الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:02 ص

"الجابوري".. الخبز الرسمي لأهالي حلايب وشلاتين في رمضان

أثناء صنع خبز "الجابوري"

أثناء صنع خبز "الجابوري"

البحر الأحمر - محمد عبد الرحمن

A A

لا يزال سكان حلايب وشلاتين، جنوب محافظة البحر الأحمر، يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة عبر الأجيال، خاصة في شهر رمضان.

وتختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر، وكل مكان يشتهر بمأكولات ومشروبات، حسب طبيعة وبيئة المكان، خصوصًا في شهر الصوم، ففي مثلث الجنوب “حلايب وشلاتين وأبو رماد” هناك أكلات تشتهر بها المنطقة، أبرزها المندي والجابوري.

“الجابوري”

يقول حسن هدل، أحد أهالي حلايب، "الجابوري هو الخبز الرسمي لأهالي حلايب وشلاتين وأبورماد في جنوب البحر الأحمر، وهو عبارة عن دقيق يُعجن في الماء، ثم توقد نار على الأرض لتسخن الأرض، ثم يتم إظهار الوقود من الأرض الساخنة ويوضع الفحم الموجود على الجانب الآخر فوق العجينة لمدة ثوانٍ حتى لا تحترق، ثم تُدفن بالأرض الساخنة مع وضع  بعض الوقود المفحّم عليها.

وأوضح أن أهالي حلايب والشلاتين وأبو رماد، قبل أذان المغرب بدقائق، يخرجون أمام منازلهم، لنصب الجلسة “القعدة” وتتوسطها أدوات الجبنة، وفي السهرة الرمضانية قعدة السمر مع الأهل وأبناء القبيلة والجيران، حيث تشعل نيران موقد الجبنة باستمرار كلما فرغ يُملأ من جديد لنهاية السهرة الرمضانية، قد يتناول الفرد منها أكثر من 40 فنجانًا كعادة أساسية.

المندي المدفون 

ويوضح هدل أن أصل هذه الأكلة الشعبية يرجع إلى اليمن، ومن جبال حضر موت انطلق هذا الطبق إلى سائر البلاد العربية، وفي حلايب وشلاتين تم إدخال بعض التعديلات على طريقة إعداد هذه الوجبة خاصةً في ليالي رمضان، التي تبدأ بحفر دائرة صغيرة بمساحة قطرية في تربة رملية تتلاءم مع حجم القدر أو الحلة، ومن يتم إشعال الفحم تعلوه حجارة البازلت تمامًا كما يتم إعداد السلات، وبعد أن تتمكن النار من الحجارة، يوضع عليها قطع اللحم المنتقاة لهذه الوجبة، ثم يوضع القدر ويدفن ما حوله لمنع تسلل الهواء إلى داخله.

يتابع “بعد ذلك يتم الدفع بمزيد من الفحم أعلى القدر لزيادة الحرارة، وتكون الوجبة بين نارين، لتوزيع الحرارة بشكل جيد، وتُترك على هذه الحالة لمدة ساعتين أو أكثر بقليل قبل إنزالها من على النار”.

search