الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:20 ص

23 يومًا بين الحياة والموت.. قصة حبيبة الشماع من أوبر للمدافن

حبيبة الشماع

حبيبة الشماع

روان عبدالباقي

A A

23 يومًا بين الحياة والموت، صارعت خلالهم حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة الشروق"، الموت جرّاء إصاباتها الفادحة التي تعرضت لها بعد قفزها من سيارة أوبر، لكن حانت لحظتها لتصعد روحها إلى السماء في رابع أيام رمضان.

ماذا حدث لـ “حبيبة الشماع”؟

على طريق السويس القاهرة، وتحديدًا بالقرب من مدينة الشروق بدأت معاناة حبيبة، التي قفزت من سيارة أوبر استقلتها من التجمع الأول ذاهبة إلى مصر الجديدة، وأثناء الطريق حاول السائق معاكستها فقفزت من السيارة خشية تحرشه بها - حسب روايتها- قبل أن تفقد الوعي بحسب أحد شهود الواقعة الذي نقلها إلى المستشفى.

ابنة عم حبيبة روت ما حدث داخل السيارة من خلال منشور لها عبر فيسبوك قالت فيه: "أنا بكتب البوست ده علشان أحكي ليكم اللي حصل لبنت عمي، علشان أولًا عاوزاكم تدعولها ربنا يشفيها ويرجعها لينا بالسلامة، وحالتها لسه في خطر".

وأضافت "حبيبة فاقدة الوعي وعندها نزيف في المخ مش بيقف ومحطوطة على ventilator، حبيبة استقلت سيارة من التجمع الأول وكانت رايحة مصر الجديدة الساعة 6:50، مامتها كلمتها في التليفون مكنتش سمعاها كويس علشان صوت الكاسيت كان عالي أوي".

وتابعت "الراجل كان بيتخانق في التليفون، حبيبة طلبت منه يوطي الكاسيت قالها لأ وكان بيبرطم بالكلام، مامتها مكانتش سامعة هو بيقول إيه، قالتلها (ماله ده؟) حبيبة قالت لها: مش عارفه ماله وقفلت، بعدها أصحابها كلموها رد عليهم واحد قال: صاحبة التليفون دي وقعت من العربية قعدت تتشقلب لحد ما اتخبطت في الحاجز الأسمنتي اللي على طريق السويس، ولما راح يسألها إيه اللي حصلك، قالت، Uber كان عاوز يخطفني وجالها تشنجات وفقدت الوعي".

الجاني في قبضة الأمن

حددت الجهات الأمنية السائق المذكور "محمود هاشم"، وألقت القبض عليه، وبمواجهته قرر أنه حال غلق نوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقفز حبيبة من السيارة، فاستكمل سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية.

وعاشت أسرة حبيبة أيامًا عصيبة منذ هذه الليلة، إذ أصيبت حبيبة بنزيف داخلي وكسور وسحجات في مناطق متفرقة بالجسم، ونُقلت إلى المستشفى، بعد أن قفزت من السيارة أثناء سيرها على الطريق، لتؤكد والدة حبيبة أن الرئيس السيسي تواصل شخصيًا مع الأسرة، وعرض المساعدة وسفر ابنتها إلى الخارج لاستكمال علاجها.

وأكملت "الرئيس السيسي قال أي حاجة تحتاجها حبيبة حتى لو تسافر برة تتعالج.. كتر ألف خيره إنه اتصل بنفسه واهتم بحالة حبيبة، أهم حاجة عندي تقوم بالسلامة إن شاء الله بحق الأيام المباركة، وأطلب من الله عز وجل أن تعود حبيبة لصحتها من جديد".

وأشارت أيضا إلى أنها لم تتلق أي اتصال من شركة “أوبر” منذ وقوع الحادث، وكل ما تردد من جانبهم بشأن محاولة التواصل معها غير صحيح، مضيفة "أنا عايزة بنتي ترجعلي بالسلامة، خايفة عليها قوي".

أما أسرة محمود رأت أنه برئ، إذ أكدت زوجته وشقيقته حسن خلقه، لتقول الأولى: “جوزي طيب، ومحترم والناس في المنطقة عارفة إنه شخص طيب وفي حاله، ودائما بينزل ينظف المسجد، وده ابتلاء من ربنا”، وتضيف "أخويا كان مرعوب بعد اللي حصل وتواصل مع الشركة وقالتله “جاري التحقيق”.

رد شركة أوبر

وبعد هذا الحادث المفجع، خرجت شركة أوبر عن صمتها من خلال متحدثها الرسمي الذي قال: “ندعو لحبيبة بالشفاء العاجل، ونقدم كل الدعم لها ولأسرتها في هذه المحنة الصعبة”، مؤكدا احترام الشركة الكامل والشديد لمشاعر الأسرة وكل من تألموا لهذا الحادث الذي آلمنا جميعاً، على حد تعبيره.

وتقدم المحامي محمد أمين، وكيلاً عن أيمن عدلي أحمد الشماع، والد حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة الشروق"، ببلاغ للنيابة العامة، ضد "محمود. هـ" سائق أوبر، والممثل القانوني لشركة أوبر مصر، مطالبا بتعويض قدره 100 ألف جنيه، عن الأضرار المادية والأدبية التي تعرضت لها “نتيجة إهمال من الشركة”، حسب الدعوى.

وفي 10 مارس الماضي قرر قاضي المعارضات في المحكمة المختصة، تجديد حبس المتهم بمحاولة اختطاف حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة الشروق"، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، ليؤكد محامي حبيبة أن دفاع السائق المتهم تغيب عن حضور الجلسة، واعتذر عن الدفاع، ولذلك انتدبت المحكمة محاميا آخر.

وبالأمس قال المحامي لـ “تليجراف مصر”،: “حبيبة حالتها خطرة، بتنزف من مناخيرها وودنها وكل يوم بيتنقلها دم”، لكنه لم يعلم أنه سيتلقة خبر وفاتها اليوم ليؤكد أنه لن يترك حقها مهما كلفه الأمر، سائلا الله عز وجل أن يغفر لها ويرحمها.

والد حبيبة الشماع كشف في تصريحات خاصة لـ "تليجراف مصر" أن جنازة ابنته التي توفيت متأثرة بنزيف حاد بالمخ، ستخرج من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، غدا بعد صلاة الجمعة، على أن يتم دفن الجثمان بمقابر الأسرة بمدينة نصر.

search