الجمعة، 20 سبتمبر 2024

02:58 ص

إغراق أنفاق غزة.. دعاية إسرائيلية غير واقعية للتغطية على الفشل

أنفاق حماس في غزة

أنفاق حماس في غزة

السيد حسين

A A

بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا ضخ مياه البحر داخل شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وفقًا لتقرير نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين لم تذكرهم، ويتوقع أن تستغرق هذه العملية عدة أسابيع.
وذكرت قناة "الحرة" الأمريكية أن شبكة "إيه.بي.سي" نيوز نشرت تقريرًا مشابهًا، مشيرة إلى أن الغمر يظهر بشكل محدود، حيث تقيّم إسرائيل حاليًا فعالية هذه الاستراتيجية.
الخطوة لاقت رفضًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال "في ما يتعلق بغمر الأنفاق.. حسنا. هناك تأكيدات بأنه لا يوجد رهائن في أي من هذه الأنفاق. لكنني لا أعرف ذلك على وجه اليقين".
وأضاف بايدن “لكنني أعلم أن كل مقتل لمدني هو مأساة مطلقة”، وأعلنت إسرائيل نيتها تنفيذ أقوالها. في إشارة فقط إلى التأكيدات على عدم وجود رهائن في المناطق المستهدفة.
وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، يشير بعض مسؤولي إدارة بايدن إلى أن هذه العملية قد تكون فعالة في تدمير الأنفاق التي يعتقد الإسرائيليون أن حركة حماس تخبئ فيها بعض الرهائن والمقاتلين والذخائر.
وأفادت الصحيفة بأن آخرين عبروا عن مخاوفهم من أن تأثير هذه العملية قد يعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر بسبب تداول المياه البحرية.

آثار خطيرة

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن ضخ إسرائيل لمياه البحر في أنفاق غزة قد يشكل تهديداً للسلع الأساسية لسكان القطاع، مع تحذيره من الآثار البيئية الخطيرة، وقال إن هذا الإجراء قد ينتج عنه تداول ضار يؤثر سلبًا على حقوق الإنسان على المدى الطويل، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

وأشار إلى أن "السلع الأساسية الضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة قد تكون عرضة للتهديد، مما يزيد احتمالية وقوع أضرار بيئية واسعة النطاق وطويلة الأمد، ولذا يتعين حماية المدنيين بشكل أساسي".

أنفاق حماس غزة


تخبط إسرائيلي


اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، أكد لـ "تليجراف مصر"، أن هذه الطريقة لن تصلح، ولن تصل بها إسرائيل إلى شيء، لافتًا إلى أن الأنفاق في غزة يصل طولها إلى 500 كيلو متر، فمن أين تأتي بالمياه التي تكفي هذه المسافات الطويلة. مشيرًا إلى أن هذه الأنفاق تسبب رعبًا لإسرائيل، والأسرى الإسرائيليين موجودين في مناطق داخل تلك الأنفاق، وأن عملية إغراق الأنفاق لن تجدي نفعًا.
وقال فرج إن كل خطط إسرائيل لتفجير أنفاق حماس في القطاع فشلت خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على غزة، لافتا إلى أن إسرائيل لجأت إلى القنابل والغاز والآن تفكر في المياه وفشلت كل المحاولات في تحيق ما تريده.
وأضاف أن إسرائيل لا تعرف مكان الأنفاق التي تستخدمها حماس، وأن بعضها يتكون من دور أو دورين تحت الأرض، وسبق أن استخدمت إسرائيل كل الوسائل لضرب الأنفاق ولم تفلح.

تضرر المستوطنات

وأوضح فرج أن إسرائيل لجأت إلى القنابل والغاز، والآن تفكر في المياه، وكل المحاولات فشلت، وتساءل: كيف تضرب إسرائيل الأنفاق وبها رهائن إسرائيليين؟ لافتًا إلى أنه عند ضخ المياه في هذه الأنفاق ستواجه المستوطنات القريبة من غزة مشكلة إغراق أراضيها ومنازلها بالمياه التي ستتسرب إليها.
وأوضح أن إسرائيل أعلنت عن استخدامها للروبوت في الدخول إلى الأنفاق، متسائلا: كيف يعمل الروبوت بدون شبكة وريموت يشغله؟ مضيفًا أن إسرائيل استخدمت قنابل ارتجاجية وإسفنجية للقضاء على أنفاق حماس، ولكنها فشلت لأنها لا تسطيع معرفة أماكن الأنفاق في القطاع.

مجرد دعاية

واختتم المفكر والخبير الاستراتيجي، حديثه بالقول إن إسرائيل تعيش حالة من التخبط والدعاية، دون أي خطط حقيقية لما تقوله، وأن ما تصرح به من القضاء على حماس وإغراق الأنفاق مجرد دعاية لا أكثر، لتهدئة الداخل الإسرائيلي لا أكثر.

اللواء دكتور سمير فرج

لن تفلح

رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، العميد سمير راغب، قال إن إسرائيل تروج لفكرة الأنفاق في القطاع أكثر من اللازم، وأنه قد يؤدي إلى عملية نصر لها في الحرب على غزة.
وأضاف راغب: لو تكلمنا بشكل هندسي، فالأنفاق غير متصلة ولا يطبق عليها نظرية الأواني المستطرقة، وهي ضخ المياه في فتحة ما فتغرق كل الأنفاق، وهناك خرائط نشرت في عام 2014 توضح أن بعض الأنفاق غير متصلة، حتي لو كانت في قطاع واحد، لأن في كل ارتفاع أنفاق متصلة ببعضها، وهنا يتضح أنها عملية معقدة.

ويضيف: لو افترضنا أن النفق في عرض القطاع في خان يونس (علما بأن منطقة خان يونس أكبر منطقة بها أنفاق في القطاع يتحدث عنها الجانب الإسرائيلي)، وعرض القطاع يصل إلى 15 كيلو متر، فلو افترضنا أن الأنفاق في الجزء الموازي للسور مع المستوطنات الإسرائيلية مع قطاع غزة، فهل الجانب الإسرائيلي سيضع طلمبات ومواسير لطول 15 كيلو متر تمر في أرض عمليات، فلن تفلح لأنها ستكون عالية التكلفة.

وأشار راغب إلى أن الأنفاق لن تكون قريبة من البحر لمد مواسير أو خراطيم لمسافة قريبة لضخ المياه، مضيفًا “هناك سؤال مهم: هل وصلت إسرائيل إلى فتحات الأنفاق وبقي التعامل؟! هذا سؤال لابد من الإجابة عنه”.

العميد سمير راغب


وتابع رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أن الجانب الإسرائيلي قال إن طول الأنفاق يصل إلى 500 كيلومتر، ولو افترضنا أن محيط دائرة النفق متر واحد، فنحن نتحدث عن 500 ألف متر، مما يعني نصف مليار متر مكعب من المياه، وأن الطلمبات الخمس التي تنقل هذه المياه ستكون في استهداف نيران كتائب القسام، لأن الساحل تقريبًا طوله في هذه المنطقة حوالي 41 كيلو متر، أما في جنوب وادي غزة حوالي 19 كيلومتر.
وأكد العميد راغب أنه على طول الساحل إلى منطقة بيت لاهيا، مرورًا بشارع الرشيد كما  يمر على الشيخ رضوان ويمر على الميناء ومناطق غرب طريق النصر، كما  يمر على تل الهوى والرمال الشمالي والجنوبي، ومخيم الشاطئ، فكيف لقوات الاحتلال أن تشغل هذه الطلمبات مع وجود المقاومة الفلسطينية الشديدة.
وقال راغب: هذه الفكرة ليست سليمة، وتنفيذها صعب جدًا، ولو وصلوا إلى نفق وأغرقوه، فأنت لا تتعامل مع أصنام، بل يوجد بشر سيبلغون من في الأنفاق بالتحركات فوق الأرض، وبالتالي لديهم فتحات أخرى للخروج منها في أماكن أخرى.
وأردف قائلاً: الفكرة تصلح إذا كنت تتعامل مع خط دفاعي بطول الساحل، فتضخ الطلمبات المياه في الخط الدفاعي في خنادق وغيرها، أما هنا فأنت أمام شبكة أنفاق في أماكن معينة ومساحة 365 كيلومتر، فهل تستطيع عمل خراطيم ومواسير لهذه المسافة. 

مدخل نفق في قطاع غزة

 خيبة الحكومة الإسرائيلية 

واختتم العميد راغب حديثه بأن الترويج لإغراق الأنفاق لكي تغطي الحكومة الإسرائيلية على خيبتها في عدم القضاء على حماس، وحتى الآن لم تقبض على أي من قيادات حماس حتى  الصف الرابع، وأنه يأخذ صيدا ثمينا ويبدأ حرب نفسية ويظهره في الإعلام لتهدئه الرأي العام الإسرائيلي، وكل ما يقوله عن إغراق الأنفاق وضخ مياه عن طريق خمس طلمبات، ليس حلًا ناجعًا، بالإضافة إلى مخالفته لقانون الحرب، كما أنه يخالف قوانين البيئة ويهدد حياة المدنيين، لأنك ستضخ مياها في مكان يعتمد على الآبار، وهذا يزيد ملوحة مياهها التي يستخدمها المدنيون.

أنفاق غزة

ويُؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن شبكة الأنفاق الضخمة التابعة لحركة حماس كانت عنصراً أساسيًا في تنفيذ عملياتها العسكرية. ويُشيرون إلى أن هذا النظام السفلي تستخدمه حماس لتحريك مقاتليها وتخزين صواريخها وذخائرها، مما يتيح لقادة الحركة قيادة والتحكم في قواتهم، وتقدير إسرائيل أيضاً أن بعض الرهائن قد يكونون محتجزين داخل هذه الأنفاق.

وذكر مسؤولون أمريكيون أن الغمر المتوقع للأنفاق، الذي يستغرق أسابيع، بدأ في الوقت الذي أضافت فيه إسرائيل مضختين إضافيتين إلى الخمس المثبتة الشهر الماضي، وأجرت عليهم بعض الاختبارات الأولية.

search