الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:54 م

مصر وتركيا.. سنوات من القطيعة والتقارب

السيسي واردوغان

السيسي واردوغان

جهاد سداح

A A

تحمل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأولى لمصر بعد انقطاع دام 11 عاما، في طياتها العديد من التطورات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين البلدين، لا سيما في ضوء الوزن الجيوسياسي في المنطقة.

وخلال السطور التالية، نرصد لكم تطور العلاقات المصرية التركية على مدار السنين.


وشهدت العلاقات المصرية التركية العديد من المحطات والتوترات بين الجانبين، فكانت بداية التوتر في عام 1953، بعد الإطاحة بالنظام الملكي في مصر مما أثارت غضب النخبة الحاكمة في أنقرة، جاء ذلك في نشرة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

 

طرد سفير تركيا من مصر
 

واحتددت درجة التوتر عندما نشرت جريدة الأهرام في صفحتها الأولى خبرا تحت عنوان، "طرد سفير تركيا من مصر، لحملاته المستمرة على سياسة قادة الثورة وتوجيهه ألفاظا نابية لجمال عبد الناصر".

وفي عهد الرئيس محمد أنور السادات، استمرت العلاقات في التجمد.


وفي عهد الرئيس محمد حسني مبارك، شهدت الأوضاع تغيرات جيدة، خاصة عندما زار رئيس الوزراء التركي مصر في سنة 1996، والتي كان هدفها ضم مصر إلى مجموعة اقتصادية إسلامية، وكانت أول قمة للمجموعة في إسطنبول في يونيو 1997، حسب ما ذكره الدكتور صادق إسماعيل في كتابه "التجربة التركية... من أتاتورك إلى إردوغان".


وازدادت العلاقات في التطور، عندما زار رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان مصر في يناير 2009 لبحث القضية الفلسطينية.

وشارك الرئيس التركي آنذاك عبد الله جول في مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول قطاع غزة، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس جول في قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ في يوليو 2009.


 قمة مجموعة العشرين 

وفي الشهور الأخيرة، شهدت العلاقات المصرية التركية تحركات مكثفة؛ لإعادة بناء الثقة من جديد بين البلدين، كان مجملها وضع المحددات التي تحكم إعادة العلاقات مرة أخرى.

وكانت ثمرة هذه الجهود رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مرورا بمباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 سبتمبر 2023 على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.


كما أعدت تركيا مبادرات لاستئناف العلاقات والحرص على استعادة العلاقات مع مصر، وظهرت هذه المبادرات جلية في 2021، عندما أعلن وزير الخارجية التركي السابق مولود تشاويش أوغلو عن اتصالات دبلوماسية مع مصر على مستويات وزارة الخارجية.

وفي الشهر التالي جاءت موافقة البرلمان التركي بالإجماع على اقتراح بإنشاء صداقة برلمانية مع مصر.

المصالح المتبادلة
 

ومن ثم أجرت البلدان مباحثات لبحث القضايا العالقة لمسار إعادة بناء العلاقات، وفي مايو 2021 كانت أولى الجلسات، وعقدت الجلسة الثانية في سبتمبر 2021 ومن ثم تواصل العديد من جلسات التباحث الاستكشافي بين الجانبين حتى الآن.


ساهم حضور الكوارث الدولية في دفع العلاقات المصرية التركية في الآونة الأخيرة، وذلك لمواجهة الأزمات والكوارث الإنسانية، ظهر هذا جليا في مكالمة الرئيس السيسي وأردوغان في أعقاب زلزال 9 فبراير المدمر، والتي أعرب فيها عن التضامن مع تركيا حكومة وشعبا.

وجاءت بعدها زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لمدينة مرسين التركية الجنوبية في فبراير 2023 لتقديم الدعم والتضامن في أعقاب الزلزال، وفي مارس 2023 زار وزير الخارجية التركي السابق مولود تشاويش أوغلو القاهرة.

search