الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:10 م

الفتاة التي وقفت على قبرها.. ماذا تعرف عن سيبان خليل؟

سيبان خليل

سيبان خليل

أحمد سعد قاسم

A A

وقفت سيبان وهي تنظر إلى قبرها في مقبرة كوجو، متذكرة كل ما عانته منذ أن خطفها تنظيم داعش من قريتها الايزيدية في سنجار، إلى أن عادت إلى وطنها حاملة قصة إذا روتها تشعر أنها إحدى فصول ألف ليلة وليلة.

سيبان خليل، كانت إحدى الفتيات الايزيديات اللواتي جرى اختطافهن وسبيهن من قبل داعش، قالت في حوار صحفي سابق، إنها وقعت في يد داعش 7 أعوام بداية من 2014.

الاختطاف والبيع

في شهر أغسطس 2014، حين هاجم عناصر تنظيم الدولة "داعش" قرية كوجو ذات الأغلبية الايزيدية في قضاء سنجار (غرب محافظة نينوى)، وقاموا بخطف النساء والأطفال وقتل الرجال، كانت سيبان واحدة من الفتيات اللواتي اختطفن في ذلك اليوم الأسود.

تقول سيبان في تصريحات سابقه لها “كان الوضع مريعا، أخذوني أنا وجميع الفتيات من عمر 13 وحتى 25 عاماً، ونقلونا الى مدينة الموصل ومنها إلى أسواق الرقة والمناطق الأخرى التي كان يحتلها التنظيم".

وفي تلك الأسواق، كانت سيبان وغيرها من السبايا الايزيديات يتم بيعهن وشراؤهن بين عناصر التنظيم، الذين كانوا يستغلونهن جنسيا وجسديا.

وعلى مدار سبعة أعوام، تناوب عدة عناصر من داعش من جنسيات مختلفة على اختطاف سيبان.

تقول سيبان “لم أكن أعرف أحدا منهم، كنت أباع لهم، ولا يحق لي إعطاء رأي أبدا”.

العنف والسجن

لم تكن سيبان تعاني فقط من العنف الجنسي، بل كانت تتعرض أيضا للسجن والتعذيب والضرب المبرح. 

كما كانت تُجبر على العمل في المطبخ الخاص بالتنظيم، إذ كانت تغسل الأطباق وتطبخ للمقاتلين، وبعد انتهاء عملها، كانت تعود إلى زنزانتها ويقفل عليها الباب.

تروي سيبان "بدأت أفقد الأمل شيئا فشيئا بتحريري، كنا نحن الايزيديات ننقل كل أسبوع إلى مكان مختلف، وكلما أبلغنا عن مكاننا لجهة علها تنقذنا من داعش، تعرضنا للقصف”.

وفي بعض الأحيان، كانت سيبان تتعرض للإصابة بسبب القصف أو الاشتباكات.

وفي مرة من المرات، أصيبت بطلق ناري في بطنها، واضطرت للخضوع لعملية جراحية من قبل عناصر التنظيم. 

وفي حادث آخر، انفجر لغم أرضي على السيارة التي كانت تقلها، مما أدى إلى مقتل أحد خاطفيها وإصابتها في قدمها.

الهروب والتحرير

في شهر يونيو 2021، حاول أحد خاطفي سيبان، وهو لبناني، نقلها إلى بلده الأم عن طريق التهريب عبر الحدود، ولكن خلال الرحلة، انفجر لغم أرضي أسفل السيارة التي كانت تقلهما، مما أودى بحياة الخاطف وترك سيبان جريحة.

تقول سيبان “رغم الإصابة قررت السير حتى وصلت الى قرية صغيرة، قامت إحدى عائلاتها بإيوائي لعام ونصف، وبعدها تمكنت من التواصل مع البيت الايزيدي في الحسكة، ومن ثم تم نقلها الى سنجار في شهر يوليو 2021.

وفي سنجار، كانت سيبان تنتظرها مفاجأة سارة، إذ التقت أخيها الوحيد الذي نجا من مجزرة داعش، لكنها لم تجد والديها أو شقيقاتها، اللواتي هاجرن خارج العراق، أو والدها الذي ما يزال مفقودا.

ورغم أن رحلة العودة كانت "مريرة" حسب وصف سيبان، إلا أنها لا تضاهي شعورها عندما عادت ورأت قبرها الرمزي في مقبرة كوجو، والذي صنعته لها عائلتها حين فقدتها أسوة بكل العائلات الأخرى التي فقدت الأمل في رجوع أحبائها.

search