كلُّهُم توفيق عكاشة!
هل لك أن تتخيل أن يتنصّل الإعلامي توفيق عكاشة من نفقات ابنه على مدار سنوات عدة، حيث تكبّدت طليقته الإعلامية رضا الكرداوي -وحدها- مشقة الإنفاق على ابنهما يوسف.
هل تصدّق أن توفيق عكاشة غير قادر على سداد مصروفات نجله، فيطلب من المحكمة تخفيض نفقات ابنه – البالغة 7 آلاف جنيه- بدعوى أنه عاطل عن العمل ولا يمكنه الإنفاق على أحد! مشيرًا إلى أنه منذ تركه العمل في قناة “الفراعين” أصبح دون مصدر رزق!
المحكمة بحثت في الأمر، وتبين كذب ادّعاء عكاشة، بعدما قدمت طليقته ما يُثبت امتلاكه أراضٍ وسيارات وعقارات تُقدر بملايين الجنيهات، فرفض القضاء الاستجابة لطلبه بتخفيض النفقات، فما كان منه إلا أن يمتنع عن السداد، لتتراكم عليه النفقات، ويُصدر ضده أكثر من حكم حبس.
رضا الكرداوي ليست أول أو آخر امرأة تعاني من "ذكر" اختار "مرمطتها" في المحاكم، لكي تستطيع الحصول على قوت طفلها أو طفلتها.. كلهم توفيق عكاشة أمام محاكم الأسرة!
العشرات من "توفيق عكاشة" يواجهون قضايا داخل محاكم الأسرة، أهمها المطالبة بالنفقة، وقد يعيش كل "عكاشة" حياته بصورة طبيعية وينفق آلاف الجنيهات على ملذاته الشخصية، تاركًا طليقته أعوامًا "تلفّ كعب داير" على المحاكم، تارة للحصول على نفقة لإطعام صغيرها، وتارة أخرى للتعليم، أو أجر مسكن، أو بدل ملابس، وخلافه.
صدّق أو لا تصدّق، أن الحكم الصادر مؤخرًا بحبس الإعلامي توفيق عكاشة 3 أشهر، جاء بسبب امتناعه عن سداد نفقة شهرية 500 جنيه فقط "بدل غطاء وفرش" لابنه يوسف!
نعم، الكثير من "عكاشة" لا يهمهم ولا يشغلهم إذا كان ابنه يشعر بـ"الدفا" أم البرد، الشبع أم الجوع، الأمان أم الخوف، فكم طفل تم اغتياله معنويًا بسبب جحود أب لم يتبع قول الرسول محمد ﷺ: "كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته".. لم يعبأ لكونه "إنسان" من المفترض أن يتحلى بفطرة إنسانية تجعله يقوم بدوره تجاه ابن ليس له ذنب في الحياة سوى أن أباه “عكاشة”.
ما فكرت فيه الحيلة التي لجأ إليها الإعلامي أمام المحكمة، بمحاولة ادعاء فقره وأنه مديون ولا يملك أي أرصدة بالبنوك، وهو الأمر الذي يتكرر مع معظم الذكور أمام القضاء، حيث يحاولون بطرق ملتوية الإثبات من خلال التحريات أنه ليس لديهم مصدر دخل، أو يذكرون مرتبا أقل من الذي يتحصلون عليه حتى يستطيعوا تقليل النفقة.
أمثال توفيق عكاشة، ممن يحاولون التهرب من تحمل مسؤولية فلذات أكبادهم، قد يلجأون للتزوير في أوراق تخص دخلهم الشهري، وقد يبيعون أملاكهم -بشكل وهمي- لآخرين، حتى لا تستطيع الأم الاستناد إلى أن لديه ممتلكات تمكنه من سداد نفقات الأبناء، وقد يدعي مرض والده أو والدته، وأن جزء كبير من دخله يسدده على علاجهم.
حيل لا حصر لها يلجأ إليها الذكر في محاولة لإذلال من كانت زوجته، والانتقام منها لأسباب مختلفة، وكأنه يريد إدخالها في دوامة لا تنتهي لتقضي سنوات عمرها بين ساحات المحاكم، بدلًا من أن تتفرغ لنفسها وتحاول النجاح في رحلة حياتها برفقة أبنائها.
في الواقع لا يوجد ضمان لأي فتاة في مرحلة اختيار شريك الحياة، ألا يصبح زوجها المستقبلي "عكاشة جديد"، ولا يوجد نصيحة أود تقديمها لهؤلاء الذكور أو محاولة تذكيرهم بعقاب الدنيا والآخرة، فقط على كل فتاة عدم التسرع في اتخاذ قرار الزواج.
لا داعٍ لأن تكون فترة الخطوبة مخصصة لتبادل الحب والتجهيز لمنزل الزوجية فقط، كما يحدث في أحيانٍ كثيرة، وهو ما يتسبب في تزايد معدلات الطلاق في مجتمعنا، فلتتناسى كل فتاة قليلًا "حلاوة البدايات" وتفكر في المستقبل، تركز كيف يتعامل حبيبها أو خطيبها في وقت الخلاف؟ هل لديه نزعة انتقامية؟ هل إذا وضعت المشاعر جانبًا، لا تزال تريد أن تستكمل حياتها مع ذلك الشخص بعيوبه نفسها، دون محاولة تغييره؟ كيف يتعامل مع الآخرين وقت غضبه أو عند إنهاء العلاقة معهم؟
اسأليه بوضوح.. ماذا إذا انفصلنا؟ كيف ستمضي الأمور؟.. إجابته قد تكون علامة لكِ -حتى إذا كذّب- أو أجاب مازحًا بأنه سوف يُذيقك الويل، تستطيعين بحدسك الاطمئنان له أو توقُّع أنه سوف يصبح توفيق عكاشة!
الأكثر قراءة
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
سلامٌ للعابرين
06 فبراير 2024 04:48 م
حالة خاصة.. طفلك الداخلي
01 فبراير 2024 05:27 م
أكثر الكلمات انتشاراً