الإثنين، 28 أبريل 2025

01:54 ص

بعقوبات غير رسمية.. هكذا تنتصر الصين لفلسطين

صوره تعبيريه عن الرقائق الالكترونية

صوره تعبيريه عن الرقائق الالكترونية

أحمد سعد قاسم

A .A

منذ بدء حرب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 ، تعاني إسرائيل من أزمة اقتصادية خانقة، تفاقمت بسبب العقوبات غير الرسمية التي تفرضها الصين على تصدير المكونات الإلكترونية إلى إسرائيل، وتعد هذه المكونات ضرورية لصناعة الإلكترونيات والتكنولوجيا في تل أبيب

الصين التي تتخذ موقفا مؤيدًا لفلسطين، تستخدم هذه الوسيلة لممارسة الضغط على إسرائيل، ورغم أن موقف بكين غير معلن بشكل رسمي، إلا أن المستوردين الإسرائيليين ادعوا أن الموردين الصينيين لم يعلنوا عن فرض عقوبات على إسرائيل، ولكن الواقع هو أنهم يمارسون العقوبات بشكل ملتوي، وفق صحيفة يديعوت أحرنوت.

الرئيس الصيني ورئيس دولة فلسطين

تعنت غير رسمي

بحسب المستوردين الإسرائيليين،  أصبح الصينيون يطلبون منهم ملء العديد من النماذج ليتمكنوا من الاستيراد، ويؤخرون الشحن بذريعة أن النماذج غير مملوءة بشكل صحيح، والنتيجة هي صعوبات في الحصول على الإمدادات، وأبلغوا وزارة الاقتصاد الاسرائيلية بهذا الأمر، وتم إجراء اتصالات مع الملحق في الصين ووزارة الخارجية، ولكن دون جدوى.

وقال مسؤول حكومي في إسرائيل، لم تذكر الصحيفة العبرية اسمه، إنه في الأسابيع الأخيرة، تلقى شكاوى من شركات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة بشأن التأخير في توريد المكونات ذات الاستخدام المزدوج من الصين، وتم التواصل مع العديد من الجهات الرسمية إلا أنه لم يكن هناك تغيير في اللوائح الخاصة بالاستيراد، وأعرب المسؤول في تصريحاته عن قلقه من أن تكون هذه العرقله بسبب الحرب.

من ناحية أخرى، كان رد الصين الرسمي هو أنه لا يوجد تغيير في السياسة، والمشكلة هي أنه لا تعلم عما إذا كانت الإمدادات ستتوفر للتغلب على جميع المتطلبات الجديدة، قائلة “من الواضح لنا جميعًا أن هذا مرتبط بالحرب مباشرةً”.

تأييد فلسطين

تتخذ الصين موقفًا مؤيدًا لفلسطين منذ بداية الأزمة، وفي تصريحات سابقة أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن الظلم التاريخي الذي يعاني منه الفلسطينيون هو سبب النزاع بين إسرائيل وحماس.

“وانغ” قال إن المشكلة تنبع من التأخر الكبير في تحقيق حلم فلسطين بإقامة دولة مستقلة، ومن عدم تصحيح الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني. 

يرى وزير الخارجية الصيني، أن الحل الصحيح للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السعي إلى حل الدولتين واستعادة مفاوضات السلام في أقرب وقت ممك، مطالبًا بأن تلعب الأمم المتحدة دورها في حل القضية الفلسطينية.

كانت تلك التصريحات مخيبة لآمال كثير من قيادات الاحتلال، وأعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية في اتصال هاتفي مع المبعوث الصيني للشرق الأوسط عن خيبة أملها الشديدة، لعدم إدانة الصين للهجوم الذي شنته حماس في بداية الأسبوع. 

وذكر بيان أن نائب مدير منطقة آسيا والمحيط الهادي بوزارة الخارجية الإسرائيلية، السفير رافي هارباز، قال إن إسرائيل مُحبطة جدا من البيانات والتصريحات الصينية بشأن الأحداث الأخيرة في الجنوب، حيث لم توجه إدانة صريحة وواضحة للمذبحة الفظيعة التي ارتكبتها حماس.

عامل في مصنع رقائق إلكترونيه

عقوبات غير رسمية


قال مسؤول رفيع في إحدى المصانع الإسرائيلية: “الصينيين يمارسون نوعا من العقوبات علينا، لم يعلنوا عن ذلك رسميًا ، لكنهم يتأخرون في تسليم البضائع إلى إسرائيل.”.

وأضاف أن الصينيين لديهم أسبابًا وحججًا متنوعة، مثل طلب الحصول على تصاريح تصدير إلى إسرائيل -لم تكن مطلوبة من قبل- كما يطلبون منهم ملء الكثير  النماذج، ويستغرقون وقتًا طويلاً في تلك العملية، وهذا لم يحصل من قبل.

 هناك أنواع كثيرة من المكونات التكنولوجية المتضررة لدى إسرائيل، حيث يتكون المنتج الإلكتروني من عشرات الآلاف من المكونات، ولكن إذا لم يتم توفير مكون واحد، فتحدث أزمة، وفقًا لما ذكره موقع واي نت.

لجأ بعض المستوردين في إسرائيل الذين يستوردون منتجات من الصين، إلى حل بديل يتمثل في نقل الطلب إلى موزعيهم أو وكلائهم في دول أخرى، والتي لا تتطلب من الصينيين الحصول على تصريح تصدير منها، ولكن المشكلة في أن الوصول إليها من خلال طرف ثالث يزيد من التكاليف ويؤخر وقت التسليم.

عماله يدخلون من معابر إسرائيل

عمالة إضافية

ترفض الصين إرسال عمال إضافيين إلى إسرائيل في ظل الحرب.. هذا ما أفاد به مسؤولون كبار في إسرائيل بعد محادثات أجروها مع الصين مؤخرًا لمحاولة زيادة عدد العمال الصينيين العاملين في البلاد، ويرى الإسرائليون أن  الصين انحازت مع روسيا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي سياق الجهود التي تقوم بها إسرائيل لزيادة عدد العمال الأجانب الداخلين إلى البلاد، منذ اندلاع العدوان، دخل أو عاد إلى إسرائيل 10,000 عامل أجنبي في مختلف القطاعات: 2900 في البناء (وصلت مجموعة جديدة من 200 عامل من مولدوفا إلى إسرائيل أمس)، وفي الزراعة: 1200؛ وسيتم إرسال مجموعتين أخريتين من ملاوي في أفريقيا للعمل في الزراعة هذا الأسبوع ، ومن المتوقع أن يصل 4500 عامل زراعي آخر من سريلانكا إلى إسرائيل بنهاية الشهر الجاري.

تسول للعمال

تحاول إسرائيل إقناع الحكومة التايلاندية بالسماح بدخول آلاف العمال للزراعة، ولكن الحكومة التايلاندية تؤجل القرار. وفي سياق استقبال العمال الأجانب، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أمس الأحد،  بـ200 عامل أجنبي جديد من ملاوي، ومن المنتظر أن يذهب معظمهم إلى الجنوب.

وأفادت وزارة الخارجية، أن هناك دولًا ترسل عمالا بالفعل بعد الاتفاقيات مع دول مختلفة منها سريلانك ، التي من المتوقع أن ترسل 300 عامل كل أسبوع، و200 عامل من مالاوي، و600 عامل تمريض من مولدوفا، و800 آخرين. 

كما أنه هناك دول أخرى تجري إسرائيل اتصالات معها بالفعل لجلب المزيد من العمال: أوغندا والمكسيك وجمهورية الدومينيكان وغواتيمالا ورواندا، وفي الأسابيع الأخيرة، أجرت وزارة الخارجية  من خلال السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، اتصالات مع 55 دولة لتشجيع جلب العمال الأجانب والمتدربين لتحقيق المزيد من الاستقرار في الاقتصاد الإسرائيلي.،وقال الوزير كوهين: “نحن نعمل على الجبهة السياسية للحفاظ على قوة الاقتصاد الإسرائيلي”.

وفي الأسابيع الأخيرة، عززت وزارة الخارجية الاسرائيلية الاتفاقيات والتعاون مع العديد من الدول للسماح للاقتصاد الإسرائيلي بمواصلة التحرك في وقت ينهار فيه.

search