلاب، وأكثر من 200 نوع من الطيور تعتبر المنطقة موطنًا لها.

وتطورت لدى بعض الحيوانات جينات متحورة من مستويات الإشعاع العالية في تشيرنوبل.

فحص عينات من الذئاب المتحولة

 

سر استمرار الحياة

 

ودفع الفضول العلمي، فريق من الباحثين بقيادة كارا لوف، عالمة الأحياء التطورية التطورية في جامعة برينستون؛ لفهم كيف تمكنت الحيوانات من النجاة من الإشعاع المسبب للسرطان.

وأخذت لوف وفريقها عينات دم من الذئاب ووضعوا أجهزة قياس الجرعات الإشعاعية للحصول على قياسات في الوقت الفعلي لمكان تواجدهم ومستويات تعرضهم للإشعاع.


وقام الباحثون بفحص الاختلافات الجينية بين الحمض النووي للذئاب المتحولة في دائرة نصف قطرها ألف ميل مربع من منطقة تشرنوبل وتلك الموجودة خارجها.

وأظهرت التحاليل أنه رغم تعرض الذئاب لجرعات إشعاعية يومية قد تكون مميتة، إلا أنها بدت مرنة بشكل ملحوظ لمقاومة آثار الإشعاعات، وأن جيناتهم المعدلة وراثيا بها طفرات جديدة، وتطورت لحمايتها.


وتم تقديم البحث الجديد الشهر الماضي في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأحياء التكاملي والمقارنة في سياتل بواشنطن، ومن المأمول أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق أمام الخبراء لتحديد الطفرات لدى البشر التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

ضفادع متحولة


جينات خارقة


واكتشف الباحثون مجموعة من الحيوانات المتحولة ذات أحجام أكبر من مثيلاتها في مناطق أخرى، إذ وجدوا أن ضفادع الأشجار التي عادة ما تكون ذات صبغة خضراء كانت داكنة أو سوداء، كما تضاعفت أحجام الخيول البرية النادرة، كما وجد أن الكلاب البرية لديها جينات متحورة مقارنة بالكلاب التي تعيش خارج منطقة تشيرنوبل.


وقالت عالمة الوراثة ومؤلفة الدراسة الدكتورة إيلين أوستراندر، إن وجودهم كان بمثابة فرصة ذهبية للإجابة عن سؤال "كيف يمكنك البقاء على قيد الحياة في بيئة معادية مثل هذه لمدة 15 جيلا؟".

محطة الطاقة النووية بتشرنوبل

 

كارثة تشرنوبل

 

وفي 26 أبريل 1986، وقع انفجارا بمصنع للطاقة النووية في تشيرنوبل بأوكرانيا، وأدى إلى إطلاق إشعاعات وحطام مسبب للسرطان في الهواء، في أسوأ حادث نووي في التاريخ، وأسفر الانفجار عن مقتل 30 عاملاً وتم الإبلاغ عن 50 حالة وفاة إضافية في الأشهر التالية بسبب التسمم الإشعاعي.

وتم إجلاء أكثر من 150 ألف شخص من منازلهم، وسكان البلدة المجاورة بريبيات، حيث أدى النزوح الجماعي من المنطقة إلى وجود أرض قاحلة، والتي بعد مرور 50 عامًا، لا تزال سامة للغاية بالنسبة لبقاء الإنسان على قيد الحياة، والتي تحتوي على 11.28 مليريم من الإشعاع- 6 أضعاف كمية التعرض المسموح بها للبشر.

search