الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:28 ص

قتل 19 شخصا... قصة "سفاح كرموز" الذي استغل وسامته في الإيقاع بضحاياه

سفاح كرموز

سفاح كرموز

مصطفى منازع

A A

"سعد إسكندر" المعروف إعلاميًا باسم “سفاح كرموز”، هو مجرم محترف تمكن من الإيقاع بضحاياه بحرفية، ارتكب عشرات جرائم القتل في حق السيدات لسرقة مجوهراتهن، وتم القبض عليه وإعدامه عام 1953.

بداية حياته

ولد "سعد إسكندر" بمحافظة أسيوط عام 1911، وكان لديه شقيق يعمل في مجال تجارة الحبوب، ومحبوب وسط أهالي المنطقة، لكن "سعد" كان على النقيض تماما حيث تمكن منه الانحراف واحترف السرقة والإجرام. 

تعرف “إسكندر” على سيدة أرملة ثرية، نشأت بينهما علاقة غرامية، فأخبرته بمكان أموالها، وفي أحد السهرات التي جمعت سعد وعشيقته بدأت غريزة القتل تتفاعل داخله فقرر الغدر بها للاستيلاء على أموالها، وقتلها وهرب إلى الإسكندرية خوفا من الملاحقات القانونية، ومن هنا بدأت سلسلة جرائم متتالية لا حصر لها.

سرقة وإجرام

استقر " إسكندر" في أقدم مناطق مدينة الإسكندرية بالتحديد في منطقة كرموز، واتجه هناك لمجال السرقة، كان حبه وعشقه للسرقة والانحراف والإجرام يسيطر عليه، وأخذ يتجول في جميع أنحاء المحافظة بحثًا عن جريمة.

وفي ذات مرة قتل سيدة في التسعينات من عمرها تدعى "بمبة" وسرق أموالها، وأثناء تنفيذ جريمته شهدته فتاة تدعى "قطقوطة" فقرر قتلها، لكن استطاعت الفتاة الإفلات منه، وقامت بالإبلاغ عنه، ليتم القبض عليه، لكن تم الإفراج عنه بكفالة مالية.

السفاح داخل القفص

استقطاب الضحايا

بعد سنتين من واقعة القتل الأولى، يعود “إسكندر” مرة أخرى ويتوسع في نشاطه الإجرامي في قتل الأشخاص وسرقتهم مستغلا وسامته في الإيقاع بهم.

استأجر إسكندر “شونة” على ترعة المحمودية لتخزين الغلال وخيوط النسيج، وقام باستدراج تاجر أقمشة متجول ببضاعته على عربة خشب، فاستدعاه للداخل بحجة أنه يمتلك خيوط غزل، دخل الضحية وجلس على الكرسي وأعطاه سعد الخيوط لكى يفحصها وعندما أحنى تاجر الأقمشة رأسه ليفحص الخيوط،  ذبحه بساطوره ثم دفنه في أرض الشونة.

 لم يتوقف “سفاح كرموز” عن جرائمه بعد ذلك، واستدرج تاجر حبوب للشونة وهاجمه، لكن استطاع التاجر الإفلات منه، وهو مصاب بجرح نافذ، وفر هاربًا، لكن إسكندر لم يمهله فأسرع خلفه وأجهز عليه، لكن أحد العمال رأى ما حدث وقام بإبلاغ الشرطة عما رأى.

تحولت بعد ذلك حياة "إسكندر" إلى مطاردة مستمرة بينه وبين الشرطة، وبثت جرائمه الرعب في نفوس أهالي الإسكندرية، وكانت الصحف تكتب عن ضحاياه.

وأصبحت هناك صعوبة في القبض عليه، حيث كان يعرف وجوه رجال الشرطة بالإسكندرية جيدا، ويجيد القفز أعلى أسطح العقارات لدى مداهمته.

القبض على السفاح

الإعدام شنقًا

وفي النهاية، نجح رجال الشرطة من القبض على إسكندر، وقدم للمحاكمة عن جرائمه، وبلغت جملة الأحكام عليه حكمين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وحكمين بالإعدام شنقًا.

ونفذ حكم الإعدام في حق إسكندر، صباح يوم 25 فبراير 1953، وكان آخر طلب له وهو في غرفة الإعدام “كوب ماء وسيجارة”، وأثناء التنفيذ ابتسم السفاح ابتسامة غير مفهومه.

search