السبت، 06 يوليو 2024

07:48 م

بريطانيا في ورطة.. زوجات "الدواعش" يحاولن العودة رغم تجريدهم من الجنسية

بريطانية في مخيم لداعش

بريطانية في مخيم لداعش

محمد خيري

A A
سفاح التجمع

كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الأعداد الحقيقية للنساء والفتيات البريطانيات المتواجدين في مخيم روج شمال شرق سوريا، وهو مخيم تابع لتنظيم داعش الإرهابي، ونقلت الصحيفة عن عنصر جهادي في تنظيم داعش قوله إن المخيم يحتوي على 19 امرأة بريطانية بجانب 35 طفلًا يعيشون هناك.

وسلطت “ديلي ميل” الضوء على الفتاة البريطانية شاميما بيجوم، وهي مجرد واحدة من إجمالي 19 امرأة بريطانية محتجزة في معسكر الاعتقال السوري، الذي ذهبت إليه بكامل إرادتها، إلا أنها في الوقت الحالي تسعى بكل الطرق للعودة إلى بريطانيا، وتجد صعوبة بالغة، بعدما جردتها السلطات البريطانية من جنسيتها، بعد انضمامها للتنظيم الإرهابي، وترفض كذلك السلطات البريطانية عودة البريطانيات من سوريا لدواعي الأمن القومي.
 

البريطانيات في داعش 


وأضافت الصحيفة أن مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية، التي تدير المخيم، حثوا بريطانيا على إعادة النساء والأطفال، وقال أحد القادة لوزارة الدفاع: "نريد من الحكومة البريطانية أن تأخذ مواطنيها وتجري محاكماتهم في بريطانيا، ويعتبر وجودهم في المخيم بمثابة قنبلة موقوتة، تشكل خطراً على الجميع".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الأمهات يعملن على تلقين أطفالهن أيديولوجيات متطرفة، ويرفض الكثيرون إرسالهم إلى المدرسة".

وفي أول مقابلة لها على الإطلاق، قالت وجدة رشيد، 45 عامًا، من ليدز، إنها تأسف للذهاب إلى سوريا مع زوجها ياسر إقبال، 46 عامًا، الذي ترك حياته في المملكة المتحدة لحمل السلاح مع إرهابيي داعش في عام 2015.

وتعد وجدة رشيد الصديقة المقربة من شميمة بيجوم، 24 عاما، التي فشلت في محاولاتها خلال الشهر الماضي للعودة إلى بريطانيا، ولا تزال تعيش في المخيم منذ حوالي 7 سنوات.

غادرت بيجوم المملكة المتحدة متوجهة إلى سوريا في عام 2015، وتزوجت من مقاتل في تنظيم داعش الجهادي وأنجبت ثلاثة أطفال، ماتوا جميعًا خلال القتال الدائر في سوريا.
 

بريطانية تعيش في مخيم داعش 


وفي عام 2019، عندما ألغى وزير الداخلية البريطاني آنذاك ساجد جاويد جنسيتها البريطانية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، قالت إنها تُركت عديمة الجنسية بحكم الأمر الواقع.

وقالت سابقًا إنها تعرضت "لغسيل دماغ" وندمت على أفعالها في سوريا، وتوسلت للحصول على فرصة ثانية في المملكة المتحدة، وأضافت أن الاكتئاب والحاجة إلى الهدف أدى إلى تطرفها عبر الإنترنت، وجعلها فريسة سهلة للتنظيم الإرهابي الذي كان يستقطب الفتيات والشباب من جميع أنحاء العالم.

واعتبرت محكمة الاستئناف أن قرار إلغاء جنسية السيدة بيجوم قانوني، لأنها كانت تحمل أيضًا الجنسية البنغلاديشية من والديها حتى عيد ميلادها الحادي والعشرين، ولا يزال بإمكانها رفع قضيتها إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة.

وناشدت رشيد بريطانيا السماح لها بالعودة إلى وطنها من أجل ابنها آدم البالغ من العمر سبع سنوات، وقالت إنها تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لمعالجة إصابات الشظايا التي أصيبت بها أثناء الصراع في سوريا.

وقالت: "أعيدوني من أجل ابني آدم، أفتقد عائلتي كثيرًا. أمي، أبي، إخوتي. أفتقدهم كثيرا. وأريد فقط أن أعود وأعيش معهم وألا أخرج من البلاد أبدًا. أنا مصدومة".

داعش 


وقالت رشيد وهي كانت تعمل معلمة في بريطانيا قبل انضمامها إلى داعش إنها ندمت على السفر إلى سوريا منذ لحظة وصولها عام 2015، قائلة: “في اليوم الذي وصلت فيه إلى هنا كنت أبكي. أريد حقًا العودة لأنه من الصعب علي أن أعيش هنا".

ومن المعروف أن زوجها موجود في سجن للرجال في شمال سوريا بعد إلقاء القبض عليه، وكان يعمل محاميًا في برمنغهام، وكان يتفاخر سابقًا بأنه يقود سيارة بورش بوكستر، وكان "يتطلع إلى الادخار لشراء فيلا وسيارة لامبورجيني" قبل انضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي.

وفي ذلك الوقت، كان الإرهابيون الإسلاميون يسيطرون على مساحات واسعة من سوريا والعراق، فعاش الزوجان في الرقة، عاصمة التنظيم الإرهابي، حيث ولد ابنهما عام 2016، وقالت رشيد إنها انفصلت عن زوجها أثناء القتال في الباغوز، آخر معقل لتنظيم داعش.

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن دولًا أخرى منها كندا وألمانيا سمحت للجهاديات بالعودة إلى ديارهن، لكن حكومة المملكة المتحدة لن توافق على عودتهن مرة اخرى على أساس أن النساء يشكلن خطراً إرهابياً على المجتمع البريطاني.

search