الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:37 ص

"الإسلاموفوبيا" تعود بقوة من بوابة التعاطف مع غزة

متظاهرون يرفعون لافتة كتب عليها "لا مزيد من المساجد""

متظاهرون يرفعون لافتة كتب عليها "لا مزيد من المساجد""

جاسر الضبع

A A

مع بداية العدوان على قطاع غزة والمستمر حتى هذه اللحظة، عاد مصطلح "الإسلاموفوبيا" إلى الواجهة مجددًا وبقوّة.

قالت منسقة الاتحاد الأوروبي والمسؤولة عن رصد ومجابهة كراهية المسلمين في الأوساط الأوروبية، ماريون لاليس، إنه منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي 2023؛ ومشاعر كراهية المسلمين زادت بشكل كبير، لافتة أن “معظم المسلمين الذين يواجهون مواقف عنصرية لا يبلّغون عنها، مما يقوّض قدرة السلطات الأوروبية على رصد ومكافحة تلك الأفعال وحتى نشر الوعي”، مناشدة كل من يتعرض أو تعرض في وقت سابق لحالة أو شكل من أشكال العنصرية بسبب دينه إبلاغ السلطات المعنية.

"ماريون لاليس" منسقة الإتحاد الأوروبي

وصرّحت لاليس لوكالة الأناضول أنه للقضاء بشكل فعّال على مشاعر الكراهية ضد المسلمين، يجب التعامل مع البيانات وترسيخ الوعي العام ضد مثل تلك الأفعال وبناء شبكة دعم قوية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمشاركة مستجدات الأمور ونماذج التعامل معها بشكل سليم.

وتابعت لاليس “أحرزت تقدمًا جيدًا وجعلت المسلمين هناك لديهم قدرة على الإبلاغ عما يتعرضون له بكل صراحة دون الخشية من شيء”.

"المدير التنفيذي لكاير" عبدالله جابر 

أمريكا تعاني نفس الداء

ذكرت صحيفة “مونت كارلو” الدولية وفي الولايات المتحدة الأمريكية نشر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كاير "Kair" المعني بشؤون المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، أن نسبة الشكاوى التي أبلغ عنها مسلمو أمريكا ارتفعت بنسبة 178% بواقع 3578 شكوى حتى آخر شهر يناير الماضي منذ اشتعال الحرب على غزة.

وقال المدير التنفيذي لـ"كاير"، عبدالله جابر، إن هناك موجة كراهية متصاعدة للمسلمين عمومًا ولأبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصًا، مضيفًا أن 662 قد أبلغوا عن تعرضهم لحالات تمييز عنصري في أماكن عملهم، وأن أربعمائة واثنين وسبعين شكوى جاءت للإبلاغ عن وقائع عنصرية وجرائم كراهية، بينما أبلغ أشخاص في مراحل تعليمية مختلفة عن أكثر من أربعمائة وثمانية وأربعين حالة تمييز تعرّضوا لها خلال دراستهم في داخل المدرسة أو الحرم الجامعي.

جرائم بشعة

وأثارت جريمتا قتل طفل أمريكي الجنسية من أصول فلسطينية طعنًا بالسكين واستهداف ثلاثة شبان فلسطينيين وإطلاق النار عليهم بالقرب من جامعة فيرمونت مما سبب لأحدهم شللًا في النصف السفلي، قلقًا عميقًا إزاء تطور الهجمات الإرهابية ضد الجاليات الإسلامية في البلاد الأوروبية.

الطفل الفلسطيني “وديع فيومي” (يمين الصورة)، القاتل “جوزيف إم” بعد ضبطه (يسار الصورة)
الثلاث طلاب الفلسطنيين ضحايا جريمة إطلاق النار.

وزعمت منظمة يهودية تُدعى "ADL"، تزعم أنها معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية، أن ظاهرة "معاداة السامية" ارتفعت بشكل كبير منذ بدء "طوفان الأقصى" بنسبة 360% مقارنة بعام 2023.

اجتماع للمنظمة اليهودية “ADL” 

وعلى إثر تلك الهجمات، ردت السلطات الأمريكية أنها أصدرت حزمة توجيهات أمنية عاجلة لحماية الجاليات الإسلامية في ظل تصاعد رهاب الإسلام ومعاداة السامية، كما أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنه يجب مراقبة التهديدات لكل من الجالية اليهودية والإسلامية.

غزة تحصد تعاطفا عالميا

وأثار العدوان على غزة تعاطفا عالميا كبيرا وانطلقت مظاهرات ضخمة في عواصم عالمية عدة، كلندن وواشنطن، إضافة إلى أغلب المدن العالمية تنديدا بالجرائم الإسرائيلية على غزة.

إحدي المظاهرات في لندن للتعاطف مع قطاع غزة.

الداخل الإسرائيلي ممزق

وحتى داخل الأوساط الإسرائيلية، فقد نشرت صحيفة "Jerusalem" الناطقة باللغة العبرية مقالا تحدثت فيه عن الذي جرى للمتعاطفين مع المدنيين الغزّاويين في الداخل الإسرائيلي، بيّن المقال أن العديد مِن مَن تعاطفوا مع الفلسطنيين في غزة قد تم تسريحهم من وظائفهم، وقام "الشاباك" باحتجازهم واستجوابهم، ويعاني الفلسطينيون في إسرائيل من حملات قمع ضدهم وحتى على وسائل التواصل الإجتماعي المراقبة من أجهزة الأمن الإسرائيلية.

إحدى وحدات جهاز “الشاباك الإسرائيلي”

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن إدارة الجيش الأمريكي قلقة إزاء التعاطف الذي جنته غزة منذ بدء العدوان عليها، وقال القائد العسكري بالجيش الأمريكي "تشارلز براون جونيور" أنه خائف من أن كل انسان يسقط في غزة يجلب تعاطفا قد يغذي رغبة "الثأر" عند البعض من إسرائيل وزيادة "الرصيد العالمي" لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتابعت الجريدة الأمريكية أن هناك زيادة في التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية.

search