السبت، 05 أكتوبر 2024

05:32 م

"إفريقيا الخطيب".. و"اللبيب" بالإشارة يفهم!

عينان ثاقبتان في رأس نسر عملاق يحلّق في أرجاء إفريقيا شمالاً جنوباً، شرقاً وغرباً، يختال بجناحين مكتوب على الأول صالح سليم، والثاني محمود الخطيب.. جارح لكل خصومه فلا عرب أو عجم ولا قريب أو بعيد يوقف جموحه..
يدرك تماماً فريسته منذ الأزل، واسألوا عن ملحمة كوتوكو في غانا عام 1982 حين التقط النجمة الأولى، وواصل بعدها الإبهار فارضاً أعلى مراتب الانتصار في 2024 بالنجمة رقم 12.. 
المدهش في كل ألقاب الأهلي الإفريقية، أنها تحققت بمشاركة "بيبو"، في الملعب والمكتب، مستلماً كأس الأبطال أو مسلماً له على منصة التتويج، وفي كل الأحوال يرفعه "المارد الأحمر"، وكأن إفريقيا عاشقة الخطيب صاحب "الكاريزما" الجبارة والابتسامة التي لا تستطيع "الحسناء السمراء" مقاومتها!!.
في عهد بيبو، تزينت القلعة الحمراء بـ 12 بطولة إفريقية، خمسة منها لاعباً، فيما نجوم الأهلي الحاليين سطروا المجد بخوض خمس نهائيات على التوالي، وحصدوا أربع بطولات، والسؤال الشهير الشاغل لتفكير قارة بأكملها: هل من منافس؟.
الأهلي في إفريقيا مثل ريال مدريد في أوروبا، مكانه في النهائي محفوظ، مقعده في كأس العالم للأندية محجوز، ومقامه في كوكب كرة القدم عالٍ ورأسه مرفوع، لم لا؟ فالاحتراف الإداري موجود والفن الكروي مشهود، وجاذبيته الجماهيرية بلا حدود! نادٍ مستقر برئيسه، ولا يأبه لأية متغيرات، وروح "الفانيلة الحمرا" حاضرة ولا يمكن أن يهزه رحيل نجم في "رمضان" أو شوال، يحتفظ بملامح النادي "السعيد"، والرقصات بكل احتفالاته فيها "كهربا"!!.
الآن، الأهلي "ملك إفريقيا"، والزمالك "بطل الكونفدرالية"، وعلى مصر أن تفخر بإنجاز الناديين بعيداً عن الضوضاء والأصوات الشاذة وكل لسان يشتم، ويقلل ويثير الكراهية بين الكبيرين..
عيشوا اللحظة التاريخية، كلاكما بطل، وترقبوا عناقاً مصرياً في بطولة السوبر الإفريقي، حيث "النسر والقوس".. نعم، ليجمعكم "لون واحد" يمتد فيه الأحمر من الأهلاوي، نحو قميص أبيض مزهوّ بخطين حمر متوازيين على صدر زملكاوي جميل.
علاقة الناديين بالخطيب وحسين لبيب انعكست على الكرة المصرية خيراً بدلاً من سنوات عجاف قضيناها في المحاكم مع مرتضى منصور سباً وادعاءات وافتراءات وتراشق في الأعراض وأجواء لا تليق ولا تجلب سوى الفضائح والعار.. 
أخيراً.. مبروك للأهلي والزمالك وهنيئاً للساحرة المستديرة السوبر المنتظر.

search