السبت، 06 يوليو 2024

06:57 م

مسيحيو غزة على خط النار.. “الحجارة الحية” وحرب الاحتلال

مسيحيون غزه يصلون علي كشافات الموبايل بسبب إنقطاع الكهرباء

مسيحيون غزه يصلون علي كشافات الموبايل بسبب إنقطاع الكهرباء

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

"إن سكت هؤلاء فالحجارة تنطق".. بهذه الكلمات رد المسيح، على من حاولوا إنكار رسالته الحقيقية، ومنع تلاميذه من نشرها.

 بعد مرور 2000 عام، ما زالت هذه الكلمات تدوي في سماء فلسطين، يتحملون آلام الاحتلال والظلم من قبل إسرائيل، حالهم لا يختلف كثيرًا عن المسلمين، 1000 مسيحي متواجدين داخل القطاع يتشاركون مع المسلمين مصيرهم تحت نيران جيش الاحتلال. 

صورة تعبيريه مصممة بالذكاء الاصطناعي

الحجارة الحية

مسيحيو فلسطين، أقدم المسيحيين في العالم، يسمونهم "المسيحيون الأوائل"، أو "الحجارة الحية"، فهم من أول من اعتنقوا الديانة المسيحية، كما ورد في رسائل بطرس الأول.

رغم أن عددهم قليل نسبيًا في فلسطين، إلا أنهم ينتمون إلى طوائف متعددة، يشكل المسيحيون الأرثوذكس الروم نصف المسيحيين تقريبًا في الأراضي الفلسطينية بنسبة 51% من المسيحيين في الضفة، والقطاع وداخل الخط الأخضر.

بينما ينتشر الباقون بين الكنائس المختلفة كالآتي: اللاتين (الكاثوليك) 30%.. الروم الكاثوليك 6%.. البروتستانت 5%.. السريان 3%،.. ويمثل الأقباط والأحباش والأرمن وغيرهم من المسيحيين نسبة 2%.

وبشأن المسيحيون في قطاع غزة فهم ثلاثة أنواع، الأول منهم عاشوا في غزة منذ البداية المسيحية في فلسطين، وآخرون هاجروا خلال النكبة الفلسطينية عام 1948، وغيرهم جاءوا مع عودة الرئيس الراحل، ياسر عرفات، إلى قطاع غزة وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 واستقروا فيها.

مسيحية في غزه ترتل على ضوء كشاف الموبايل

مسيحيو غزة

يعد المسيحيون أقلية في غزة، إذ لا يتجاوز عددهم 1000 شخص ينتمون إلى طائفتي الروم الأرثوذكس والكاثوليك، أي أقل من 0.05 بالمئة من مجمل السكان، ومعظمهم من الروم الأرثوذكس. ويواجهون تحديات كبيرة في الحفاظ على هويتهم وحريتهم الدينية في بيئة مضطربة بسبب الحروب والحصار وعدم الإستقرار السياسي والأمني.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت غزة عدة هجمات شرسة من قبل الاحتلال، أدت إلى تدمير البنية التحتية والمنازل والمدارس والمستشفيات، وخلفت آلاف القتلى والجرحى والنازحين. وتعاني غزة من حصار إسرائيلي شامل، يقيد حركة الأشخاص والبضائع والخدمات، ويؤثر على الوضع الاقتصادي والصحي والإنساني للسكان.

القرن الرابع

تعد كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، أقدم كنيسة لا تزال نشطة في غزة، وكان القديس برفيريوس أسقف غزة في القرن الخامس، ويقع قبره تحت الكنيسة. ويعتبر موقع الكنيسة من أقدم ثلاث كنائس في العالم.

العديد من المسيحيين المعاصرين في غزة هم من نسل المجتمعات المسيحية العربية من المدن الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، مثل يافا. لقد جاءوا إلى غزة عندما نزحوا في أعقاب أولى الحروب العربية الإسرائيلية العديدة بعد إنشاء دولة إسرائيل الحديثة في عام 1948. ويعيش مسيحيون آخرون في غزة في المدينة والمدن المحيطة منذ عدة قرون.

مسيحيون غزه يصلون علي كشافات الموبايل بسبب إنقطاع الكهرباء

الوضع الحالي والتحديات

كانت الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس، والتي بدأت في السابع من نوفمبر 2023، واحدة من أكثر الحروب تدميرًا وفتكًا في تاريخ الصراع. 

فالهجوم الاسرائيلي على كنيسة القديس بورفيريوس التي تعود إلى القرن الخامس في غزة قد سلط الضوء على السكان المسيحيين في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقُتل ما لا يقل عن 18 شخصاً في التفجير الذي استهدف ملحقاً للخدمات الاجتماعية في مجمع مباني الكنيسة. 

لم ولن نتركها

"نحن لا نفارق الكنيسة فهى بيت ربنا وأبينا".. استهل جورج أنطون، المدير الإداري لمؤسسة كاريتاس في غزة، حديثه، واصفا الحياة الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون اليوم في غزه تحت وطأة الحرب.

يقول جورج انطوني حسب تصريحات نشرها موقع interris.it، هناك حوالي 180 شخصًا يعيشون في مبنى الرعية، الذي يقع في منطقة مهددة بالإخلاء من قبل الجيش، ولكن العدد يزداد باستمرار. نحن نمر بأوقات عصيبة. 

ويواصل أنطون "هذه الأرض هي هويتنا نحن كاثوليك ولكننا أيضا فلسطينيون ونشارك في هذا المصير. نفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. نعاني من نقص في المياه والغذاء والوقود ونضطر إلى الاقتصاد فيها". 

ويصف الوضع المأساوي الذي يتدهور يوما بعد يوم، مع استمرار القصف الليلي والنهاري وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى. ويذكر أنطون - الذي كان يشرف على مشاريع إنسانية وتنموية في مناطق محرومة قبل بدء الحصار - أنه في بعض المناطق مثل رفح لا يوجد سوى مستشفى واحد غير كاف وأن الناس يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة للحصول على مياه شرب.

مسيحيون غزه يصلون علي ضوء الشمع بسبب إنقطاع الكهرباء

حياه افضل

سواء مسلمون أو مسيحيون، يواجهون تهديدات ومسيرة الحرب على البقاء في غزة،  وكان أكبر التحديات أمامهم الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية وتكرار التفجيرات والهجمات.

في ظل الظروف التي يعيشها القطاع، يشعر العديد من المسيحيين كغيرهم من المسلمين باليأس والعزلة، ويسعون إلى الهجرة إلى الخارج بحثا عن حياة أفضل. وقد تراجع عدد المسيحيين في غزة بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، حيث كانوا يبلغون نحو 7000 شخص ليصبحو اليوم الف واحدا فقط.

صلاة في الظلام

يواجه المسيحيون في غزة تحديات إضافية في ممارسة شعائرهم الدينية. فقد تعرضت بعض الكنائس للتهديم والاستهداف خلال الحروب المتكررة على القطاع، ومع ذلك، لم يفقد المسيحيون أملهم وإيمانهم، بل استمرت الكنيسة في غزة بإقامة الصلوات على ضوء الشموع، بسبب انقطاع الكهرباء بسبب الحرب.

صوره لطفل في المهد يرتدي الكوفيه الفلسطينيه وسط ركام

700 لاجئ

تؤوي الكنيسة الكاثوليكية في غزة ما يقرب من 700 لاجئ دمرت منازلهم في الحرب هناك حوالي 200 شخص، من بينهم 40 طفلاً، يلجأون إلى داخل الكنيسة، بينما يتم إيواء 500 شخص بالغ وطفل إضافي في دار للأيتام بممتلكات الكنيسة، بحسب الذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص،

أفادت أخبار الفاتيكان، أنّ العائلات النازحة، ترابطت كمجتمع مسيحي منذ أن أصبحت لاجئة. يُتلى القداس مرتين يوميًا، ويتم صلاة عدد لا يحصى من المسابح من أجل السلام والحماية، في كل منفذ.

مع ذلك، انخفضت إمدادات الغذاء والمياه لأن النوم داخل الكنيسة لأسابيع متواصلة يسبب ضغطًا على سكان المبنى الجدد، وكنيسة العائلة المقدسة هي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، وتقع في الجزء الشمالي من المدينة.

search