الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:05 ص

طائرات بريطانية بدون طيار.. تكلفة ضخمة وفشل شريع

جندي يقف بجانب إحدى الطائرات

جندي يقف بجانب إحدى الطائرات

أحمد سعد قاسم

A A

تواجه القوات الجوية الملكية البريطانية تحديات كبيرة مع أسطولها من طائرات Watchkeeper بدون طيار، حيث تعاني هذه الطائرات من صعوبات في العمل تحت ظروف مناخية سيئة، على الرغم من تكلفتها العالية التي تصل إلى حوالي 5 ملايين جنيه إسترليني لكل طائرة. وفق صحيفة التايمز البريطانية.

وأدت التعديلات الواسعة التي أُدخلت على الطائرات، بما في ذلك ما يقرب من 2000 متطلب إضافي للنظام، إلى زيادة وزنها بشكل كبير، مما أسهم في وصف البرنامج بأكمله بأنه “كارثة تامة”، وفقًا لأحد أعضاء البرلمان.

وفي السياق ذاته، تم شطب ثمانية طائرات بتكلفة إجمالية قدرها 40 مليون جنيه إسترليني. بينما تُظهر الطائرة الإسرائيلية بدون طيار من طراز هيرميس 450، التي تُعد النموذج الأساسي لطائرة Watchkeeper، فعالية كبيرة في عمليات مكافحة الإرهاب.

كريس لينكولن جونز، الرائد السابق في الجيش البريطاني، شهد عمليات طائرة هيرميس 450 عن كثب وقدم تحليلات لفعاليتها بهدف تقليدها لصالح وزارة الدفاع البريطانية. وقد أدت أبحاثه، التي أُجريت بشكل رئيسي في إسرائيل، إلى تطوير طائرة Watchkeeper بتكلفة إجمالية قدرها 1.4 مليار جنيه إسترليني، حيث تم شراء 54 طائرة للجيش.

وفق الصحيفة ذاتها وصف جونز طائرة هيرميس 450 بأنها “أفضل طائرة بدون طيار في العالم”، مشيرًا إلى قدرتها على التجسس لمدة تصل إلى 17 ساعة من ارتفاع 18000 قدم، مما يجعلها صعبة الرؤية والسماع. وتُعرف هذه الطائرة أيضًا باسم “زيك” ويمكن تسليحها بأنواع مختلفة من الذخائر لتنفيذ ضربات دقيقة.

ومع ذلك، فإن النسخة البريطانية المعدلة من هيرميس 450 لم تحقق النجاح المتوقع، حيث تحطمت العديد من الطائرات بدون طيار، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التعديلات الإضافية التي أثرت على أدائها. كما أن هذه الطائرات محدودة العمل في ظروف جوية معينة فقط.

وقد خلص تحقيق أجرته لجنة الدفاع بمجلس العموم إلى أن البرنامج كان “مضطربًا” بسبب العدد الكبير من المتطلبات الإضافية، وقد وصف مارك فرانسوا، عضو البرلمان المحافظ والوزير السابق للقوات المسلحة، المشروع بأنه “كارثة تامة” وأنه وصل متأخرًا لسنوات وأصبح عتيقًا بالفعل.

ويُفهم أن الطائرات بدون طيار ليست في عمليات انتشار عملياتية، على الرغم من مشاركتها في التدريبات. وقد قضى لينكولن جونز أكثر من عقدين في الجيش، متخصصًا في حرب الطائرات بدون طيار، وقد أُرسل إلى إسرائيل لدراسة طائرة هيرميس 450 ومراقبتها.

وفي النهاية، يُثير تعثر برنامج المملكة المتحدة تساؤلات حول الفعالية والتكلفة المرتبطة بمشاريع الدفاع الكبرى، ويُظهر التباين الكبير بين النجاح الذي حققته الطائرة الإسرائيلية والتحديات التي واجهتها النسخة البريطانية.

search