الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:29 ص

إخفاق دراما رمضان ومتلازمة "مشية الغراب"

بعد مرور 14 يوماً على موسم الدراما الرمضاني، واتضاح صورة أغلب الأعمال التي اقترب بعضها إلى النهاية، فالحقيقة هناك أعمال جيدة وهي قلّة، وأعمال ضعيفة، وأخرى ضعيفة جداً.

في زمن المنافسة العالمية، وتواجد منصّات عرض مثل “نتفليكس” وغيره، وعرضهم لأعمال بجودة عالية جداً، وأفكار مبتكرة ومميزة، انعكس طبعاً على ثقافة المشاهدين، مما جعلهم يقيّمون الأعمال بشكل حازم أكثر، لا يقبل أنصاف الحلول.

وللأسف، الدراما في الوطن العربي وقعت في فخ الكم على حساب الكيف، كثرة الأعمال وضعف الجودة، وأنصاف النجوم في بطولات مطلقة، مع قصص ضعيفة وسيناريوهات أضعف وانعدام الأحداث والأفكار المبتكرة، في وقت تختصر فيه الأعمال العالمية قصّة الخلق والكون في خمس حلقات!

والأغلب يُخفق تحت شعار "أزمة نص"، فهل فعلاً هناك أزمة نص؟ في ظل كميات مهولة من الروايات والكتب تصدر سنوياً، وازدحام وطوابير في معارض الكتب، وإعلانات وتسويق لأعمال أدبية، بين جوائز وتقييمات وغيره، فهل الإنتاج الدرامي يحتاج إلى أعمال الوِرش التي تعطينا مسلسلات بأحداث فضفاضة، أقل من عادية وغير متناسقة؟! 

كما أن الدراما العربية أصبحت تُعاني من "متلازمة مشية الغراب"، فمن جهة لم تنجح في الحفاظ على طابعها الكلاسيكي الأنيق، وإنتاجاتها الأصيلة مثل "لن أعيش في جلباب أبي" و "بوابة الحلواني" و"حديث الصباح والمساء" وغيرهم، ولم تنجح كذلك في لبس عباءة التركي والأجنبي، بين قصص العِصابات ومدراء الشركات ومشاكل مجتمعات "الكومباوند".

والحقيقة أن هذه المشاكل لم تطل الدراما المصرية فقط، بل حتى الدراما السورية، التي أصبحت تتحايل على بيئتها وأوضاعها الاجتماعية، بمسلسلات خفيفة المفعول، لا وضوح فيها لعامل الزمان وحقيقة الأوضاع. قصص بسيطة في بيئات غريبة مثل المدابغ أو سوق الخضار، وأخرى عصابات ومافيا تميل للدراما التركي أكثر من غيرها.

في المجمل الدراما العربية أصبحت بمثابة عرض لقصص هشّة، مع المراهنة على الأداء الفردي للممثلين، وهذا الشيء الوحيد الذي يجعل المشاهد العربي الآن يكمل متابعة العمل، أداء بعض النجوم أو حتى الوجوه الجديدة للأدوار، وتقمصهم الكامل الذي يُشعر المشاهد بجزء من شخصيته تتمثل أمامه. وقد يكون بعض النجوم هم الدّعامة الأساسية للدراما العربية في الوقت الحالي، ونحن في حاجة ماسّة إلى النهوض بالنص بجدية ومهنية أكثر.

title

مقالات ذات صلة

search