مروان البرغوثي.. "رمّانة" ميزان القضية
مروان البرغوثي - أرشيفية
السيد حسين
"يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة"، هكذا علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، آرييل شارون، على اعتقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينيّ "فتح"، مروان البرغوثي.
كان هذا عام 2001، من يومها، وبعد مرور 22 عامًا، لا يزال البرغوثي أسيرًا لدى قوات الاحتلال، ليصل إجمالي ما قضاه في السجون العبرية 28 عامًا، من بين سنوات عمره التي لم تتجاوز الـ65.
ورغم سجنه، يستمر البرغوثي في المقاومة من داخل سجون الاحتلال، حيث يجعل من تلك البيئة القمعية وإجراءات السجن المشددة مكانًا للتعليم والنضال، وحوّل السجون إلى مراكز تعليمية حقيقية، يتابع فيها تقدم طلابه الأسرى في مسارهم النضالي، وفقًا لتصريحات "الحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي"، على موقع "فيسبوك".
البرغوثي المولود في قرية كوبر الفلسطينية في 6 يونيو 1958، إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الفلسطيني، ويعتبر “رمّانة” ميزان القضية الفلسطينية، بين طرفيها المتنافسين فتح وحماس.
شغل منصب زعيم التنظيم في حركة فتح، ولعب دورًا بارزًا في فترة الانتفاضة الفلسطينية الثانية. واعتقلته إسرائيل عام 2002، واعتبرته العقل المدبر للانتفاضة الفلسطينية آنذاك.
اخرجوا للحرب
قبل أيام، نقلت شبكة "قدس برس"، عن البرغوثي رسالة وجهها إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، دعاهم فيها أن يكونوا جنودًا فاعلين، لا مجرد شهود، وأن يقفوا بجانب "أهلنا في قطاع غزة، والهجوم بكل ما نملك من قوة وإمكانيات وأدوات متاحة لردع الاحتلال وكسر إرادته، فالحرب الحالية لا تستثني أحدًا، لذلك فإن تحركنا كهبّة رجل واحد سيحدث فارقًا في هذه المعركة المصيرية لتاريخ شعبنا".
كما دعا البرغوثي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لتكون في “طليعة التصدي للعدوان الإسرائيلي، بما تملكونه من سلاح وتدريب، كل في موقعه، فلا عذر لأحد في عدم المشاركة”.
وشدد على أن "زمن الانتظار قد ولّى، وحان وقت الصمود والتصدي والتحرير، ولنجعل من كل بيت فلسطيني معقلا للثورة، ومن كل فرد جنديا في ساحة المعركة، فلنتحد، ولنثبت للعالم أجمع أننا قوة لا يمكن كسرها".
5 مؤبدات
حُكم على البرغوثي بالسجن لمدة خمسة مؤبدات، بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح".
جاءت هذه الاتهامات على خلفية اتهام إسرائيل للكتائب بقتل إسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.
والبرغوثي واحدًا من أهم القادة الفلسطينيين الذين قادوا الجماهير في انتفاضتها الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وحينها، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه، ورحّلته إلى الأردن، حيث مكث 7 سنوات.
ثم عاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، وفي عام 1996 حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني، وفق ما ذكر المركز المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات".
تعنت إسرائيلي
في بداية هذا العام، قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، نقل مروان البرغوثي و70 أسيرًا من سجن "هداريم" إلى سجن "نفحة" ذي الحراسة الشديدة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني بانتشار حالة من الهلع والقلق في الداخل الفلسطيني، خاصةً مع وجود البرغوثي كواحد من كبار قادة حركة فتح الفلسطينية.
نقل أسرى "هداريم" جاء في ظل خطة أوسع أقرها بن غفير لتوزيع نحو ألفي أسير على مختلف السجون، وتهدف إلى تشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين وكسر مراكز القوة لديهم، وبعد قراره منع زيارات أعضاء الكنيست الإسرائيلي لهم وإجراء تنقلات داخلية.
وكان بن غفير توعد حتى قبل أن يتسلم منصبه، بتضييق الخناق على الأسرى الفلسطينيين، رافضاً الظروف المعيشية التي تتيحها لهم إدارة مصلحة السجون، واصفاً إياها بـ"إقامة فندقية".
كما أشرف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي شخصيا على مراجعة ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين في سجن "نفحة" قبل نقل البرغوثي إليه، بعد أن ضمّ السجن أجنحة جديدة مع إجراءات أمنية إضافية لمنع محاولات الهروب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي تصريحات إعلامية عدة قالت قيادات سياسية إسرائيلية إن اسرائيل لن تطلق سراح مروان البرغوثي حتى لو انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية أو حكومتها.
أصبح البرغوثي رمزًا وطنيًا بارزًا ومثلاً للنضال، يلهم جماهير الشعب الفلسطيني، حيث يُعتبر العقل المدبر للانتفاضة.
وهو حاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، وعلى الماجستير في العلاقات الدولية.
عمل كمحاضر في جامعة القدس في أبو ديس حتى تم اعتقاله، وهو متزوج من المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثي، التي تتميز بخبرة طويلة في المجال الاجتماعي والمنظمات النسائية.
بعد اعتقال زوجها، برزت فدوى البرغوثي كشخصية سياسية وإعلامية، حيث قادت حملته للدفاع عنه وتبنت قضيته على المستوى العالمي، زارت أكثر من 20 بلدًا لنقل رسالته ودعم الانتفاضة والمقاومة، ممثلةً بذلك صوت زوجها المعتقل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
للبرغوثي وزوجته أربعة أبناء، بنت وثلاثة أولاد، قسام الابن الأكبر، وربى، وشرف، وعرب، وأنهوا كلهم دراستهم الجامعية.
في عام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وحملت عنوان "الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006"، وكتب رسالته في سجن هداريم واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محاميه، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
البرغوثي لخلافة عباس
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في أغسطس الماضي، إن فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية، تعمل مع جهات عربية ودولية لدعم زوجها خليفة محتملًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعقدت البرغوثي في الأسابيع الأخيرة لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين في الدول العربية ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، وطلبت منهم العمل من أجل إطلاق سراح زوجها من السجون الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، قالت مصادر مقربة من البرغوثي، إن اللقاءات كانت تهدف أيضاً إلى ترسيخ دعم دولي لزوجها بوصفه الشخص المناسب لترؤس السلطة الفلسطينية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي محمود عباس "88 عاما".
وتابعت "هآرتس" بأن اسم البرغوثي يظهر عند كل حديث عن خليفة الرئيس عباس لرئاسة السلطة الفلسطينية، وحافظ على تقدم كبير عن غيره من المرشحين في كل استطلاعات الرأي.
ويعتقد كثيرون، إلى جانب زوجته، أن البرغوثي قد يكون منقذا إذا ما ساءت الأمور في مرحلة ما بعد عباس، لكن ليس في أروقة القيادة الفلسطينية التي يرى بعض أعضائها أنه ليس منطقيا، أو مطلوبا، أن يقود الشعب الفلسطيني أسير، بوصف ذلك معقدا وليس عمليا، وفق ما قال مركز "حضارات للدراسات الإستراتيجية".
فرس الرهان
لم يغب اسم البرغوثي عن المشهد السياسي الفلسطيني والعربي، حتى بعد مضي سنوات عديدة له في الاعتقال والعزل.
لكنه يظل حاضرًا دائمًا في أروقة صناعة القرار الفلسطيني، حيث يُلقب بـ"فرس الرهان". تم انتخابه كعضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح" في عام 2009، خلال المؤتمر السادس في بيت لحم، وكذلك تمت إعادة انتخابه في عام 2016 خلال المؤتمر السابع في رام الله.
أهم المحطات السياسية في حياة البرغوثي حين أعلن عن الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية، بعد إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس منتصف يناير من العام 2021 مرسوماً رئاسياً يحدد مواعيد الانتخابات، ووفق المرسوم الذي أصدره عباس كانت ستجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني في مايو ويوليو وأغسطس من نفس العام، ومن غير المتوقع إجراء انتخابات قريبة لرئاسة السلطة الفلسطينية.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمريكا وإسرائيل تتوعدان "الجنائية الدولية" بعد أمر اعتقال نتنياهو
22 نوفمبر 2024 09:23 ص
ترامب يختار بام بوندي وزيرة للعدل.. "ذمتها" تثير لجدل
22 نوفمبر 2024 07:46 ص
انفجارات عنيفة تضرب دولة الاحتلال.. وآلاف الإسرائيليين يحتمون بالملاجئ
22 نوفمبر 2024 07:00 ص
تفاصيل مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
22 نوفمبر 2024 05:29 ص
أمر اعتقال.. ماذا يعني حكم "الجنائية الدولية" ضد نتنياهو وجالانت؟
22 نوفمبر 2024 12:54 ص
زعيم كوريا الشمالية يحذر من خطر حرب نووية غير مسبوق
22 نوفمبر 2024 03:42 ص
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتقد إيران بسبب "برنامجها النووي"
22 نوفمبر 2024 03:39 ص
بايدن عن قرار "الجنائية الدولية" ضد نتنياهو وجالانت: مشين وغير مقبول
22 نوفمبر 2024 03:16 ص
أكثر الكلمات انتشاراً