الإثنين، 25 نوفمبر 2024

07:56 ص

كرة النار تتدحرج صوب حدود رفح الفلسطينية.. هذه سيناريوهات الرد المصري

قوات إسرائيلية في قطاع غزة

قوات إسرائيلية في قطاع غزة

روان عبدالباقي

A A

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديداته المستمرة باجتياح مدينة رفح الفلسطينية بريًا رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات تلك الخطوة غير المحسوبة على المستويين الإنساني والأمني، خصوصًا مع تدحرج كرة النار الإسرائيلية صوب حدود مدينة رفح.

في ظل العجرفة الإسرائيلية وتصريحات قادتها العسكريين المتكررة بأنه لا بديل عن اجتياح بري لمدينة رفح الفلسطينية يتساءل الكثيرون عن السيناريوهات المطروحة في هذا الشأن، وكيف ستتعامل الدولة المصرية مع المخاطر المحتملة نتيجة هذا الحراك المتوّقع.

سيناريو نزوح مليون و200 ألف

الخبير الأمني في شؤون الإرهاب، العقيد حاتم صابر، قال إن إسرائيل دائمًا ما تلوّح بالقوة وتهدد بالاجتياح البري، لافتًا إلى أن هذا الأمر إن حدث فسيؤدي إلى أزمة إنسانية ونزوح مليون و200 ألف فلسطيني إلى رفح المصرية.

رفح الفلسطينية

وأكد صابر، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الدولة المصرية على أتم الاستعداد لمواجهة أي اجتياح من شأنه أن يهدد أمنها القومي، فضلًا عن استعدادها لاستيعاب النازحين في منطقة عازلة وحمايتهم من الضربات العشوائية طبقًا لما هو مخطط، متوقعًا عدم حدوث جميع هذه السيناريوهات بسبب وجود مساعٍ لإقامة هدنة طويلة الأمد ووقف إطلاق النار.

سيناريو الحرب

من جانبه، أشار المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، اللواء حمدي بخيت، إلى السيناريوهات المتوقعة حال حدوث اجتياح رفح الفلسطينية بريًا، قائلًا "من المتوقع أن يعقب ذلك حرب بين مصر وإسرائيل، واتساع الصراع في المنطقة وتدخل دول كبرى، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا".

اللواء حمدي بخيت

بخيت أوضح أن الاحتمال الأكثر توقعًا هو تفكيك القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن إسرائيل ليست في مكان يسمح لها بشن حرب أو يتسبب في سيناريو يؤدي إلى الحرب، إنما تسعى لأخذ الأزمة إلى حافة الهاوية لتصدير أزمات للدولة المصرية.

محاولات فاشلة

وأضاف "تم تجريب هذه المحاولات من قبل، عبر التلويح بالتهجير القسري للفلسطينيين، ولم يحدث ذلك لأن الدولة المصرية تصدت له بكل قوة، ومن خلال الحديث عن محور فيلادلفيا الذي زعمت إسرائيل أنها ستحتله وهذا يعد انتهاكًا لسيادة دولة وحشدًا عسكريًا داخل حدود دولة ملاصقة لمصر".

وتابع "إسرائيل تستخدم هذه التصريحات للضغط على مصر بأسلوب أو بآخر لأخذ الأزمة إلى حافة الهاوية وإلهاء دول المنطقة عما تفعله إسرائيل داخل قطاع غزة، وهذا يعرف علميًا بـ(الإدارة بالأزمة)".

وفيما يخص تحقق تلك التهديدات، أكد بخيت أن إسرائيل لا تقوى على تنفيذ أي منها لأن عواقبها وخيمة على مستوى الحلفاء الغربيين وأمريكا، وإذا تدخلت مصر في الصراع ستتحول المنطقة إلى غليان لا تستطيع أي قوى السيطرة عليه.

حالة استعداد قصوى

فيما قال أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، محمد راضي، إن تحذير مصر لإسرائيل من أية عمليات عسكرية على الحدود الرابطة بين غزة ومصر والمعروف باسم محور فيلادلفيا، قادها إلى هذه التصريحات الأخيرة بشأن اجتياح رفح.

نزوح جماعي من مختلف مناطق غزة صوب مدينة رفح الفلسطينية جنوبي القطاع

وأكد راضي، أن الجيش المصري في حالة استعداد قصوى لأي مخاطر قد تهدد حدوده، واصفًا تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالاستفزازية أمام موقف مصر الثابت نحو القضية الفلسطينية ورفض الحرب على غزة.

عملية عسكرية مكثفة

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن أنه طلب من الجيش والمؤسسة الأمنية تقديم خطة إلى مجلس الوزراء تركز على إجلاء المدنيين من منطقة رفح تمهيدًا لعملية عسكرية مكثفة لتدمير كتائب "حماس" هناك.

وعبّر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه من الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح الفلسطينية، التي تعد الملاذ الأخير للنازحين، محذرًا في تغريدة على منصة "إكس" من التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلي المحتمل، مشيرًا إلى أن 1.4 مليون فلسطيني يتواجدون الآن في رفح من دون مكان آمن يتوجهون إليه ويعيشون في ظروف صعبة.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من التبعات الخطيرة لقيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مدينة رفح بقطاع غزة، مشددًا على أن نية الاحتلال فرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى رفح كملاذٍ أخير من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي.

search