يد تطعم غزة وأخرى تذبح.. “الأمم المتحدة” الملاك الظالم
صوره من مخلفات الحرب في غزة
أحمد سعد قاسم
أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قرارًا يدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة وإنشاء “الظروف اللازمة لوقف دائم للأعمال العدائية.
وامتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، في حين صوت 13 عضوًا آخر لصالح القرار، الذي وصفته سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، بأنه يتناول الشؤون الإنسانية.
جاء التصويت أمس الجمعة، بعد أيام من الجدل الدبلوماسي والمناقشة، في محاولة لتفادي استخدام حق النقض مرة أخرى من قبل الولايات المتحدة، التي حالت دون صدور قرار آخر لمجلس الأمن الدولي، في وقت سابق من هذا الشهر دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ويهدف القرار إلى تسريع المساعدات لغزة وسيعين مسؤولاً كبيرًا في الأمم المتحدة للإشراف على المساعدات الإنسانية للقطاع.
وتستمر الولايات المتحدة وإسرائيل في معارضة الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، بحجة أنّ ذلك سيفيد حماس في إعادة ترتيب أوراقها من جديد.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، إنّ الأمر يعود لـ"حماس" للموافقة على هدنة مؤقتة أخرى، حسب نيويويرك تايمز.
عزلة عالمية
تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل، عزلة متنامية مع ارتفاع مستوى الغضب الدولي، بسبب زيادة عدد الضحايا في غزة والأوضاع الإنسانية الصعبة هناك بعد 11 أسبوعًا من الحرب.
وجاء التصويت أمس الجمعة في ظل مرحلة مظلمة، بعد أن أعلنت السلطات الفلسطينية أن أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة لقوا حتفهم حتى الآن منذ أن بدأت إسرائيل حملة عسكرية ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر ، والذي أودى بحياة 1200 إسرائيلي.
ويتدهور الوضع الإنساني في غزة يوما بعد يوم. ويعيش جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في حالة أزمة غذائية مستمرة ، حيث يواجه 576600 شخص مجاعة “مأساوية”، وفقا لتقرير للأمم المتحدة نشر يوم الخميس.
ومع تقطع الإمدادات إلى غزة بشكلاً كبيرًا، يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنّ 90 % من سكان غزة يفتقرون الطعام لمدة يومًا واحدًا على الأقل.
وحذّرت المنظمة من تعرض القطاع بأكمله للمجاعة خلال 6 أشهر، إذا لم تزداد المساعدات بسرعة.
وتحاصر إسرائيل القطاع منذ هجوم حماس في أكتوبر، ولكنها نفت أي نقص في الغذاء، وشككت في عدد القتلى وزعمت أنها قضت على آلاف من مقاتلي حماس.
الأكبر منذ عقود
تشير البيانات الحديثة إلى أنّ الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين هي الأشد دموية بين الصراعات العربية الإسرائيلية منذ أكثر من أربعين عامًا ، وربما منذ نشأة إسرائيل في عام 1948.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الخميس الماضي، أنّ عدد القتلى تجاوز 20 ألف شخص لأول مرة، وهو رقم أعلى من أحد أكثر التقديرات ثقة للضحايا الناتجين عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
اعترف المسؤولون في غزة بأن حساب القتلى صعب للغاية ، لكن معظم الخبراء يرون أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك ويشعرون بالرعب من حجم الكارثة.
أشار بعض الخبراء العسكريين إلى أنّ هذه الحرب أودت بحياة عدد أكبر من الناس في فترة أقصر من المراحل الأشد قسوة في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان أو العراق. وفق نيويورك تايمز."
الأكثر رعبًا
يظهر ارتفاع عدد القتلى على كيفية قيام إسرائيل بشن الحرب، باستخدام الغارات الجوية والقنابل الثقيلة والمدفعية بكثافة في منطقة مزدحمة بالمدنيين العزل والمحاصرين.
وتقول إسرائيل إنّ حماس أنشأت شبكة أنفاق واسعة تحت الأرض لإخفاء مقاتليها وأسلحتها ، مما يجعل المنشآت والسكان المدنيين عرضة للهجوم.
كانت حرب غزة هي الأعنف بالنسبة للفلسطينيين منذ 75 عامًا منذ تأسيس إسرائيل. وبحسب المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني ، قُتل نحو 15 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت بعد قيام إسرائيل عام 1948.
وفي حرب الشرق الأوسط عام 1967، لقي نحو 19 ألف شخص من المصريين والسوريين وغيرهم مصرعهم في مواجهة إسرائيل ، بينما قتل عدد مشابه - غالبيتهم من السوريين والمصريين - في حرب عام 1973 ، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. وهذا ما حدث أيضًا في حروب غزة ولبنان.
أفادت وزارة الصحة في غزة ، التي تديرها حماس، بأن حوالي 70 بالمائة من القتلى كانوا من النساء والأطفال، وتزعم إسرائيل أنها قتلت حوالي 7000 من مقاتلي حماس، دون أن تشرح كيف حصلت على هذا الرقم."
85% يتركون منازلهم
وتشير التوقعات إلى أنّ عدد الضحايا في غزة سيزداد بشكل كبير عندما يستطيع الفلسطينيون الخروج من الخراب الشديد الناجم عن الحرب.
وأعلن متحدث باسم حكومة غزة، أنّ هناك 6700 شخص مفقودين بالإضافة إلى القتلى. ويعتقد أن كثيرين منهم لا يزالون مدفونين تحت الركام.
أكد المتحدث باسم المكتب الاعلامي الحكومي في فلسطين محمود الفرا، أنّ جامعي البيانات حول القتلي ينتهزون أي فرصه للهدوء لإحصاء عدد القتلي حيث بات الأمر صعبا للغاية بسبب كثرة الشهداء.
وهجر نحو 85% من سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة منازلهم ، بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء جزء كبير من الأراضي ، في محاولة لتفادي الغارات الجوية الإسرائيلية والغزو البري. وأصبح أكبر مركز سكاني فيها مدينة غزة، مدمرة، ينام الآلاف في الشوارع، ويعيش آخرون في ملاجئ مزدحمة ومنتشرة الأمراض.
وتقطعت السبل بالكهرباء تقريبًا منذ أكثر من شهرين. الغذاء والمياه النظيفة شحيحة. وتحذر الأمم المتحدة من أن نصف السكان يواجهون خطر المجاعة، وأنّ 90 % يبقون بدون طعام لمدة يومًا كاملاً.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمر اعتقال.. ماذا ينتظر نتنياهو؟
22 نوفمبر 2024 08:10 ص
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
هل تعتقل الدول أعضاء "الجنائية الدولية" نتنياهو إذا ذهب إليها؟
22 نوفمبر 2024 02:00 ص
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
اعتقال نتنياهو.. العالم يرحب عدا دولتين
21 نوفمبر 2024 10:44 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً