الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:59 م

أنفاق غزة.. "الداخل مفقود"

الأنفاق شبكة معقدة من الممرات الأرضية تمتد مئات الكيلومترات داخل قطاع غزة

الأنفاق شبكة معقدة من الممرات الأرضية تمتد مئات الكيلومترات داخل قطاع غزة

أحمد سعد قاسم

A A

حظيت أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، بدور رئيسي في تناول الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب هجمات "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر.

أُسند إليها الفضل في ثبات "حركات المقاومة" أمام هجمات الاحتلال، فيما ألصقت بها “تهمة حماية قادة حماس”، رغم معاناة أهالي القطاع جراء القصف.   

إسرائيليون دعوا إلى اتباع نهج أكثر عدوانية وشمولية لإزالة شبكة أنفاق غزة، بينما حذر آخرون من مخاطر وتكاليف مثل هذه الاستراتيجية، وهو تحذير مدفوع بقلق مراقبين دوليين إزاء الآثار الإنسانية والقانونية لـ"حرب الأنفاق"، وتأثيرها على السكان المدنيين.

أنفاق غزة

شبكة معقدة

الأنفاق شبكة معقدة من الممرات الأرضية التي تمتد على مئات الكيلومترات داخل القطاع، تستخدم لنقل الأسلحة والمقاتلين بعيدًا عن أعين الاحتلال والأقمار الصناعية، وتعتبر سلاح حماس الاستراتيجي، إذ تمكنت من خلالها من تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية ضد الجيش الإسرائيلي، وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

البدايات والتطور

بدأت حماس في حفر الأنفاق بشكل بدائي أواخر القرن العشرين، بغية استخدامها في تهريب الأسلحة والمال والمواد الغذائية، التي كانت تخضع للسيطرة الإسرائيلية آنذاك.

وبعد سيطرتها على القطاع عام 2007، استطاعت تطويرها وتحويلها إلى شبكة كبيرة ومعقدة للغاية، تغطي معظم أراضي قطاع غزة، وتصل إلى الحدود مع إسرائيل ومصر.

بحسب الحركة، هناك 1300 نفق في غزة بطول 500 كيلو متر، ويصل عمق بعضها إلى 100 قدم تحت الأرض، وتنجح تلك الأنفاق في حماية أعضاء حماس من كشفهم عن طريق المراقبة الجوية، سواء بالطائرات أو الأقمار الصناعية، وتمكنهم من الانتقال بسرعة وسهولة بين مواقع مختلفة داخل القطاع.

يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما)، رهينة إسرائيلية أُفرج عنها بعد أن أسرتها حماس خلال عملية “طوفان الأقصى"، قالت إنها مرت بأنفاق متوسط ارتفاعها نحو 6.5 قدم وعرضها أكثر بقليل من قدم، وهو ما يسمح بمرور شخص واحد في كل مرة.

وقالت ليفشيتز في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "بدت مثل شبكة العنكبوت، أنفاق كثيرة جدًا، سرنا كيلومترات تحت الأرض"، مضيفة أنها شاهدت في الأنفاق غرفًا مجهزة بالكهرباء والاتصالات والمياه والطعام، ورأت أيضًا أسلحة وذخائر ومتفجرات.

أنفاق غزة تصنف إلى ثلاثة أنواع رئيسية

الأنواع والأهداف

تصنف أنفاق غزة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، حسب الهدف من بنائها واستخدامها:

هجومية: وهي المخصصة لمباغتة إسرائيل وتجاوز الحدود وتنفيذ العمليات في أراضي الداخل ومنطقة إطلاق الصواريخ، وتعتبر هذه الأنفاق الأخطر والأكثر تهديدا للأمن الإسرائيلي، إذ مكنت حماس من خطف جنود إسرائيليين وقتلهم أو مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية بدقة عالية، والهروب من الرد العسكري الإسرائيلي.

دفاعية: وتستخدم داخل القطاع لنصب الكمائن وحماية أعضاء الحركة من الهجوم عليهم من قبل إسرائيل، وتعتبر هذه الأنفاق ملاذا آمنا للمقاتلين والمدنيين في حالات الطوارئ، حيث توفر لهم مأوى ومستلزمات الحياة الضرورية، وتمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية في القطاع.

لوجستية: وفيها غرف القيادة والسيطرة والذخائر، وتضم المحطات السلكية الداخلية، وتعتبر هذه الأنفاق العصب الحيوي للحركة.

تستخدم حماس الأنفاق في إخفاء الأسرى الإسرائيليين للتفاوض عليهم مثلما حدث وقت اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أحد أشهر المختطفين، والذي استطاعت الحركة إخفاءه لمدة خمس سنوات، قبل مبادلته بـ1200 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، في واحدة من أكبر صفقات الأسرى بين الحركة وإسرائيل.

الاحتلال يحاول تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها

تحاول إسرائيل، باستخدام أساليب مختلفة، تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها منذ عام 2014، مثل القوات البرية والغارات الجوية وأجهزة الاستشعار والمتفجرات، ولجأت إلى بناء حاجز تحت الأرض على طول الحدود مع غزة لمنع توسعها بحفر أنفاق جديدة، ومع ذلك لا تزال الأنفاق تشكل تهديدًا كبيرًا، حيث يصعب اكتشافها وتدميرها وتسمح لحماس بالعمل والضرب من تحت الأرض. 

search