الجمعة، 20 سبتمبر 2024

06:29 ص

قبل المحاكمة.. المتهم بقتل "طفل الخصوص": أبوه كان بيصرف عليّا" (خاص)

الطفل سيف

الطفل سيف

محمد العبساوي

A A

قبل انعقاد جلسة محاكمته بعد قليل داخل محكمة جنايات شبرا الخيمة، ينشر "تليجراف مصر" نص أقوال المتهم بخطف الطفل “سيف” البالغ من العمر 10 سنوات، وشنقه بدم بارد في إحدى الشقق المستأجرة بمنطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية.

أدلى المتهم في اعترافاته أمام جهات التحقيقات بتفاصيل ما حدث في ليلة الواقعة، حيث قال إنه تزوج في شهر أغسطس 2023، وتعثر ماديًا حيث مر بضائقة مالية كبيرة بعد زواجه، لأنه اقترض مبلغًا ماليًا من أحد أقاربه.

وتابع في أقواله أنه أثناء عمله في إحدى الشقق السكنية بمهنة النقاشة، سأل صاحب الشقة “هل هناك نية لتأجيرها؟ فقال له ”أيوا أنا بأجرها بـ500 جنيه في الشهر وتأمين 1000 جنيه"، وأضاف المتهم "ساعتها كان ابن عمي مكلمني إنه عاوز شقة في الخصوص وأنا اتفقت مع الراجل إني آخدها لابن عمي لحد ما يرجع من مدينة 6 أكتوبر ودفعت أجر النقاشة اللي عملتها في الشقة لصاحب البيت وكتبت معاه عقد".

وأضاف المتهم أنه أثناء جلوسه داخل الشقة اختمرت في ذهنه فكرة خطف الطفل "سيف" ابن هشام رجب شقيق أحمد رجب الذي يعمل برفقته ويطلب منه مبلغ 100 ألف جنيه لأعيد له ابنه وأعديت خطة واستغليت مفتاح الشقة الذي يقوم بتأجيرها صاحبها لكي أخبئ الطفل فيها".

وبوصولهما اكتشف الطفل كذب المتهم وعدم وجود تلك الملابس والأدوات فبدأ بالاستغاثة والمقاومة للخروج من الشقة فخنقه المتهم بيديه وأفقده الوعي خشية افتضاح أمره ولم يردعه خوف الطفل المجني عليه وقام بلف الحبل المعد سلفًا حول رقبة المجني كاتمًا لأنفاسه قاصدًا قتله وعقب تأكده من وفاته خرج من المسكن وأحضر جوال لإخفاء جثمانه إلا أنه ضبط.

الحكم علي المتهم

تعود تفاصيل الواقعة عندما أقدم المتهم "أحمد" على خطف الطفل "سيف" صاحب الـ10 سنوات، نجل صديقه "هشام رجب"، وساوم الأسرة على فدية نظير إطلاق سراحه.

وحدد المتهم 10 ديسمبر الماضي موعدًا لتنفيذ جريمته، وهي الجريمة التي وثقتها كاميرات المراقبة، وحصلت "تليجراف مصر" على بعض الفيديوهات التي توثقها.

خطف طفل بالخصوص

وفقًا لتوثيق الكاميرات فإن المتهم توجه إلى منزل أسرة ”سيف" الذي اعتاد التواجد أمامه دائمًا بحثًا عن “يومية نقاشة” لكسب قوت يومه، في تمام الساعة 7:40 من مساء الأحد 10 ديسمبر الماضي، لكن المتهم هذه المرة كان ينتظره لتنفيذ جريمته.

جلس امتهم ينتظر قدوم سيف على كرسي أمام المنزل وفقًا لتوقيق الكاميرا، حتى وصل الطفل ورحب به قائلا “إزيك يا عمو أحمد؟”، ليرد المتهم، وهو في حالة توتر حيث ظهر وهو يقرض أظافره، ويفكر في طريقة سحب الطفل من أمام المنزل، وكان يبحث بعينيه عن كاميرات المراقبة حتى يبتعد عنها.

جريمة قتل صغير بالخصوص

ووفق أوراق التحقيققات وكاميرات المراقبة ظل المتهم يتحدث إلى الطفل سيف لمدة 25 دقيقة كاملة، أوهمه خلالها بأنه سيشتري له حذاءً رياضيًا، لعلمه أن الطفل مُغرم بكرة القدم، ولطالما سمع منه عن أحلامه بأن يكون لاعبًا شهيرًا.

وافق "سيف" على الفور، وذهب مع "أحمد" لشراء الهدية، وانطلقا مسرعين، لكن كل منهما كانت تحكمه رغبته الخاصة، "أحمد" يريد أن ينفذ خطته سريعًا، و"سيف" يريد أن يحصل على هديته، جاهلًا مصيره ونهايته.

على بُعد 300 متر من منزل "سيف"، استأجر "أحمد" شقة، ليخفي فيها الطفل، وتكون بمثابة "مركز عمليات"، يساوم منها صديقه والد الطفل.. وصل كلاهما إلى الشقة، سيف لا يعلم أن النهاية حانت، وأنه في آخر لحظاته في الدنيا، وبعدما أطال النظر في الشقة، لم يجد فيها شيئًا، سالت دموعه في صمت، خوفًا من "أحمد" الذي بدأ يهدده.

داخل منزل "سيف" وصل المدرس الخاص، بحث عنه والده في جنبات المنزل وخارجه فلم يجده، ونزل إلى الشارع فسأل طفلين كانا أمام المنزل، فأخبراه بأنه "كان مع عمو أحمد".

اتصل والد "سيف" بصديقه "أحمد" وكان نص المكالمة: "انت واخد سيف فين يا أحمد، عشان معاه درس دلوقتي".. فأجاب أحمد "أنا في حدايق القبة أصلًا مش في الخصوص يا عم هشام".

لجأ والد "سيف" لكاميرات المراقبة ومراجعتها، ففوجئ بأن أحمد كان برفقة نجله أمام المنزل، قبل ساعة، فاتصل به مرة أخرى، لكن أحمد لم يرد.

داخل الشقة، أجهز "أحمد" على "سيف"، وشنقه بحبل حتى فاضت روح الطفل الطاهرة إلى بارئها، تشكو غدرًا لاقته، وتسأل بأي ذنب قُتلت، وجلس المتهم إلى جوار جثة المجني عليه، مفكرًا في كيفية التخلص منه وصلت الأسرة والشرطة إلى الشقة، بعد تتبع كاميرات المراقبة، وتحرّر محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في القضية، وأمرت بتشريح جثة الطفل، لبيان سبب الوفاة، كما حبست “أحمد” على ذمة التحقيقات 4 أيام، ثم جدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوما.
وقال عم الطفل المغدور "سيف"، في حديثه لـ"تليجراف مصر"، بدموع لا تتوقف "مش عارف نزعل على الطفل اللي مات ولا على الغدر وخيانة العيش والملح"، مضيفًا "القاتل لم يصن أي شيء، فقد أكل خبزنا وقاسمنا كل شيء، ولم نتوقع منه الخيانة أبدًا".

وأضاف عم القتيل: "القاتل آخر شخص كنا نتوقع أن ينفذ الجريمة، فقد كنا بجواره كتفا بكتف في كل لحظة وخطوة، ونطالب بأقصى عقوبة".

search