الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:39 ص

بالذكاء الاصطناعي.. هل ينجح البشر في الدردشة مع الحيوانات؟

رجل يجلس بجانب فيل فى حديقة حيوان نيبال

رجل يجلس بجانب فيل فى حديقة حيوان نيبال

خاطر عبادة

A A

هل ينجح البشر في فهم لغة الحيوانات والتحدث والدردشة معها؟ يبدو أن هذا الأمر الذي شغل بال الكثير من العلماء تاريخيًا قد يصبح حقيقة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العديدة.

الذكاء الاصطناعي قد يقف وراء ثورة في التوقعات المتعلقة بتحقيق تواصل البشر مع الكائنات الأخرى، حيث يمكن أن يسمح بتحليل أصوات وحركات الحيوانات وسلوكياتها بدقة لا يمكن للبشر الوصول إليها.

ووفقًا لصحيفة "الباييس" الإسبانية، أنه في السنوات الأخيرة، تم تصميم التطبيقات لترجمة أصوات أو سلوكيات الحيوانات الأليفة، بطريقة معينة، إلى لغة أكثر قابلية للفهم بالنسبة إلى البشر، ومع ذلك، فإن معظم هذه التطبيقات لم تخضع للتحقق العلمي.

تجربة التواصل مع الشمبانزى كوكو

نماذج وقعت بالفعل

وفي الوقت الحالي، لدينا معرفة واسعة لتفسير مواء قطة أو نباح كلب، خاصة عندما نحللهما بالتزامن مع وضعية جسميهما، والتي يمكن أن تخبرنا بشأن ما إذا كانا يعانيان القلق أو يبحثان عن الاهتمام أو الطعام، ومع ذلك أشارت الصحيفة الإسبانية إلى نماذج وقعت بالفعل لمحاولة تعليم الحيوانات لغة التواصل مع الإنسان.

وأشارت الباحثة العلمية، جي إم موليت، إلى حالة الشمبانزي كوكو، التي تم تدريبها على يد عالمة النفس فرانسين باترسون، وقيل إن كوكو تعلمت أكثر من 1000 كلمة في لغة الإشارة، ويمكنها إجراء محادثات، لكن موليت تشك فيما إذا كانت كوكو قد فهمت حقًا أنها كانت تستخدم لغة جديدة.

وأوضحت موليت أنه ليس طبيعيًا أن الشمبانزي على علم بوجود نظام اتصالات جديد، ووعي ذاتي أو فهم مفاهيم أكثر تعقيدًا من مجرد توصيل الاحتياجات الأساسية، لكن استخدامه للأصوات يقتصر على استخدام لغة الإشارة والرموز فحسب، وأضافت أن الشمبانزي لم يستخدم تلك اللغة إلا عندما خاطبه المدرب البشري، وبالنسبة له، لم يكن الأمر مجرد تواصل بل لعبة.

شامبنزي

تجربة أخرى

وقام علماء بتجارب أخرى لمحاولة تعليم الحيوانات لغة الإنسان، وفي عام 1966، بعد ثلاث سنوات فقط من صدور رواية كوكب القردة، أجرى الباحثان "ألين وبياتريكس جاردنر"، تحقيقًا بشأن القدرة اللغوية للشامبانزي "واشو"، حيث عاملوه كما لو كان طفلًا بشريًا وعلموه التواصل باستخدام لغة الإشارة الأمريكية، وهي أحد أشكال التواصل يستخدمه الصم، وتعلم “واشو” أكثر من 350 علامة، واستطاع استخدامها لتكوين جمل بسيطة والتعبير عن أفكار معقدة بعض الشيء.

وفي حالة أخرى، في عام 1977، عملت باحثة تدعى إيرين بيبربيرج، مع الببغاء "أليكس" وتعلم أكثر من 100 كلمة، كما تعرف على الأشكال والمواد والأرقام.

وتذكرت بيبربيرج لاحقًا كلمات أليكس الأخيرة لها قبل أن تموت تلك الببغاء في قفصها "كوني جيدة، كوني جيدة، أحبك.. أراك غدًا".

شخص يرافق كلبة في كوبنهاجن

قيود اللغة

لا تجيد الحيوانات معرفة اللغة الهرمية أو ترتيب الجمل والمعاني بشكل مرتبط ببعضه، ولكن تفهم الإشارات ومعنى الصوت فقط.

عالم اللغويات، مؤلف كتاب "دماغ مليء بالكلمات"، مامين هاريس، أن ما يمنع الحيوانات ذات الذكاء العالي من القدرة على استخدام اللغة البشرية كما نفعل نحن، هو أنهم ليس لديهم فهم هرمي للغة، بل فهم خطي.

وتابع “لفهم ذلك الأمر، دعونا نفكر في عبارة (القط يأكل السمك)، ففي المعالجة الهرمية، نقوم بتحليل كيفية تجميع المصطلحات وارتباطها.. (القط) هو الفاعل و(يأكل) هو الفعل و(السمك) المفعول به، وفي هذه الرؤية، لا نرى الكلمات الفردية فحسب، بل نرى أيضًا كيفية ارتباطها ببعضها البعض، في حين أن المعالجة الخطية تفهم كل كلمة على حدة، واحدة تلو الأخرى من دون القدرة على تجميع المعنى وإدراكه بشكل شمولي، أما المعالجة الهرمية فترى علاقات وهياكل أكثر تعقيدًا بين مجموعات الكلمات”.

وأكد هاريس أن هناك بنية هرمية في لغة الإنسان لا تمتلكها الحيوانات، فالأخيرة تفهم الإشارات والرموز، لكنها لا تملك القدرة على فهم البنية النحوية والدلالات الأكثر تعقيدًا للغة.

امرأة تداعب حيوانًا أليفًا

حدود لغتي

وذكر عالم اللغويات، مامين هاريس، القول المأثور الشهير للفيلسوف لودفيج فيتجنشتاين، "حدود لغتي هي حدود عالمي"، وتشير هذه الفكرة إلى أن طريقتنا في رؤية العالم وفهمه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بلغتنا، وكذلك في التواصل بين البشر والحيوانات، وهذا يعني أن كل كائن قد يكون مقيدا فى حدود إدراكه اللغوي والمفاهيمي للعالم، حيث لا يكون التواصل بين الأنواع متماثلًا أو كليًا أبدًا، وكل نوع يدرك العالم ويفهمه من خلال عدسته اللغوية والمعرفية الخاصة به.

search