الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:43 ص

"هوس الثروة".. غاية تبرر سقوط البلوجرز في "بلاعات السوشيال"

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

محمد حسن

A A

في عصر الوسائط الاجتماعية والتكنولوجيا الرقمية، أصبحت الشهرة والمال هدفًا رئيسيًا للكثيرين، فالهوس نحو التميز والشهرة وتحقيق الثراء الفاحش قد أدى إلى ظهور سلوكيات غير منطقية من قِبَل بعض المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي الذين يفضلون القيام بأي شيء لكسب المال وزيادة عدد المشاهدات.

تناولت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة عددًا من القصص التي تكشف عن سلوكيات استفزازية وغير منطقية من قِبَل بعض البلوجرز، إذ يقدم هؤلاء الأشخاص على تصرفات صادمة ومثيرة للجدل، بهدف جذب الانتباه والمتابعين وبالتالي زيادة الإيرادات من الإعلانات وعدد المشاهدات.

سلمى الغازولي

واحدة من الأمثلة البارزة على هذه التصرفات هي ظاهرة عمليات النصب بطولة بعض البلوجرز آخرهم سلمى الغزولي التي استولت على 99 مليون جنيه من 2000 سيدة، مستغلة شهرتها في إقناعهن بتحويل الأموال إليها والاحتيال عليهم.

سلمى الغازولى

وألقت قوات الأمن القبض على البلوجر سلمى الغازولى و4 آخرين؛ لتكوينهم تشكيلًا عصابيًا في محافظة المنوفية تخصص نشاطه الإجرامي في النصب والاحتيال على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها في تجارة الملابس، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

واستولى التشكيل العصابي، الذي تتزعمه البلوجر سلمى، على 99 مليون جنيه من المواطنين فى منطقة أشمون وحدها، وفقًا لما أفاد به بيان وزير الداخلية.

 المحاسبة الضريبية

قال عضو اللجنة التشريعية في مجلس النواب، وأستاذ القانون الجنائي، إيهاب رمزي، إن أي نشاط يجلب المال يجب أن يكون مرخصًا، مشيرًا إلى قرار مصلحة الضرائب المصرية بشأن المحاسبة الضريبية لممارسة نشاط التجارة الإلكترونية من خلال بيع أو شراء المنتجات أو ممارسة نشاط صناعة المحتوى الخاص باليوتيوبرز والبلوجرز.

وأضاف رمزي، لـ “تليجراف مصر”، أن غالبية البلوجرر لا يخضعون للضرائب رغم صدور قرار يلزمهم بذلك، موضحًا أن الأمر تخطى ذلك، وأصبح هناك من يقوم باستغلال شهرتهم في النصب على المواطنين مثلما رأينا في واقعة سلمى الغازولي التي نصبت على ما يقرب من 2000 فتاة.

النائب إيهاب رمزي

وأوضح عضو تشريعية النواب أنه من الصعب صدور تشريع محدد يقنن عمل البلوجرز؛ لأن القانون لا يصدر لفئة بعينها، مشيرًا إلى أنه مع تفاقم ظاهرة النصب وتكرارها من هذه الفئات قد يتم اللجوء لتغليظ عقوبات النصب الإلكتروني في ظل تزايده خلال الفترة الماضية.

وبيّن أن واقعة النصب المتورطة فيها سلمى الغزولي شملت 2000 شخص، ورغم ذلك أقصى عقوبة قد توقع عليها هي السجن 3 سنوات، مشيرًا إلى أن القانون يساوي في العقوبة بين وقائع النصب على شخص واحد بين الاستيلاء على أموال آلاف الأشخاص.

ولفت إلى أن المواقع الإلكترونية ومواقع السوشيال ميديا أصبحت بيئة خصب لعمليات النصب، ونظرًا لقلة وعي بعض المتعاملين عليها، يكونون فرائس سهلة للنصب عليهم.

وقال خبير الاتصالات، المهندس كريم جلال، إن وظيفة البلوجر تدر على صاحبها مكاسب من الهواء بغض النظر عن تحقق شرط الموهبة أو المهارة، فهي تقبل كل من يدخل عليها؛ فاشل وموهوب، أصحاب الدم الخفيف والثقيل".

 التطور التكنولوجي

وأكد خبير الاتصالات لـ"تليجراف مصر" أن منصات التواصل الاجتماعي، في ظل التطور التكنولوجي الكبير، أصبحت بيئة خصبة لتعدد عمليات النصب وإن اختلفت أشكاله سواء احتيال أو سرقة أو ابتزاز.

وأردف أنه من يوم إلى آخر تظهر وسائل حديثة للنصب والاحتيال، والتي جعلت “تحويشة عمر ” البعض في خطر؛ لأنهم "يثقون في أشخاص لا يعرفونهم وتكون النهاية مثلما رأينا في واقعة سلمى الغزولي، خدت 99 مليون جنيه وهربت".

وأوضح جلال أن مواجهة حيل النصب الحديثة تتطلب رفع الوعي بين الأشخاص، لأنه “لن نمنع تواجد المحتالين حتى مع تغليظ العقويات، فالقتل عقوبته الإعدام وارتكاب الجريمة مستمر؛ لذلك كل عمل يحقق الثراء السريع لا يجب الثقة فيه خاصة على المواقع الإلكترونية”.

بيئة فقيرة

ويشير أستاذ علم الاجتماع، محمد سمير، إلى أن معظم المشاهير الموجودين على منصات التواصل الاجتماعي خرجوا من بيئات فقيرة، موضحًا أن بحثهم عن المال بشكل سريع دون النظر إلى الوسيلة جعلهم يخالفون مبادئ المجتمع وعاداته وتقاليده.

وأشار أستاذ علم الاجتماع، في حديثه لـ"تليجراف مصر"، إلى أن مستنقع “بالوعة” السوشيال ميديا أصبح لا يطاق في ظل تواجد البلوجرز، وانتشار محتواهم غير الهادف والسيئ، والذي يدعو للفجور في بعض الأحيان.

إجراءات سريعة

وأوضح أن انتشار ظواهر النصب خلال الفترة الأخيرة يجب أن يتبعه إجراءات من الدولة، وأن تتخذ ضدهم إجراءات سريعة وحازمة، فالظاهرة تدق ناقوس الخطر لحماية الشباب من هذه الأفعال.

وأرجع انتشار ظاهرة النصب على يد البلوجرز، خلال الفترة الأخيرة، إلى عجز الدولة عن اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ما جعل “الكثيرين يتحولون من بيئات عادية وشعبية إلى قصور وفلل وسيارات”.

search