الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:43 م

محمد الحتو
A A

التعادل "عادل".. ومدريد "يُقاتل"!

"كلاسيكو أوروبا" كان معقداً تكتيكياً، حساباته الفنية كثيرة، أي مغامرة تعني الهزيمة، و"كل تأخيرة فيها خيرة".. هكذا فضّل كارلو أنشيلوتي وتوماس توخيل إنهاء الحصة الأولى بين ريال مدريد وبايرن ميونيخ بالتعادل "العادل" 2-2 بانتظار الحسم في "سانتياغو برنابيو".
الريال كالعادة، بشخصية ملكية وبهيئة طاووس يزهو في كل الحفلات، والبايرن بأناقة ملعبه "اليانز أرينا" أكد أنه يحضر على قدر المناسبات، على الرغم من خسارته لقب الدوري على يد مدرب إسباني تحديداً هو الشاب تشابي ألونسو صانع السعادة التاريخية لجماهير ليفركوزن، فكيف يرتضي على نفسه جرح جديد وبسيف "ماتادور" آخر؟!.
لماذا التعادل كان عادلاً؟ لأن الأرقام تتحدث عن نفسها إذ جاءت متقاربة في كل تفاصيلها بعدما استحوذ البايرن على الكرة بنسبة 51% إلى 49% للريال، وسدد أبناء توخيل 5 كرات مقابل أربعة لكتيبة أنشيلوتي، فيما حصل البافاري على 6 ركنيات مقابل 5 للملكي، وحتى الأخطاء تقاربت بعدما ارتكب ميونيخ 11 خطأ مقابل 10 لمدريد، وتساويا بالحصول على البطاقات الصفراء ببطاقتين لكل منهما!!.
يقول أسطورة كرة القدم الهولندي ريد خوليت: "ريال مدريد يتركك تفعل ما تريد وفي النهاية يفعل هو ما يريد"، وهذا ما فعله "الميرينغي" تماماً إذ يكاد يكون الوحيد في العالم الذي يمنح الفرصة إلى أي فريق -ولو كان مغموراً- باللعب ومحاولة مجاراته، يوهمه بأن قادر على هزيمته، ثم يلسعه ويكوي قلوب جماهير خصمهوغالباً يخرج من الملعب سعيداً!!.
أتساءل، هل هو نزال يرسم الريال سيناريوهاته مسبقاً؟ أم خطة لعب تسمح لك بأخذ مساحتك والشعور بقيمتك قبل تجريدك من أسلحتك لتجد نفسك محارب أعزل أمام "فارس أبيض" يشمخ في كل معركة ويكتب تاريخاً وبطولات ويسجل أمجاداً قد ترتفع غزواته القارية إلى 15 هذا الموسم!.
بدوره، توخيل كشف عن نقطة فنية عميقة في لعب خصمه الملكي لخصها بالقول: "إذا نظرت لأهداف ريال مدريد قبل 10 ثوانٍ من تسجيلها، فلن ترَ أن لديهم نية للتسجيل!" وهو ما يفسر إحراز لاعبي الريال للأهداف في مواقف وتواقيت غريبة ويرفع سقف توقعات جمهوره بالتهديف في أي لحظة!!.
قمة الإياب ستكون مختلفة، وفيها حديث سيطول بين مدربين كبيرين وحسابات أكثر تعقيداً فكلاهما يتمتعان بالخبث الكروي، فمن سيعبر لنهائي الأبطال.. أتوقع الريال بالمنطق والأداء؟!.

search