الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:36 ص

"وداعا جوليا".. أحزان السودان تتوج بجائزة "الإنسانية"

بوستر فيلم وداعاً جوليا

بوستر فيلم وداعاً جوليا

مي فهمي

A A

اقتنص فيلم “وداعًا جوليا”، للمخرج السوداني محمد كردفاني، جائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) ضمن فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ليكون مجموع رصيد الفيلم حتى الآن 21 جائزة دولية.

“وداعًا جوليا” تدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب “منى”، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

وتُعد جائزة الجمهور السابعة التي يفوز بها، والجائزة الثالثة على التوالي التي يحصل عليها الفيلم خلال أسبوع، بعد حصوله مؤخراً على  جائزة أفضل فيلم من مهرجان "أفريقاميرا" للفيلم الأفريقي في بولندا، وجائزة (موهبة العام في الشرق الأوسط) التي قدمتها مجلة فارايتي لمحمد كردفاني تقديرًا لإنجازه في فيلمه الروائي الطويل الأول.

 وتعليقًا على فوز الفيلم بجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي، قال مخرج العمل محمد كردفاني “شاكر وممتن لفوز فيلم و(داعًا جوليا) بجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي، هذه الجائزة التي تحمل اسم الإنسانية هي تكريم لفيلم صنع بأيدي شباب أرواحهم مشبعة بثورة ديسمبر وقيمها المجيدة، يأتي هذا الفوز والسودانيون حول العالم، ومن بينهم هؤلاء الشباب، لاجئون ونازحون تتمزق بلادهم أمام أعينهم، وتشهد حربًا تهدد حياة الملايين من الأبرياء".

وتابع "مسؤوليتنا جميعًا أن نوقف هذه الحرب وداعميها فورًا، فالشعب السوداني لا يستحق ما يحدث له، وهو قادر على البناء في حال توقف الدمار كما بينت رحلة هذا الفيلم. أناشدكم باسم الإنسانية ألا تغفلوا عما يحدث في السودان وفي غزة، ولنكن  صوتًا موحدًا ينادي بالحرية والسلام والعدالة".

بينما قال المنتج أمجد أبو العلاء "لطالما كان مهرجان الجونة بمنصاته وسوق أفلامه داعمًا للسينما السودانية محتضنًا أغلب تجاربها الحديثة ومحتفيًا بسينماها الأولى وصناعها، وقيام المهرجان في هذه الظروف مرتديًا الشال الفلسطيني إثبات لأهمية السينما ومهرجاناتها كمنبر للبوح وللمواقف الفنية المعلنة كما كتب للفن أن يكون!".

وواصل “سعادتي لا توصف اليوم بحصول فيلمنا و(داعًا جوليا) على جائزة من الجمهور تحمل اسم الإنسانية والسينما معًا في وقت يتمدد الاحتلال في بلدنا السودان كسرطان ينهش في جسد الوطن منتهكًا أبسط معاني الإنسانية. أهدي هذه الجائزة لكل من نزح ولكل من بقي ولكل من آمن بنا ودعمنا وساند هذه السينما المولودة من رحم الأحزان!".

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.

سجل جوائز وداعًا جوليا يضم: جائزة التفوق وجائزة أفضل تمثيل لبطلته إيمان يوسف من مهرجان الفيلم المسلم الدولي في تورنتو، جائزة الجمهور في مهرجان موسترا السينما العربية والمتوسطية في كتالونيا، جائزة أفضل فيلم من مهرجان بلفاست السينمائي، وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا (جائزة الصحافة، جائزة الجمهور)، و3 جوائز في مهرجان Paysages de Cinéastes (جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة لجنة تحكيم المرأة، جائزة الجمهور)، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وبدأ هذا المشوار من مهرجان كان السينمائي الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية.

وفي الوقت نفسه يستمر نجاح الفيلم على الصعيد التجاري، إذ يواصل الفيلم عرضه للأسبوع الثاني في الإمارات بواقع 27 سينما، ليصبح مجموع السينمات التي تعرض الفيلم في الخليج 84، حيث تستمر عروضه للأسبوع الثالث في 34 سينما في السعودية، و8 سينمات في عمان، و5 سينمات في البحرين، و6 سينمات في قطر، و4 سينمات في الكويت. وفي فرنسا، ارتفع عدد السينمات التي تعرض الفيلم  إلى 67 شاشة بعد أن نجح الفيلم في بيع أكثر من 20 ألف تذكرة منذ انطلاقه في 21 مدينة في مطلع شهر نوفمبر ليواصل عروضه للأسبوع السابع على التوالي، بينما يُعرض في دور العرض المصرية للأسبوع التاسع مسجلاً أعلى إيرادات لفيلم عربي في تاريخ شباك التذاكر المصري.

search