الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:08 ص

"بلد الحريات تقمعها".. احتجاجات الطلاب ضد إسرائيل تحرج بايدن

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

تيمور السيد

A A

وصلت احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية ضد إسرائيل في حربها على غزة إلى منعطف لم يكن في حسبان الرئيس جو بايدن، إذ تدّخلت الشرطة اليوم لمحاولة فض اعتصام الطلاب، وإنزال الطلاب الذين اقتحموا المبنى الإداري بجامعة كولومبيا بولاية نيويورك، أمس.

وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أن ما حدث تذكير قاسٍ بأن الولايات المتحدة لم تعد تسير في الاتجاه الذي وعد به بايدن في حملته الانتخابية لعام 2020. بعد يوم واحد من الاستيلاء الدراماتيكي على مبنى جامعة كولومبيا، في وقت يواجه البيت الأبيض امتحانات نهاية العام من دون إجابات مُرضية.

حيرة بايدن

لدى بايدن العديد من الخيارات التي جعلته في حيرة من أمره، إذ يمكن أن يدين المتظاهرين بحزم، ويخاطر بحملته الانتخابية بتنفير نفس الناخبين الشباب الذين يحتاج إلى تنشيطهم أكثر حتى يفوز في الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في نوفمبر المقبل.

ومن ناحية أخرى، يمكن لبايدن أن يتضامن مع المتظاهرين ويخاطر بإغضاب الوسطيين، أو قد يطلبون من المتحدثين الرسميين توجيه دعوات إلى تظاهرات مدنيّة سلمية، من دون توقُّع حقيقي بأن الطلاب سوف يعيرونهم أي اهتمام.

البيت الأبيض

وفيما تتنامى الاحتجاجات سريعًا والعمل على قمعها في “بلد الحريات”، فإن البيت الأبيض يتابع الخيار الأخير، حيث قال المتحدث باسمه أندرو بيتس، "إن الاحتجاجات يجب أن تكون سلميّة وقانونية". ولم يتطرق بايدن شخصيًا إلى ما حدث في جامعة كولومبيا أو التوتر بين الطلاب والإداريين في الكليات الأخرى، أمس، وفقًا لـ"أكسيوس".

ويبدو أن الاستراتيجية تتمثل في السماح للاحتجاجات بالاستمرار، والانتظار حتى مغادرة الطلاب الجامعيين للموسم الدراسي في الصيف، ليكون الأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" قبل عودة الطلاب في الخريف.

فيما يشعر الديمقراطيون بالقلق إزاء مقاطع الفيديو التي تبرز المتظاهرين وهم يقتحمون المباني ويحتجون على سياسة أمريكا تجاه القضية الفلسطينية.

ترامب قد يقلب الطاولة

وذهبت مات بينيت، وهي واحدة من مؤسسي المنظمة الديمقراطية الوسطية، إلى أن ترامب قد يقلب الطاولة على بايدن، وعلى الرغم من أن ترامب هو أكثر شخص افتعل فوضى في تاريخ الرئاسة الأمريكية، فإن هذه الاحتجاجات أو غيرها قد تساعده في الفوز بهذه الحجة، وفقًا لـ"أكسيوس".

وقالت المتحدثة باسم حملة بايدن، ميا إهرنبرج "في الوقت الذي وقف دونالد ترامب بفخر مع العنصريين البيض وشجع حملات القمع العنيفة على المتظاهرين السلميين، يدافع جو بايدن عن التعديل الأول لدينا ويعزّز الحماية ضد معاداة السامية وكراهية الإسلام".

من سينتصر؟

لا يعتقد مستشارو بايدن أن الصراع بين إسرائيل و"حماس" هو الأولوية الرئيسية للناخبين الشباب، فالنتيجة هي (نعم)، بنسبة 5 إلى 1، للناخبين تحت سن الثلاثين الذين يؤيدون وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وفقًا لأحدث استطلاع لمعهد هارفارد للسياسة، لكن الحرب تشكّل الشغل الشاغل لنحو 2% فقط من الناخبين الشباب، وهو ما يقل كثيرًا عن اهتمامهم بقضايا الاقتصاد والتضخم والهجرة.

وفي الوقت نفسه، من الواضح أن بايدن لديه مشكلة مع الناخبين الشباب. ففي أبريل 2020، أظهر استطلاع أجرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقدمه بنسبة 31% على ترامب. ومع ذلك، فإن هذه الاحتجاجات وغيرها قد تساعد ترامب في الفوز بحجة "الفوضى" التي أطلقها ضد بايدن، لذلك، يواجه البيت الأبيض تحديًا صعبًا في التعامل مع هذه الاحتجاجات بطريقة تجعل الرئيس بايدن في موقف محرج وأضعف أمام الناخبين الشباب والوسطيين.

search