الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:18 م

درس التراويح بالأزهر.. الهواري: رمضان فرصة للتقوى واستثمار العمر

تراويح الأزهر

تراويح الأزهر

فادية البمبي

A A

قال الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمود الهواري، إن الله -عز وجل- عندما وصف عبادة الصيام في القرآن في سياق آيات الصيام قال عنها {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲ}، موضحا أنها كلمات تنزل على عقل المتأمل فيرى فيها أبوابًا من النظر.

وأكد أن الله  -عز وجل- عندما أمر عباده بالصيام، كان من باب وده واللطف بهم، معقبا " قدم بين يدي التكليف بالمرحمة، فقال لهم متلطفًا وهو اللطيف: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟}".

وأضاف الهواري، خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم الجمعة، أن الله جعل عباده المؤمنين يأنسون إلى هذه العبادة فيمن كان قبلهم مستشهجا بقول الله تعال “{كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ}”، ثم بين الغاية من هذه العبادة وأنها قد تحثهم وتدفعهم إلى إتيانها في قول الله تعالى {لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ}، ثم ذلك ترغيبا بعد ترغيب، في والله الله تعالى {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲ}، وكأنما يهون عليهم مشقة التكليف، ولا عجب فهو رب رحيم، وكأنما يقول لهم تهيؤوا واستعدوا لاستقبال هذا العمل، ولا عجب فهو رب ودود سبحانه وتعالى.

أيام معدودات

وتابع "أنها أيام معدودات كلف الله بها عباده الطيبين ليستقبلوا عطاء السماء فيسعد أهل الأرض وتسعد الأرض جميعا، لكن في قول الله {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲ} ربما نجد فيها ملمحًا، وهو إشارة إلى أن العباد ينبغي أن يستثمرون مواطن وأزمنة العطاء، ذلك أن الله حين يشرع شرعا ويكلف بتكليف وحين يأذن لعباده بعمل فإنما يحثهم إلى استثمار هذا الشرع، وإلى استغلال هذا التكليف حتى يعودوا بخير غنيمة، فهو أيام معدودات سرعان ما تمر، فعلى المكلفين الصائمين الاستثمار في هذا الوقت للعودة بخير غنيمة من هذا الصيام".

وأكد أن شهر رمضان صورة مصغرة من العمر الأكبر وإشارة طيبة إلى أن المسلم مطالب بأن يستثمر زمانه ووقته وأن يبحث عن مواطن البركة في عمره، معقبا "العمر وتقلب الليل والنهار مما أقسم به العزيز الغفار في كتابه، وجعل بعضهما يخلف صاحبه تذكرة وعظة لمن أراد أن يتعظ ويتذكر، فهذا العمر هو الغنيمة الحقيقية ورأس المال الحقيقي للإنسان، فمهما بلغ الإنسان من عطاء الله وبركاته إن لم تقترن بحياة فلا قيمة لها، لذلك يحاسب رب العالمين الإنسان على وقته هذا ليس على عمره جملة، وإنما على ساعات حياته، كما قال رسولنا ﷺ: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ)".

search