الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:11 م

تحذيرات استخباراتية.. روسيا تخطط لـ"تخريب أوروبا"

جنود في الحرب الروسية الأوكرانية

جنود في الحرب الروسية الأوكرانية

أحمد سعد قاسم

A A

حذرت وكالات الاستخبارات الأوروبية حكوماتها من أن روسيا تخطط لأعمال تخريب عنيفة في جميع أنحاء القارة، في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين موسكو والغرب لدعمهم أوكرانيا. 

وفق صحيفة فايننشال تايمز، يعتقد مسؤولو الاستخبارات في أوروبا أن روسيا بدأت بالفعل في الإعداد بنشاط أكبر لتفجيرات سرية، وهجمات حرق متعمد، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية على الأراضي الأوروبية، بشكل مباشر وعبر وكلاء. 

وفي حين أن عملاء الكرملين لديهم تاريخ طويل من مثل هذه العمليات فإن الأدلة تتزايد على وجود جهود أكثر عدوانية وتضافرا، وفقا لتقييمات 3 دول أوروبية مختلفة.

وأصبح مسؤولو الاستخبارات يتحدثون بشكل متزايد عن التهديد في محاولة لتعزيز اليقظة. 

وفي مؤتمر الشهر الماضي، قال توماس هالدينوانج، رئيس المخابرات الداخلية الألمانية: "إننا نقيم خطر تزايد أعمال التخريب التي تسيطر عليها الدولة بشكل كبير، ويبدو أن روسيا الآن مرتاحة لتنفيذ عمليات على الأراضي الأوروبية".

وتحدث هالدينوانغ بعد أيام قليلة من اعتقال مواطنين ألمانيين روسيين في بايرويت، بافاريا، بزعم التخطيط لمهاجمة مواقع عسكرية ولوجستية في ألمانيا نيابة عن روسيا.

"تخريب متعمد"

في أواخر أبريل الماضي، اتهم رجلان في المملكة المتحدة بالعمل لصالح الحكومة الروسية، وإشعال حريق في مستودع يحتوي على شحنات مساعدات لأوكرانيا. 

وفي السويد، تحقق أجهزة الأمن في سلسلة من حالات خروج قطارات السكك الحديدية الأخيرة عن القضبان، والتي يشتبه في أنها "قد تكون أعمال تخريب مدعومة من روسيا".

وحاولت روسيا تدمير أنظمة الإشارات على السكك الحديدية التشيكية، حسبما صرح وزير النقل في البلاد لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي. 

وفي إستونيا، قال جهاز الأمن الداخلي في إستونيا إن الهجوم على سيارة وزير الداخلية والصحفيين في فبراير الماضي نفذه عملاء المخابرات الروسية. كما حذرت وزارة الدفاع الفرنسية هذا العام من هجمات تخريبية محتملة من جانب روسيا على مواقع عسكرية. 

وقال كير جايلز، زميل استشاري كبير في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث: "الاستنتاج الواضح هو أنه كان هناك تصعيد حقيقي للنشاط الروسي".

تبادل المعلومات

وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأوروبيين، إنه يتم تبادل المعلومات من خلال أجهزة الأمن التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حول "الضرر الروسي الواضح والمقنع"، والذي تم تنسيقه وعلى نطاق واسع. 

وأضاف أن الوقت قد حان "لزيادة الوعي والتركيز" بشأن خطر العنف الروسي على الأراضي الأوروبية. 

وأعلن الناتو في بيان الخميس الماضي، عن قلقه العميق إزاء تزايد "الأنشطة الخبيثة على أراضي الحلفاء" من قبل روسيا، مشيرا إلى ما وصفه بأنه "حملة مكثفة" عبر المنطقة الأوروبية الأطلسية.

وتأتي المخاوف المتزايدة بشأن رغبة روسيا لإلحاق أضرار مادية ضد خصومها في أعقاب سلسلة من الاتهامات ضد روسيا بشأن حملات التضليل والقرصنة.

وتعهدت ألمانيا يوم الجمعة، بعواقب على موسكو – في بيان مدعوم من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي – بسبب هجوم إلكتروني عام 2023 على الحزب الديمقراطي الاشتراكي للمستشار أولاف شولتس.

وفي الوقت نفسه، لا تزال تتكشف فضيحة تكشف المحاولات الروسية لاستمالة السياسيين الأوروبيين اليمينيين المتطرفين قبل الانتخابات الأوروبية المقبلة.

search