الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:42 ص

الجيش في الشارع.. حكومة تشاد تستبق "الرئاسية" بصدام مع المعارضة

مدرعات عسكرية في العاصمة التشادية

مدرعات عسكرية في العاصمة التشادية

ميار مختار

A A

أعلنت الحكومة التشادية القبض على زعيم "الحزب الاشتراكي بلا حدود" المُعارض، يحيى ديلو، وآخرين، أمس الأربعاء، مشيرة إلى تعرُّض مقر وكالة الأمن الوطني في العاصمة إنجامينا لهجوم.

هجوم على “الأمن الوطني”

حكومة البلاد، أعلنت صباح أمس، تعرض مقر وكالة الأمن الوطني في العاصمة التشادية، إنجامينا لهجوم أسفر عن مقتل عدة أشخاص، بجانب ما أوضحته الحكومة في بيان صدر أمس، أن هناك محاولة اغتيال استهدفت أيضًا رئيس المحكمة العُليا، وتمت بتحريض من السكرتير المالي للحزب المعارض، ما أدى لاعتقاله.

الحزب الاشتراكي 

واتهمت السلطات في الدولة "الحزب الاشتراكي بلا حدود"، المعارض بزعامة، يحيى ديلو بالوقوف وراء الهجوم، كما اتهمته بالتحريض على مهاجمة مقر المخابرات ومحاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا في البلاد.

ويذكر أن ديلو، كوَّن حزبًا معارضًا استطاع من خلاله جذب قيادات من حزب جبهة الإنقاذ الحاكم، كما كوّن قاعدة جماهيرية.

مركبات عسكرية بالشارع

بعد ساعات قليلة، ظهرت مشاهد لانتشار مركبات عسكرية في شوارع إنجامينا، وأفادت وسائل إعلام محلية باقتحام قوات حكومية مقر "الحزب الاشتراكي بلا حدود"، وجرى تداول أنباء عن اعتقال زعيمه، من ثم مقتله، وشهدت العاصمة استنفارًا في صفوف قوات الأمن، وتم نشر قوات في عدد من المقار الحيوية وحصار مقر الحزب.

وتشير وسائل الإعلام المحلية، إلى أن تلك الخلافات تقف وراؤها "ضغائن شخصية" بين ديلو والرئيس الانتقالي لتشاد، محمد إدريس ديبي.

الوضع تحت السيطرة

وطمأنت السلطات التشادية المواطنين في بيانها بالأمس، من أن الوضع الآن تحت السيطرة الكاملة بفضل التدخل من قبل قوات الأمن، والقبض على مرتكبي الهجوم، فيما يجري ملاحقة متهمين آخرين، معتبرة أن ما جرى يأتي ضمن محاولات تعطيل العملية الديمقراطية الجارية في البلاد.

الرئيس يعتقل عمه

وضمن سلسلة الاعتقالات التي نفذتها الحكومة التشادية، اعتقلت السلطات أيضًا الجنرال صالح ديبي، عم رئيس تشاد الانتقالي محمد إدريس ديبي، على خلفية انضمامه إلى "حزب الاشتراكي بلا حدود" في 10 فبراير الجاري، بعد انشقاقه عن حزب “حركة الإنقاذ الوطني” الحاكم.

كما أن زعيم الحزب المعارض نفسه، يحيي ديلو، هو ابن عمة رئيس الفترة الانتقالية، محمد إدريس ديبي، وكان مسؤولًا في حكومة إدريس ديبي (والد محمد إدريس ديبي الذي اغتاله متمردون في عام 2021)، وفي 2021 طُرِد من منصبه لأسباب شخصية بينه وبين أسرة الرئيس الراحل.

تكرار المشهد

الأحداث في تشاد، ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت البلاد تكرارًا للمشهد، قبل نحو ثلاث سنوات، وتحديدًا في عام 2021، حيث حاصرت قوات من الجيش منزل أسرة يحيى ديلو، وأطلقت النار ما تسبّب في وفاة والدة ديلو، وتشبه أيضًا رفض محمد إدريس الآن نداءات المعارضة بعدم الترشح للانتخابات، لرفض والده مطالبات بمنع ترشحه في الانتخابات التي فاز بها وسبقت مقتله بأيام.

الانتخابات الرئاسية

كل هذه التطورات تأتي في وقت تترقب تشاد إجراء انتخابات رئاسية مقرّرة، من شأنها أن تنهي المرحلة الانتقالية التي بدأت مع اغتيال الرئيس السابق إدريس ديبي، في أبريل 2021، على يد متمردي حركة "فاكت" في شمال البلاد.

وكانت هيئة الانتخابات، قد أعلنت أمس الأول الثلاثاء، أن الانتخابات ستُجرى في 6 مايو المقبل، بعد أن تم الانتهاء من خطوة إعداد دستور جديد للبلاد، والاستفتاء عليه في ديسمبر الماضي، مع وعود من محمد ديبي بتسليم السلطة إلى المدنيين وتنظيم الانتخابات في غضون 18 شهرًا، لكنه أضاف عامين آخرين إلى الفترة الانتقالية.

وفي منتصف يناير الفائت، اختار الحزب الحاكم محمد ديبي، مرشحًا له في الانتخابات الرئاسية، خاصة أن الدستور الجديد خفَّض سن الترشح للرئاسة من 40 إلى 35 عامًا، وهو ما اعتبره معارضون تأسيسًا لاستمرار حكم ديبي الابن.

search