الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:42 م

"التدخين الإلكتروني".. طريق أسرع إلى نوبات القلب!

السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية

إسراء عبدالفتاح

A A

يعتقد البعض أن النيكوتين هو العنصر الأقل ضررًا في التبغ، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى الأدمان في بعض الحالات، ولكن بدأ الخبراء يتساءلون عما إذا كان النيكوتين حميدًا حقًا كما كان يُعتقد، أو ما إذا كانت آثاره الضارة قد تم حجبها ببساطة من خلال حقيقة مفادها أن السموم الأخرى الموجودة في السجائر أسوأ بكثير.


من هنا بدأ التساؤل حول السجائر الإلكترونية التي يجري الترويج لها باعتبارها البديل "الأكثر أمانًا" للسجائر، لأنها غالبًا ما تحتوي أيضًا على النيكوتين.
 

السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية والنيكوتين

وبحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد بدأ العلماء ينظرون إلى النيكوتين من منطلق أن مستويات التدخين حاليًا في أدنى مستوياتها مقارنة بفترة الأربعينيات من القرن الماضي، إلا أن التدخين الإلكتروني آخذ في الارتفاع.
وبحسب دراسة أمريكية حديثة، فكل يوم يموت أكثر من 270 شخصًا في المملكة المتحدة بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين، وأبرز هذه الأمراض هو النوبات القلبية وأمراض الرئة والسرطان، والسبب إلى حد كبير يكمن في احتواء السجائر على مواد كيميائية ضارة.

وتشمل هذه المواد الضارة مادة البوتادين (تُستخدم في صناعة المطّاط ويمكن أن تسبب بعض أنواع سرطان الدم)، والكادميوم (الموجودة في البطاريات والمرتبطة بسرطان الرئة)، والكروم السادس (المستخدم في صناعة الدهانات والأصباغ، والمرتبط أيضًا بأورام الرئة).
 

 السجائر الإلكترونية


نبات التبغ

وبحسب الدراسة، فإن هناك الآلاف من المواد الكيميائية الضارة في السجائر، بعضها يتواجد بشكل طبيعي في نبات التبغ، والآخر يُضاف أثناء التصنيع لتعزيز النكهة أو زيادة امتصاص الدخان في الرئتين، لدخول المزيد منه إلى مجرى الدم، من ثم إلى الدماغ.

وكان يُعتقد دائمًا أن الطرف البريء في التأثير القاتل للتبغ على صحة الإنسان هو النيكوتين، باعتباره العنصر الإدماني الذي ينتج "النشوة" التي يتوق إليها المدخنون، لكن يبدو أن هذا الأمر لا ينطوي على خطورة إلى هذا الحد بالمقارنة بالتدخين الإلكتروني.

وقد أصبحت السجائر الإلكترونية تحت الأضواء بسبب تزايد شعبيتها في الفترة الأخيرة، حيث تمنح مستخدميها نفس "ضربة" النيكوتين مثل التبغ، ولكن من دون التعرض للمواد الكيميائية الضارة، على الرغم من وجود مخاوف أخرى متعلقة بالآثار المسرطنة المحتملة للغازات المنبعة من السجائر الإلكترونية، والتي تسمى “المركبات العضوية المتطايرة”.


مدخنو السجائر الإلكترونية

ويتنامى عدد مدخني السجائر الإلكترونية حول العالم، ووفقًا لأحدث التقديرات فإن أكثر من أربعة ملايين شخص في المملكة المتحدة يستخدمون السجائر الإلكترونية، وسيتفوق عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية على مدخني سجائر التبغ التقليدية خلال العامين المقبلين.

وكوسيلة للإقلاع عن التبغ، يحظى vaping بدعم من جمعيات خيرية مثل مؤسسة القلب البريطانية ومنظمة Action on Smoking and Health، في حين يقول موقع NHS الإلكتروني إن vaping يضاعف فرصة الإقلاع عن التدخين مقارنة بوسائل أخرى مثل علكة أو لصقة النيكوتين.
 

مستخدمي السجائر الإلكترونية

ويتواجد النيكوتين بشكل طبيعي ولكن بنسبة ضئيلة في نباتات عِدة، مثل الطماطم والبطاطس والباذنجان، لكنّ نباتات التبغ، تعمل كمبيد حشري مدمج، تكون مستوياته في أعلى النسب.


خطر النيكوتين على الجسم

تأثيره في الدماغ معروف جيدًا، ففي غضون 20 ثانية من استنشاقه، يؤدي إلى إطلاق رسائل كيميائية مثل الدوبامين، المرتبط بالمكافأة والمتعة، لكنه يزيد أيضًا من معدل ضربات القلب وضغط الدم ويجعل الأوعية الدموية تنقبض، لأن النيكوتين يؤدي إلى إطلاق هرمون الإدرينالين.

خطر النيكوتين على الجسم

وكشفت دراسة أمريكية أخرى، عن معدلات الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية، تقييد تدفق الدم في الساقين والقدمين نتيجة التعرض للنيكوتين من خلال التبغ الرطب على قدم المساواة مع تلك الناجمة عن تدخين السجائر.

وأظهر بحثٌ تم تقديمه في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية في أكتوبر 2022 أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين يتعرضون بانتظام للنيكوتين كان أداؤهم أسوأ من غيرهم في اختبارات المشي المصممة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب، مع تأثيرات ضارة مماثلة لتلك التي تظهر مع السجائر التقليدية.

search