الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:50 ص

آباءُ إسرائيل.. "القائمة الرسمية لسارقي الأرض"

حاييم وايزمان

حاييم وايزمان

السيد حسين

A A

البداية كانت مجرد فكرة لإقامة دولة يهودية في مكانٍ ما، الفكرة صارت نواة لـ"حركة قومية أيديولوجية" تسعى لتجميع كل من يحملون الديانة اليهودية، من شتى بقاع الأرض، وحشدهم في مكان واحد، يصير دولة "إسرائيل".

تأثرت أهداف الفكرة، التي ظهرت منتصف القرن التاسع عشر، بالأفكار القومية الأوروبية حينذاك، وتركزت أهدافها على عودة الشتات اليهودي، وتأسيس سيادة يهودية مستقلة، وتعزيز الكمال الروحي والأخلاقي، حسب رؤية بنيامين زئيف هرتسل، الذي صاغ أفكار الصهيونية الحديثة.

من بين الروايات التي تأسست عليها دولة إسرائيل، هي "أرض الميعاد"، و"الشعب المختار"، و"النقاء العرقي"، و"المحرقة النازية"، ونجحت إلى حد كبير في إقناع مئات الآلاف بوجود رابط جماعي بينهم، يوحّد مصيرهم، وطموحهم.

تيودور هرتزل  


تيودور هرتزل.. أب الفكرة

كان تيودور هرتزل أول من دافع عن فكرة إقامة دولة يهودية، وحث اليهود على الهجرة إلى فلسطين، ورغم فشله في تحقيق أهدافه ووفاته قبل قيام "دولة الاحتلال"، فإنه يُعتبر أبًا للفكرة ومُلهمًا لليهود في تحقيق إقامة دولة يهودية.

هرتزل المولود في 2 مايو 1860 اسمه العبري بنيامين زئيف، كان كاتبًا نمساويا مجريًا، ومؤسسًا للصهيونية السياسية، عُرف بلقب "رؤيا الدولة" في اللغة العبرية.

"هرتزل" الذي رحل في 3 يوليو 1904، شكّل المنظمة الصهيونية، عُرف بلقب "الأب الروحي للدولة اليهودية"، وصاحب الرؤية التي مهدت الطريق لإقامة دولة إسرائيل.

حاييم وايزمان 

حاييم وايزمان.. أول رئيس 

حاييم وايزمان، أول رئيس لدولة إسرائيل بعد إعلانها، انضم إلى الحركة الصهيونية منذ بدايتها، وكان من زعماء الجناح الديمقراطي في المؤتمر الصهيوني السادس، في ألمانيا حيث درس علومه في برلين وفرايبرغ.

دعا هذا الجناح إلى انتهاج الصهيونية العملية بعد فشل جهود هرتزل الدبلوماسية للحصول على إذن باقتطاع فلسطين من الدولة العثمانية وتحويلها إلى دولة صهيونية.

حاييم وايزمان ولد في روسيا عام 1874، وكان عالمًا كيميائيًا بارزًا، وأدرك في مرحلة مبكرة أهمية صعود بريطانيا كمركز إمبراطوري رائد، وفي عام 1904، سافر إلى إنجلترا للعمل في جامعة مانشستر. 

خلال الحرب العالمية الأولى، جرى تعيينه مديرًا لمختبرات سلاح البحرية البريطانية، إذ شارك في تطوير اكتشاف مادة الأسيتون الحارقة واستخدامها لأغراض الحرب، مما ساهم في الجهود الحربية للحلفاء، وفق ما قال المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".

لعب حاييم وايزمان دورًا محوريًا في المفاوضات الصهيونية البريطانية التي أسفرت عن "وعد بلفور" كأول انتصار سياسي دبلوماسي دولي للصهيونية.

كما كان رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية "الوكالة اليهودية" بين عامي 1920 و1948، باستثناء الفترة من 1931 إلى 1935، وفي هذه الفترة، سعى جاهدًا لتوسيع نطاق الوكالة ليشمل الهيئات اليهودية غير الصهيونية، بهدف جذبها نحو الفكر الصهيوني.

وايزمان عمل جاهدًا مع ترومان لدعم المطالبة الصهيونية بالسيطرة على النقب في قرار التقسيم، كما أعلن صراحةً عن ضرورة الحرب مع العرب، وهو ما يتناقض مع ما يُقال عن اعتداله. 

وأصبح أول رئيس لدولة إسرائيل بعد إعلانها في عام 1948، لكن هذا المنصب كان رمزيًا، حيث مُنع حتى من الاطلاع على محاضر مجلس الوزراء بناءً على تعليمات بن غوريون.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، كان وايزمان أحد مصممي مشروع بلتيمور، وكان يدعم إنشاء وحدات عسكرية يهودية في الجيش البريطاني، رغم تحفظه على بعض النقاط. وقد تسببت هذه المواقف في نقاش حاد مع بن غوريون، الذي كان يسعى إلى التفاوض مع الإنجليز والعرب. 

دافيد بن غوريون

دافيد بن غوريون

أما دافيد بن غوريون أول من رفع شعار "الدولة قادمة" ولد في بلونسك البولندية عام 1886، وتلقى تعليمه في مدرسة عبرية أسسها والده، الذي كان من محبي الصهيونية. في سن 18، أسس جماعة شبيبة عبرية باسم "عزرا". 

انتقل إلى وارسو وانضم إلى الحزب الصهيوني الاشتراكي "عمال صهيون بوعالي تسيون". في عام 1906، هاجر إلى فلسطين وعمل في الزراعة والتدريس، كما شارك في نشاطات حزب "عمال صهيون" وتحرير صحيفة الحزب "هأحدوت". في عام 1910، غير اسمه من غرين إلى بن غوريون.

أعلن تأسيس دولة إسرائيل، وتولى بن غوريون رئاسة الحكومة الإسرائيلية لمدة عقد بعد النكبة، أي حتى بداية عام 1963. كان بن غوريون، الذي كان عضوًا في حزب العمل الصهيوني، أول رئيس للحكومة ووزيرًا للدفاع. بدأ استيطانه في فلسطين في عام 1906 وعمل كمزارع في بؤر الاستيطان اليهودية في "بيتح تيكفا". 

خلال الفترة من 1911 إلى 1914، درس اللغة التركية في سالونيكي وحقوقًا في إسطنبول، وكان يعتزم تمثيل حركته في الشؤون الداخلية في الإمبراطورية العثمانية. ومع ذلك، عرقلت الحرب العالمية الأولى خططه، وتم طرده من أرض إسرائيل (فلسطين) "إلى الأبد" عام 1915، وفق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".

وبحسب مركز "مدار" ناضلت الحركة الصهيونية برئاسته في مايو 1948 من أجل إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل، قام بريادة العمل لاتخاذ قرار مؤيد لإقامة دولة إسرائيل، أعلن عن إقامتها وقاد الدولة خلال حرب الاستقلال. 

وهو في منصبه كرئيس للحكومة المؤقتة ووزير الدفاع، بعد الانتخابات للكنيست الأولى، تم انتخابه لمنصب رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وبقي يشغل هذين المنصبين خلال السنوات 1949 إلي 1954.

في أواخر 1953 استقال بن غوريون من الحكومة والكنيست واستقر في كيبوتس سديه بوكير في النقب. في أعقاب كشف النقاب عن شبكة تجسس وتخريب إسرائيلية في مصر، عاد إلى منصب وزير الدفاع في بداية عام 1955، في حكومة شاريت، وفي نهاية العام، بعد انتخابات الكنيست الثالثة في يوليو 1955، عاد إلى منصب رئاسة الحكومة أيضا.
كما قاد بن غوريون حزب مباي إلى انتصارات في انتخابات الكنيست في السنوات 1959 - 1961 وانتخب مرة أخرى لمنصب رئيس الحكومة ووزير الدفاع. 
في يونيو 1963، استقال بن غوريون من رئاسة الحكومة ومن منصب وزير الدفاع. وبموجب توصية منه تم تعيين ليفي اشكول خلفا له.

بقي بن غوريون نشيطا سياسيا، في البداية بالتعاون مع اشكول ومن ثم بخصومة شديدة معه. مصدر الخلاف بينهما كانت المعالجة القانونية لقضية "شبكة التجسس".

في يونيو 1965 انقسم حزب مباي وأسس بن غوريون حزب "رافي" ورئاسته. في انتخابات الكنيست حصل حزبه على عشرة مقاعد. في عام 1968 اندمج "رافي" في حزب العمل. بيد أن بن غوريون أسس حزبا جديدا "القائمة الرسمية" الذي حصل على أربعة مقاعد في الانتخابات عام 1969.

إسحاق رابين

إسحاق رابين

إسحاق رابين واحد من الشخصيات البارزة في إسرائيل، وقد كان من بين صانعي القرارات البارزين في المجالات الخارجية، العسكرية، والأمنية.

 وُلد في القدس في 1 مارس 1922، وتربى في تل أبيب بعد أن انتقلت عائلته إلى هناك في مرحلة مبكرة. درس في المدرسة الزراعية اليهودية "كادوري" في الجليل بعد أن انتقلت عائلته إليها بعد عام واحد من ولادته.

ورابين خامس رئيس وزراء إسرائيلي، وتقلد هذا المنصب في فترتين؛ الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 انتهت بإطلاق الرصاص عليه ومقتله في 4 نوفمبر 1995 على يد اليهودي إيجال عامير، ليصبح رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي يقضي اغتيالاً، ويعد رابين من أشهر رجالات البالماخ المتفرعة من الهاجاناه، حسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

تخرج رابين في مدرسة "كادورى" في 1940، وفي 1941 انضم إلى "الهاجاناه" وأصبح من كبار قادتها ومع حرب 1948 عين قائدا لسرية "هارئيل" التي قاتلت في القدس ولما انتهت الحرب اشترك في محادثات الهدنة بين إسرائيل ومصر بجزيرة رودس اليونانية.

في ديسمبر 1963، عين ليفي أشكول، الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي. 

وعند اندلاع حرب 1967، استمر في هذا المنصب، حتى انسحب من الخدمة العسكرية في فبراير 1968. 

بعد ذلك، انتقل إلى المجال الدبلوماسي كسفير لإسرائيل في أمريكا، وانضم إلى حزب العمل، حيث فاز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي.

تولى منصب وزير العمل في حكومة جولدا مائير بعد استقالتها في عام 1974 بسبب الأزمة السياسية الناجمة عن حرب أكتوبر 1973. 

وجرى انتخاب رابين ليخلفها كرئيس لحزب العمل ورئيس وزراء إسرائيل. واشتهر في الفترة الأولى لرئاسة الوزراء بعملية مطار عنتيبي، ولعب دورًا أساسيًا في مباحثات أوسلو ولدوره فيها تم منحه جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع ياسر عرفات وشيمون بيريز، بحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".

اغتيال رابين

في خطابه أمام الكنيست في عام 1995، وهو العام الذي اغتيل فيه، أعلن رابين "أكدت أمس وأؤكد اليوم أنه لا توجد مدينتان، بل هناك قدس واحدة. ونؤكد أن القدس لا يمكن التفاوض بشأنها؛ إذ كانت ملكًا لنا وستظل كذلك إلى الأبد".

في اللحظة الحاسمة حوالي الساعة 9:45 مساءً في 4 نوفمبر 1995، كان يتأهب إسحاق رابين لمغادرة مبنى بلدية تل أبيب. في تلك اللحظة، اقترب إيجال عامير منه وأطلق عليه وابلًا من الرصاص باستخدام مسدسه بيرتا شيتا عيار 9 ملم، مما أدى إلى إصابات خطيرة في الطحال والعمود الفقري والصدر، وانهار رابين أرضاً.

تم نقل رابين على الفور إلى المستشفى في حالة موت سريري، حيث بذل الأطباء جهوداً كبيرة لإنعاشه بسبب فقدانه لكمية كبيرة من الدماء وإصابته برصاصة في الرئة. وفي تمام الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة ليلاً، تم الإعلان الرسمي عن وفاته عن عمر يناهز 73 عاماً بسبب تبعات إصابته.

search