الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:14 م

زكي: القضية الفلسطينية جُرح غائر في قلب أمتنا

السفير حسام زكي في منتدى التعاون العربي الروسي - المغرب

السفير حسام زكي في منتدى التعاون العربي الروسي - المغرب

السيد حسين

A A

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن من بين التحديات التي تواجه منطقتنا، تظل القضية الفلسطينية همًا رئيسيًا وجُرحًا غائرًا في قلب أمتنا، لافتًا إلى أن جمعينا يتابع الجريمة التي تُرتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من قتلٍ لآلاف الأبرياء، جُلهم من النساء والأطفال.

جاء ذلك في كلمته خلال مشاركته في أعمال الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي في "المدينة الحمراء" بمدينة مراكش المغربية، مشيرًا إلى أن اليوم يكون قد مرّ عشرون عامًا على انطلاق التعاون بين الجامعة العربية وروسيا الاتحادية، بتوقيع مذكرة تفاهم عام 200، وأيضًا مرت عشرة أعوام على إطلاق منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو عام 2013.

جريمة غزة عار على العالم

وقال السفير زكي، إن هناك تدميرًا مُتعمدًا للبُنية الأساسية من المستشفيات والمدارس وتهجير للناس وإخراجهم من بيوتهم في قطاع غزة. مضيفًا "العالم كله يُتابع وقائع هذه الجريمة النكراء، التي أعادت إلى الأذهان توحشًا وخروجًا على الحضارة كنا نظن أن البشرية تجاوزته".

​وأشار إلى أن "جريمة غزة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليست عارًا عليه فقط، وإنما عارٌ على كل من شارك بالتأييد أو الدعم أو الصمت على الجرائم.. لا مُسمى لما يجري في غزة سوى أنه مذبحة وحرب إبادة وتطهير عرقي". 

وتابع “كل من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار في غزة يحمل على يديه دماء الأبرياء الذين تُزهق أرواحهم بلا جريمة أو ذنب”، مضيفًا “خطة الاحتلال صارت واضحة، وهي تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة والقضاء على إمكانيات الحياة في القطاع لفترة طويلة، أو تهجير أهله قسريًا بحيث يتحقق فصل الشعب عن أرضه، وتنتهي القضية الفلسطينية ويتم تصفيتها، وهو ما لن يكون أبدًا”.

تطبيق حل الدولتين

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية: "نُثمّن عاليًا الدول التي اتخذت، ومن البداية، خيار الانحياز للجانب الصحيح من التاريخ، والتي سمّت الأشياء بمسمياتها، وعبّرت بوضوح عن موقف متوازن جوهره أن الاحتلال واستمراره هو لب المشكلة وأصل القضية، وأن تاريخ الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، بل قبل ذلك بكثير".

وأكد أن معالجة مأساة غزة ومنع تكرارها، يتطلب حلًا جذريًا لمسببات اشتعالها، لافتًا إلى ضرورة تطبيق حل الدولتين بأسرع وقتٍ ممكن، وأن غزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون سوى بمعالجة القضية وتسويتها، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أنه لا حل سوى أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم وأن تكون لهم سيادة على أرضهم تطبيقًا لحق تقرير المصير، الذي لا يزال قادة إسرائيل يتنصلون منه، ويرفضونه ويعلنون على الملأ وبلا خجل أنهم سوف يستمرون في اغتصابه عبر ممارسة الاحتلال، وعلى كل من يسعى لتحقيق سلام مستدام لصالح شعوب المنطقة جميعًا، أن يُدرك أن الاحتلال هو أصل القضية، وأن انهاءه بداية الحل.

المواجهة المسلحة في السودان

أما على صعيد الأزمات العربية المستمرة، فقال “اتسعت وبكل أسف رقعة المواجهة المسلحة في السودان، وتزايدت التكلفة البشرية والمادية لتلك الحرب الدائرة منذ أبريل الماضي، وما زلنا نأمل أن تسود الحكمة وإعلاء المصلحة العليا للسودان ومؤسساته الوطنية ومصلحة شعبه العريق”.

الحل السياسي في ليبيا

ودعا الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إلى استكمال مسار الحل السياسي في ليبيا، ومرافقة الليبيين لحين تحقيق كافة أهدافهم في استقرار بلادهم واستعادة سيادتها وأمنها. كما دعا إلى حل سلمي لأزمة اليمن لصالح شعبه، ولصالح أمن المنطقة الذي يتعرض اليوم لتهديدات خطيرة في منطقة البحر الأحمر.

تداعيات الأزمة السورية

وتابع زكي "ندعم أي جهد يُبذل لمعالجة مسببات وتداعيات الأزمة السورية من مختلف جوانبها، وأخص بالذكر أهمية استمرار العمل الجاد بين لجنة الاتصال العربية من جهة وسوريا من جهة أخرى بهدف إحراز تقدّم في المسائل المنصوص عليها في قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة".

وقال “لقد كانت روسيا الاتحادية داعمة لمواقف الشعوب العربية في المحافل الدولية، ولذا نحن نتطلع إلى تنسيق وتعاون أكبر لمواجهة مختلف التحديات مثل الإرهاب، وقضايا منع الانتشار النووي، ومسائل الأمن المائي، والأمن الدولي للمعلومات، والقضايا البيئية وغيرها”.

واختتم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قائلًا “إن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على البُعد السياسي والاستراتيجي، بل تتعداها إلى المجال الاقتصادي الذي يشهد نموًا كبيرًا، وإن كان أقل مما نطمح إليه، ولا يتوافق وعمق العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية التي تجمع بيننا، ولا بحجم الإمكانات التي يتمتع بها الجانبان والفرص الاقتصادية الواعدة لدى الدول العربية”.

search