الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:10 ص

لتحويله لحارات مرورية.. تحرك برلماني ضد هدم متحف نبيل درويش

متحف الراحل نبيل درويش

متحف الراحل نبيل درويش

محمد حسن

A A

استنكرت عضو مجلس النواب، مها عبد الناصر،  القرار الصادر بإزالة متحف وجزء من منزل الفنان الراحل نبيل درويش “من رواد فن الخزف في مصر والعالم العربي”.

جاء ذلك خلال طلب إحاطة تقدمت به مها عبد الناصر، لرئيس مجلس النواب، و موجه إلى كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير النقل، ووزيرة الثقافة.

سبب الإخلاء

وقالت عبد الناصر، إننا تابعنا على مدار الساعات الماضية ما تم تداوله إعلاميًا على لسان أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، بشأن تلقيهم إخطار بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار هدم المتحف الواقع على طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية.

وأكدت عضو البرلمان المصري، أنه وفق لما هو مُعلن صدر إنذار موجه من مركز مدينة أبوالنمرس التابعة لمحافظة الجيزة، إلى ورثة الفنان الراحل نبيل درويش، بضرورة إخلاء المبني لتوسعة وتطوير الطريق من المنصورية إلى المريوطية بطول 3.5 كم، حيث أكد الإنذار على سرعة إخلاء المبني بالكامل لاستكمال المشروع.

تدمير التراث

واستنكرت تساهل الجهات التنفيذية بهذا الشكل غير المفهوم في تدمير المعالم التراثية للدولة المصرية في نظير مشروعات يمكن أن نجد لها أماكن بديلة تصلح لتنفيذها، معقبة: "تارة تدمر الحكومة المقابر الأثرية، وتارة أخرى تزيل مناطق سكانية بشكل شبه كامل، والآن تزيل واحد من أهم المعالم الفنية في مصر بهدف تنفيذ توسعة مرورية".

وأكملت: "الأعجب من ذلك الأمر هو الرد المتداول لوزارة الثقافة على أسرة الفنان الراحل بشأن تلك الواقعة، فعندما ورد إنذار الإزالة إلى أسرة الفنان نبيل درويش، اتجهوا بشكل تلقائي صوب الجهة المنوط بها حماية ذلك التراث الفني وهي وزارة الثقافة، إلا أن رد الوزارة كان صادم للغاية، حيث أكدت وزيرة الثقافة على أن هذا المشروع هو مشروع قومي ومن الصعب أن يتم إيقافه".

ترشيد الإنفاق

وتابعت الدكتورة مها، أنه بجانب أن أعمال التوسعة المزمع تنفيذها مكان المتحف تخالف قرار رئاسة مجلس الوزراء التي أصدرها في يناير 2023 بشأن ترشيد الإنفاق في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة والذي نص على تأجيل تنفيذ أي مشروعات لم يتم البدء فيها ولها مكون دولاري واضح ، بجانب  عدم الصرف على أي احتياجات لا تحمل طابع الضرورة القصوى

واردفت:"  ألا يعتبر متحف الفنان نبيل درويش تراثًا فنيًا قوميًا أيضاً من الواجب الحافظ عليه ؟ هل أصبح لدى القائمين على المشروعات القومية ترخيص مفتوح بهدم وتدمير المعالم التراثية والتاريخية والفنية والثقافية للدولة المصرية ومواطنيها".

إعادة النظر في القرار

وأشارت عضو البرلمان المصري، إلى أن تلك الواقعة المؤسفة قد تخطى صداها المدى المحلي، فمنذ أيام أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونسكو، خطاب رسمي لوزارة النقل تطالب الوزارة بإعادة النظر في قرار هدم المتحف نظرا للقيمة الفنية للفنان الراحل وأعماله، ولكن بكل أسف دون جدوى .

كما أشارت، إلى أن الفنان الراحل نبيل درويش قد افتتح ذلك المتحف مجانًا للزوار وطلاب كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية عام 1983واختاروا هذا المكان نظرًا للهدوء المحاط به من جميع الاتجاهات، كما يجاوره العديد من مدارس الخزف والكليم والبردي وغيرها، ويحتوي المتحف على أكثر من 4000 قطعة خزف تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطع خزفية فريدة ومكتبته وأدواته الفنية التي عمل بها.

حارات مرورية

ونوهت بأن  الحكومة بعد كل هذا بدلا من العمل على توسعة المتحف وتحويله لمادة علمية لطلاب كليات الفنون الجميلة التربية الفنية ومقصدًا لفناني ومثقفي العالم، بكل بساطة تقوم بهدمه لإنشاء حارات مرورية.

وطالبت بوقف قرار هدم متحف الفنان نبيل درويش فورًا وإخراجه من قائمة الإزالات، والتنسيق مع الشركة المُنفذة لأعمال التوسعه بإعادة الدراسات الهندسية وإيجاد موقع بديل لأعمال المشروع بعيدًا عن أرض المتحف ومنزل الفنان الراحل وأسرته.

search