الإثنين، 25 نوفمبر 2024

11:15 ص

أميرة العسولي.. شجاعة إنسانيّة تحت الطلب الفوري

الدكتورة أميرة العسولي

الدكتورة أميرة العسولي

محمد خيري

A A

بطولة من نوع نادر أظهرتها الدكتورة أميرة العسولي، طبيبة النساء والولادة في مجمع ناصر الطبي، والتي بادرت بالتحرك جريًا لمساعدة أحد الشباب الفلسطينيين الذين تعرضوا لقنص قوات الاحتلال الإسرئيلي، التي داهمت محيط مجمع ناصر الطبي في غزة بالقصف والقنص، لكنها واجهت بكل شجاعة جبن قوات الاحتلال.

الدكتورة أميرة العسولي خلال محاولة إنقاذ الشاب 

مقطع الفيديو الذي حكى عن شجاعة نادرة للعسولي كشف عن رغبتها في الإصرار على إنقاذ الشاب الفلسطيني المصاب رغم استمرار طلقات الاحتلال الإسرائيلي باتجاهها وكل من حولها، لكنها آثرت أن تخلع معطفها، وتجري منكفأة غير مبالية بما قد يصيبها، وكل هدفها الاطمئنان على الشاب الفلسطيني، القابع في إحدى عشش الإيواء في محيط مجمع ناصر الطبي.

تحركت العسولي جريًا وهي منكفأة، تبعها أحد الشباب، فالثاني، فالثالث، استلهموا جميعًا من شجاعتها ما جعلهم يهرولون وراءها حاملين نقالة طبية لوضع الشاب المصاب عليها، وحمله إلى داخل المستشفى لتلقي العلاج اللازم وإسعافه قبل أن تودي طلقات رصاص الاحتلال الإسرائيلي بحياته.

العسولي خلال محاولة إنقاذ الشاب الفلسطيني 

وعلى الرغم من أن العسولي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة وليست ضمن أطقم الإسعاف أو فرق الإنقاذ أو تابعة لأي منظمة إغاثية، لكنها تحركت بدافع إنساني، كما قالت في فيديو نشر لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستلهمة "قسم أبوقراط" الذي أقسمت عليه حين تخرجت في كلية الطب، والذي يلزمها بمساعدة المرضى والمحتاجين أيًا كانت حالاتهم الصحية، حيث قالت: "لو حدا محتاج مساعدة مش رح أفكر ثانية في نفسي".

بطولة العسولي لم تكن فقط متمثلة في أن هرعت لإنقاذ الشاب الفلسطيني، بل إن عظمتها كسيدة تكمن في رغبتها في التخلي عن العيش في أمان من أجل مساندة أهلها في غزة، إذ كانت العسولي تدرس في مصر خلال الفترة التي سبقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبمجرد بدء العمليات الإسرائيلية الغاشمة، قررت العسولي قطع رحلتها التعليمية بمصر، وانطلقت باتجاه معبر رفح قاصدة العودة إلى ديارها حتى لو كانت أنقاضًا أو ركامًا، لتقديم خدماتها الطبية إلى أهلها وذويها كالجندي المستدعى إلى ميدان المعركة.

search